Chapter I

23 2 0
                                    

نحن لم نرد فعل اي من هذا..جبرنا على فعل كل هذا..كنا اطفالا لا نفرق بين الصح و الخطأ..لكن بقدر ما كنا الضحايا كنا الجنايا..هم علمونا و نحن تعلمنا..هم امرونا و نحن طبقنا..

قتلنا اطفالا من في عمرنا و من هم اكبر..عذبنا و فعلنا امورا لم تخطر على ابليس فعلها..لكن كنا مجبورين..كنا تحت التهديد..ربما..

لكن الانسان بطبعه اناني..اكان خطأ مني ان اكون انانية على حساب حياتي..هناك فقط فهمنا معنى جملة 'حياة او موت..'
في تلك اللحظة بالذات ستعلم ان الحياة التي كرهتها سابقا كانت منقذتك بدون ان تعلم..ستحاول بشتى الطرق ان تنقذ نفسك و لو على حساب الملايين من الناس..
اطفالا كانو ام نساء..
لكن في الاخير تبقى حقيقة واحدة..اننا مذنبون..اننا خاطئون..لن يكون من الصعب في تلك اللحظة ان يشبه الشخص نفسه بالمسخ او الشيطان..
و انا لم يفرق معي هذا اللقب كثيرا..لكن ما يؤنبني..هو ان الناس ترى ما فعلناه من منظورها هي..لم يرو ما عشناه و ما دفعنا لنقوم بمثل هذه الافعال الشنيعة..لكني متؤكدة انهم ان كانو بمكاننا سيفعلوا اشياء اكثر من القتل..
.
.
.

تتهدت ارمي برأسي الى الخلف مستقبلتا نسمة الرياح التي لفحتني مسببتا في تناثر شعري  معها..كان الوضع هادئا جدا..انا فقط مع الرياح وسط اللامكان..
لا احد هنا ليلقي بتعليقاته السخيفة و كلامه الفارغ نحوي..كم كنت سعيدة و ..حرة..
اجل كنت كطائر الالباتروس..اطير الى حيث ما اريد..بدون اللجوء الى اخذ اذن احد..
لكن الحرية لشخص مثلي لم تعد متاحة..اخذت يدي مجراها لعنقي..المكان الذي كان بداية الكل شيء لكنه لم يكن النهاية..العنق اين ختم علي بكوني منهم لا من احد غيرهم.

فجأة..الحرية التي احسست بها ذهبت و حل مكانها..الاستعباد..احسست كأني محتجزة..كأن مجموعة من الايادي تخنقني و تقوم بجري اسفلا..قاومت كثيرا و لم اسأم.. تمنيت ان تأتي اليد التي ساعدتني قبل سنوات ان تمد يدها لي مجددا..لكن متى تمشي الاقدار كما تشتهي السفن..متى يحدث ما يتمنى اي شخص..متى تتحقق اماني شخص مثلي..استسلمت لتلك الايدي سامحتا لها بجري الى اسفل القاع..اخر ما رإيته او ربما توهمهت كانت يد..يد ظهرت من اللامكان تجبذني نحوها..ربما في الاخير كان هناك حقا من اراد مني البقاء..شعور جميل.

.
.

"بارينا استيقظي اين سرحتي.."  صراخ صدى داخل اذني جعلني انتفض بذعر ..هناك فقط انتبهت الى اننا وصلنا لمركز الشرطة..
تنهدت بقوة اغلق عيناي بشدة..انا لم ارد ان اكون هنا.. لماذا اعترف بشيء لم افعله..كان يجب على الحقيرين الاعتراف لا انا..لكن انظروا من يذهب كالذليل الى مركز الشرطة..انا..
انا بارينا رومانو يتم اجباري على الاعتراف بجرائم لم افعلها بسبب عاهرتين يسميان اختاي..
نظرت لهم بغيظ لكنهم لم يأبهوا بل رفعوا كتفيهم بعدم اهتمام و جراني مجددا نحو بوابة المركز..

في منتصف الظلامحيث تعيش القصص. اكتشف الآن