الفصل 3: لن تهربي مني

180 6 0
                                    

لم تستطع ايلا تمالك أعصابها..نظرت اليه بدهشة!!! كانت عيناه المتحديتان تضحكان بصمت...,وعلى شفتيه بسمة واثقة ساخره.....

" أجل عمتي...لقد تعارفنا أخيراً..أليس كذلك سنيورا ايلا؟"

كادت أن تجن....لقد خدعها؟؟؟؟لقد مثل عليها ولم يكلف نفسه عناء اخبارها الحقيقة..!!! بل ظل مكتفياً بالانصات و الاستماع الى رأيها فيه برحابة صدر..ودون ان يحرك ساكناً!! اوه....متى ستتعلمين ابتلاع لسانكي ايلا؟؟؟؟ كم كانت ترغب أن تنشق الارض وتبتلعها في تلك اللحظة....حينما تذكرت كلماتها وحديثها بقرف عنه!!!يا الهي ..كم هو محرج هذا الموقف؟؟؟لو تستطيع ان تجد لنفسها زاوية تختبأ فيها ريثما يحين موعد مغادرتها للفندق؟؟؟ولكن أنى لها ان تفعل ذلك؟أين تستطيع الاختباء من عيون النسر التي تلاحقها اينما نظرت؟؟؟انه يعلم بمقدار الاحراج والخجل الذي تحس بهما....وهو متلذذ بذلك حقاً!

ومع كل هذا....تمالكت نفسها...عليها ان تحفظ القليل المتبقي من ماء وجهها..., خاصة حينما رأت نظرات فران الحاقدة...!!لقد أرادته لنفسها..كانت تظن بأن ريكاردو هذا..شاب طائش مدلل...ولد وفي فمه ملعقة ذهب!!لم يقع ببالها أبداً..أن يكون رجلاً بما تعنيه الكلمة..!! وسيماً طاغي الجاذبية...حتى كاد يفقدها وعيها حينما رأته للمرة الاولى!!لم تكن قد صادفت في حياتها الزاخرة بالرجال من هو مثله!! او حتى يشبهه!! وقد ندمت أشد الندم على دفع ايلا باتجاهه!!!

قال السنيور سلفادور:" حسناً...هذا جيد جداً....أرى بأن كل العائلة أصبحت هنا أخيراً!"

قال ريكاردو:" أظن بأن السنيورا ايلا متعبة وبحاجة الى الراحة اذا لم تمانع جدي!!"

ماذا؟؟؟وأصبح يقرر عني أيضاً؟؟من يظن نفسه؟؟؟.....

فقاطعته:" لا لا..أنا بأحسن حال!"

نظر اليها ريكاردو بغرور:" حقاً؟اذاً هل يمكنكي ان تسمحي لي بهذه الرقصة؟"

اتجهت كل الانظار اليها...تنتظر جوابها..., اثنان يتمنون موافقتها...وواحدة تتمنى رفضها...

أعاد عليها السؤال..." سنيورا ايلا؟!"

قالت وهي تحاول رسم ابتسامة على وجهها الذي يكاد ينفجر من الغيظ:" بكل سرور!!"

وسحبها فوراً الى ساحة الرقص.., كانت تتحاشى النظر في وجهه.., وكان غضبها وحنقها عليه..يمنعانها من التأثر بلمساته التي كانت تحرقها....!! ركز نظراته عليها..أحست به وهو يحدق بها....تمنت في سرها أن يكف عن ذلك..لكنه لم يفعل!!

رفعت نظرها اليه وقالت بغضب:" ماذا؟!"

كان يحدق في عيونها النارية...., ابتسم ابتسامة صغيرة.." انكي حقاً نارية المزاج! أتساءل مم الآن؟"

" أوه..لا شيء أبداً.....!!سنيور ريكاردو!!"

لم يستطع منع نفسه من الضحك......لكنها تابعت:" حقاً لم أكن مخطئة بكل ما يتعلق بك!"

فاتنتي الصغيرة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن