داميبلوس:وردة الغراب

•دُخلاء شرقيّون•

كَانت كلِمات الجُندي آخِر شَيء نُطق قَبل أَن يرتَفع إيقَاع الخُطوات القَوية التِي تدُك الأرضَ بقُوتِها ،تخلِف صَوتا طَاغيا اخرسَ جمِيع الضّوضاء المنسَابة مِن الحُضور فِي السّاحَة...

جنُود دخلاَء بدَأو بالضّهُور مِن أمَاكِن مختلفَة يحاصروننَا ، يقيّدوننَا بالحصَار ويغلقُونَ جمِيعَ منَافِذ الهرُوب عَلينَا،تمعنتُ النظَر فِي هيئَتهم الضخمَة وبنيتهِم القوِيّة ،يتميزونَ بوجُوه زينتهَا الوشُوم فِي أمَاكن مختلفَة زَادتهُم رعبَا ،صدُور عاريّة مليئَة بالخدُوش يسترُهَا معطَف فَرو موضُوع فوقَ أكتافهِم ، نظراتهُم حادّة وصلبَة كمَا أنّها فارغَة ببَريق مستمتِع بالكَاد يبصَر...يوزعُون نظراتُهم علينَا أَو بالأَحرى عَلَى نسائنَا!

دَاميبلوس هُم قبائِل الشّرق ، ،قبائل بَربرية ،هَمجية ومُنحطة ،لا تَقودها مبَادئ ولا يردعُها ضَمير ،منذُ القِدم اشتهرُوا بأفعَالم المشينَة ، يغتَصبون النِساء ،ينتَهكون الحُرمات ، يسَيطرون علَى الخَيرات ويسرِقون المُمتلكات .

قبائِل بنُوا نفسهُم فوقَ الجثَت والجمَاجِم ،يشربُون دمُوع ودمَاء أعدائِهم ويدهسونَ عَلى أعناقهِم عندَ الإنتهَاء، كانُوا عنوانَ الرعبِ ومرادِف الدمّار ،أينَما وجدُوا تنتشِر الجثَت وتمطِر الدّمَاء...

لطَالمَا تمّ اخبارنَا إِن كَان داميبلُوس هُم الأعدَاء الذِن تواجهُونَهم أطلِقوا صرَاح جمِيع حواسِكم وجهِزوا سلاحكَم بعدهَا وإِلا انتهيتُم ، لمَا؟ لأن الخبثَ والخدَاع يجرِي فِي عروقِهم مدرَارََا بدَل الدمَاء

مراوغُون وحذقُون ، يشمّون رائِحة الأفخَاخ ويتجهونَ نحوهَا بلَا ترَدد لأنهُم ببساطَة منتحرُون وخاليّون مِن الحيَاة!

جملَة واحدَة تصدَح حينَ ينطقُ اسمُهم "الموت"

دَامِيبلوس تَعني الغِربان والغِربان تعنِي المَوت والمَوت يعنِي دَاميبلوس ،سِلسلة سودَاويّة وداِمية تبدَأ مِن دَاميبلوس وتنتَهي عِند دَامِيبلوس .

هكذَا يعرفّهم العَالم !

حولتُ عينَاي نحوَ أَبِي، كَان هادِئ هدُوء مرِيب وَملامِحه معدومَة ،يطَالعُهم بسكُون وثبَات ،ربّما لَم يتخِد قرَار مضَاد إِلى الآن لأنّه لاَ يعلَم نيتهُم الحقيقَية ،رغمَ أنّ طريقَة اختراقهِم لحدودِنَا لآ تقُر عَلَى حسنِهَا...

جذبنِي أوليفِر خلفَ ضَهرهِ كمَا فعلَ بقيّة الرجَال بالنسَاء المتوَاجدِين هُنا ،فنظَرات هؤُلاء المتخلفِين لهنّ باتَت واضحَة للعَيَان ،ارتفعَت قهقهَاتُهم لتضهَر أسنَانهُم إِثر التصرّف الذِي افتعلوهُ رجَالنَا