قطرات ندى ٤

93 27 34
                                    

فقالت :

لقد وضع والدي ماله في مشروع تجاري
إلا أن ذلك المشروع لم ينجح
وخسر كل ما يملك بسببه
فأصيب بالجلطة ونقلوه إلى المستشفى

وهناك عند أنفاسه الأخيرة أخبرني أن لدي عمه
وأخبرني عن سبب فراقكما ، واوصاني بأن اذهب إليك واطلب منك أن تسامحيه
وأعطيك هذه الرسالة
وقام باعطائي العنوان ، وبعدها فارق الحياة

فأصبت بصدمة بعد وفاته ، ومكثت عند أقارب
والدي من بعيد إلى أن استعت قوتي وصحتي

فقمت بالبحث عنك وقد وجت عنوانك بعد عناء كبير
وها أنا أطلب منك أن تسامحي والدي

فأخذت والدة علي تبكي وهي تقول :
لقد سامحته منذ البداية
لقد سامحته منذ وقت طويل

وكنت أتمنى رأيته في كل لحظة
ولم آنسه ابداً

وكنت أذهب وأراه خفيه عنه دون أن اشعره
بوجودي ، وامتع ناظري بطلته
واطفئ نار شوقي اليه
كنت أتمنى أن احتضنه ، واضمه إلى صدري كالسابق
وهو يقوم بتقبيل جبيني كعادته ،ويضمني إليه بحنان إلى أحضانه الدافئه بدفئ الاخوه

بل إنه كان كاوالدي بعطفه وحنانه علي
كان لي أكثر من شقيق

إلى أن سافر إلى بلد أخرى واعتقدت بأنه لن يعود
ذهبت عدت مرات ولم ايأس
ولاكن دون جدوه
مرت سنين طويله وأنا اتفقده اعتقدت بأنه لن يعود ابدأ
فلم اعاود الذهاب

وقد يأست من رأيته بعد أن علمت بأنه قام ببيع منزله
وانا اعلم بأنه فعل ذلك لأنني دخلت في دين الإسلام
وتزوجت من احببت دون إرادته
كان يريد الهروب مني ، كي لا يضعف أمامي

فأنا كنت نقطة ضعفه الوحيده في الحياة
كنا كالاصدقاء
كالاب وبنته ، كان أبي قبل أن يكون شقيقي
حاولت كثيراً إقناعه بدين الإسلام ، إلا أنه كان
عنيد في هذا الأمر ولم يسمعني

ورفض التعرف على من اخترته أن يكون شريك حياتي
ولم يسمعه حتى ولا مره واحده
لأجلي ولاجل سعادتي
قام بإغلاق جميع الأبواب امامي، فظطررت على أن أختار سعادتي الحقيقة

وهي دين الإسلام ، والرجل الذي احببته، ورأيت فيه معنى الرجوله

كان عائلتي وأماني وسلوتي في الحياة بعد أن فقدت أخي وخسرته

إلا أن القدر لم يتركه لي ، وأخذه مني
وتركني وحيده مع طفلي الصغير اعاني فقدان اخي وفقدان زوجي

إلا أن الله كان رحيماً معي
واعطاني صبراً ويقيناً ، وإيمان به

جعلني أقوم بتربية والدي تربية صالحة
واجعل منه رجلاً صالحاً
رجلاً بمعنى الكلمة ، كاوالده في أخلاقه وطيبته وحسن تعامله مع الناس

ثم إن والدك لم يكن مقصر معي
قام بشراء أحد البساتين في هذه القرية
واهداه لي في يوم زواجي من والد علي

لانه علم بأن والد علي لا يملك شيء غير منزله وعمله البسيط

لم يكن يريد لي الشقاء ، كان يفكر بي حتى وهو غاضب مني

كان كلان من ندى وعلي يذرف الدموع بحزن شديد على ما كانت تحدثهما به

بعدها قالت ندى بأسى وحزن :
أجل لقد أخبرني والدي بذلك
إلا أنه عاد واشترى منزال في مكان آخر

نظرت عمة ندى إلى الرسالة وقبلتها
ثم قامت بفتحها بلهفه شديده
ويدين ترتعش
وهي في شوق شديد لمعرفة
ما يحتويها ، وما تتضمنه

وقد كان مضمونها ما يلي :

✨✨✨✨✨✨✨✨🥀🦋
🥀🥀🥀🦋
🥀🥀🦋
🥀🦋
أسد الذهبي 💫
💫

قطرات ندى حيث تعيش القصص. اكتشف الآن