نظر له إدريس بغير تصديق ليردف عنخ تيفي :
(الفصل الرابع)
ألم تقرأ قول الله تعالىأعوذ بالله من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
" و إذا قرأت القرآن جعلنا بينك و بين الذين لا يؤمنون بالآخرة حجابًا مستورًا * و جعلنا على قلوبهم أكنة أن يفقهوه و في آذانهم وقرًا و إذا ذكرت ربك في القرآن وحده ولوا على أدبارهم نفورًا"(الإسراء 45-46)
- صدق الله العظيم.
قالها إدريس في دهشة ليردف عنخ تيفي :
- يا رجل هل تأكدت أني اؤمن بالله مثلك تمامًا ،أ نا مسلم , ليس علي أقناعك بالمزيد بعد الآن .
هدأ إدريس قليلًا وناوله عنخ تيفي كوبًا من الماء شربه دفعة واحدة دون أن يرمش بطرف عينه وهو يقول:
- مش معقول اللي بيحصل معايا ده يا رب .
جلس عنخ تيفي بجانبه وربت على قدمه وقال له:
- أنت إلى الآن لم تذكر لي سبب وجودك على جزيرتي احكي لي أنا أعلم أنك لست لصًا أبدَا .
بدأ إدريس يحكي له ما حدث :
-أنا أعمل في إحدى الشركات التابعة لوزارة البترول و الثروة المعدنية , وقد كلفتنا الشركة ببعثة للكشف عن المعادن الثمينة في منطقة قريبة من جنوب محافظة البحر الأحمر ؛ أبحرت السفينة بالفريق الكشفي و الذي أنا واحد من أفراده ؛لكن بعد مدة من إبحار السفينة و قرب رأس بنباس حدث ما لم يكن بالحسبان؛ حدثت عاصفة شديدة و أشعل البرق السفينة لأتمسك بلوح خشبي بقى منها و بعدها أفقد وعي و أجد نفسي هنا ...هذا كل شيء
تابعه عنخ بتركيز ثم قال له بغموض :
- إذَا أنت مكلف من الدولة بالبحث والكشف عن المعادن في هذه المناجم هذا ما فهمته .
أمأ له إدريس و قال بهدوء و هو يهز رأسه :
- نعم فأنا موظف لدى الدولة ومكلف بذلك.
ابتسم له عنخ في حبور وقال :
- في بادئ الأمر كنت أحسبك سارقًا.
- تنهد و تابع :
- وأنا حارس لهذه المناجم.. حمدا لله أنك تابع للدولة و إلا ..
قال أخر كلمة بخبث ليبتلع إدريس ريقه بخوف ليبتسم عنخ تيفي متفهمًا و يقول بود :
بلغ سلامي لملكها , قل له ما زلنا على العهد يا سيدي .
تعجب إدريس وهتف بجدية :
ملكها ! لكن مصر ليست مملكة هي جمهورية.
لكن تعجب عنخ تيفي هذه المرة وهتف في تعجب :
-و ما الفرق؟
ابتسم إدريس و قال :
-الفرق بينهم يكمن في نظام الحكم ؛ الدولة الملكية لديها ملك ينتقل الحكم فيها من السلف إلى الخلف ؛أما الجمهورية فيحق لشعب هذا البلد إختيار رئيسه و حكومته عن طريق التصويت له في الإنتخابات العامة.
برقت عين عنخ تيفي متشوقًا للمزيد من المعلومات عن بلاده و هتف بحنين:
- لكن متى حدث ذلك ؟أنا هنا منذ آلاف السنين لم يأتني وافد(بشري) لينقل لي أخبار بلادي الحبيبة "كيميت دشرت" أو كما ذكرها القرآن الكريم "مصر" منذ وصلني سلام الملك أبسماتيك الأول "مؤسس الأسرة 26 عصر النهضة " و بعدها أنقطعت عني أخبار بلادي ؛ أسلمت طريق أسلافي من الجن الذين كانوا قد أسلموا منذ عدة قرون و عاصروا نبي الله محمد صلى الله عليه و سلم ,و أوصلوا رسالته لي و لغيري من الجن المسلم في هذه البلاد .
ابتسم إدريس و أجابه :
- يااه منذ أبسماتيك الأول أنقطعت عنك الأخبار ، سأرويها لك في عجالة ... فتاريخ مصر يا عزيزي يحتاج إلى مجلدات و عدة مكتبات لتدوينه .. لكني سأختصر لك
تنهد و تابع :
- بعد عصر النهضة دخلت مصر مرحلة متأخرة من تاريخها .. أتعرفت بالعصر المتأخر و بعده تولي عدد من الغزاه على أرض بلادنا .
شعر عنخ بالأسف و الحزن على بلاده و قاطعه قائلًا:
- هل تم إحتلال كيميت دشرت و دمرت حضارتها ... يا الله .
شعر إدريس بحزن عنخ على بلاده لذلك قال :
- حضارتنا ما زالت قائمة حتى الآن لا تقلق .
فرح عنخ و قال له :
-صدقًا ؛ أكمل لي
قال أخر جملة بعدما أمأ له إدريس و تابع إدريس يحكي له تاريخ بلادنا و عظمتها , حكى له عن القاهرة .. قاهرة المعز قاهرة كل عدو و كذلك عن سيناء الباسلة و إنتصار أكتوبر العظيم .
أنت تقرأ
الملاح الغريق بقلمي: زينب العربي
Short Storyالسفر عبر الزمن و التفكير به قد يكون ضرب من الجنون ، فحسب نظريات العلم الحديث وخاصة نظرية النسبية للعالم أينشتاين، يجب أن يسير الجسم بسرعة أكبر من سرعة الضوء للسفر للمستقبل ، أما السفر للماضي فهو أمر مستحيل من الناحية النظرية والعلمية ، و يستحيل على...