part 3

78 15 13
                                    

في أعماق البحر، كانت جزيرة ذئاب الشيطان تظهر وكأنها نذير شؤم، محاطة بموجات متلاطمة تحاول ابتلاعها. القصر الكبير الذي يقع في قلب الجزيرة يشع بهالة من الغموض، جدرانه المهدمه، ونوافذه المكسورة تعكس ظل كل من يقترب. الرياح تعوي حوله، وكأنها تحاول أن تحكي أسرارًا قديمة.

في داخل القصر، حيث السكون يلف المكان، كان البطل يقف أمام نافذة عتيقة، يتأمل البحر. رغم الصمت المخيف، كان قلبه ثابتًا، ناظرا إلى الأمواج العاتية وكأنها لا تعني له شيئًا. لم يكن هناك أي خوف في عينيه. هو لا يشعر بالتهديد، لأنه يعلم أن الجزيرة ليست سوى فخ. ولكنه لا يهتم.

(همس ببرود)
"الجزيرة دي مش زي ما توقعوا. بس اللعب مش خلص."

خطواته كانت هادئة، ثقيلة، وهو يتحرك ببطء من الغرفة الفسيحة إلى الممر الطويل الذي يقوده إلى حديقة القصر. خطواته تتردد في المكان، وكأن الأرض تحت قدميه تحاول أن تخذله. لكنه لا يشعر بأي قلق. هو قوي، ذكي، ويدرك كل خيوط اللعبة.

لكنه، في هذه اللحظة، شعر بشيء غريب، خفيف كالهمسات في الأجواء. كان يعرف أن هنالك من يراقبه. ولكن لم يكن هناك أي مكان للاختباء في هذا القصر.
الصوت الداخلي للبطل:
(بتحدٍ)
"لو في حد هنا، طلع."

لم تجب الرياح. لم تكن تلك الأصوات سوى خدعة. هو يعلم أن هذه الجزيرة مليئة بالمكر والخداع، ويعلم أيضًا أن من يحاول أن يلتف حوله، سيفشل في النهاية.

توجه نحو الباب الخلفي، وفتحها ببطء. كانت الحديقة مظلمة، مليئة بالأشجار القديمة التي تكاد تلامس السماء. الرياح تعوي، وكأنها تحاول أن تخفي شيء ما في الظلال. خطواته الثقيلة على العشب كانت تُسمع في كل مكان، وكأنها تعلن عن قوته، حتى المكان نفسه أصبح يفتقد للسلام.

ثم، فجأة، شعر بشيء غير طبيعي. لم يكن الصوت في الرياح، بل حركة خفيفة وراءه، في الظلام. هو يعرف أن هناك من يراقبه، لكن ليس من يستطيع أن يخيفه.

(بسخرية)
"الشيطان، لعبته مكشوفة."

تسارعت خطواته، فهو لا يهرب، ولكنه يتحرك نحو الحقيقة التي يدرك أنها تحاول الهروب منه. اقترب من منطقة مظلمة في الحديقة حيث الأشجار كثيفة. هناك، في الزوايا المظلمة، كان الضوء ضعيفًا، ولكنه كان يعلم أن هنالك شيئًا أو شخصًا يتربص.

على بُعد أمتار قليلة، ظهر خيال غامض، يتلاشى بسرعة، وكأنه جزء من الظلال نفسها. لم يتردد البطل في السير نحوه، حتى وصل إلى المكان الذي كان يبدو فيه الضوء والظلام متداخلين.

هناك، في قلب الحديقة، ظهرت شخصية مشوهة، ملامحها مشوشة، كأنها جزء من حلم أو كابوس. نظرت إليه بعينين مُتقدتين. لم تكن تلك أول مرة يلتقي فيها بهذا النوع من الخدع.

(بصوت خافت، مريب)
"أنت تعرف ما الذي يجري هنا؟"

(بتحدٍ، غير مبالٍ)
"أنت مش قادر تخدعني. أنا مش هنا لأسمع كلام الفارغ."

❄️ انفصام امرأة 🔥حيث تعيش القصص. اكتشف الآن