افتتـان - ٣

28 5 6
                                    

” لملم نفسك وغـادر
فلـم يبقى بالسفنِ قريب ودٍ او حبيب ،
لـملـم اوراقـك واخـر ذكرياتك
ودر المسكنِ فلم يعتد عليكَ ،
فلملم ولملم ولـم ... ! “

ان تكن صياداً محترفاً ذلك امراً مذهل لكن ان تنسى وضعك لمصيـدة فئران لخصمك تلك الطامـة الكبـرى فكيف يجـدر بكَ النـجـاة ،
فشئت أم ابيت انت سجينٍ دائمٍ ،

" الليـالي العابثـة ،
بيـن ظلمـة القـدرِ "

ليـلـة الفاجعـة المتكدسـة فقد حلت قضايا في ذلك اليوم لا تحكى وسلبت ارواح لـم تكـن معنيـة هنـا داخل منطقةً بغداديةً عتيقـة أخذت ارواحً عدة بسبب سوء تفاهـم ، أخذت الرصـاصـات مجراهـا في الجـو وعلـى الديـار الكبيـر ، فمن نجـى نجى ومن قتـل زالَ ،
هـم غيـث بالحديث بعـد ان اكتفى بعبث الرصـاص
" اللـي سويتـه رح يخليك تتمنى المـوت ،
رح تطلب ملـك المـوت بلسانـك القـذر
قـواد ، ! "

قـال كلماتـه بعصبيةً شديدة حتى اصبح يلزمه من
ياقته يقربـه اليه ويصيح بذلك الغضب الشديـد
" على اسـاس الصديـق المقـرب ، لك النـاس
جانـت تحسدنـي بيك كلـب ابـن الكلـب! "

اجابـه بينما يبتعد ويعـدل هندامـه براحـة
شديده اثـارت الاستفزاز بداخله
" انتَ الشفت نفسـك ع امة محمـد!
محـد تغيـر عليك ، يـلا تيسـر ويه جماعتك يـلا! "

شـد قبضته بقـوة اكبـر
على ياقته واجزم بقـول

" اليـوم لو انتَ تمـوت لو انـي! "

عـم الصمـت المكـان ليتقرب سميـر من الخلف
هامـسٍ لـعقيـل " الجماعـة وصلـو "

ابتسـم ناظراً لغيـث
مكمـلاً حديثـه

" معـدنـا شي "  ، لينده بصوت مرتفع
مشيراً للجميع وقد بان الغضب بكلماتـه
" اليـوم لـو قبـري لو قبـره ،
حضـرو الكفـن! "

وقد شـاح بـدر السمـاء بالصمتٍ الطـويـل ذلك
الصمت المخيـف ليندثـر مع الخـوف والقلـق في وجوه
العامـةِ التي جائت مع غيث فمن ترك زوجته وطفليه ومن ترك امـه فهـم ايضاً لا علاقةَ تربطهم بـهِ سوى الأجرة التي ستأخذهـم للقبـرِ ان امتـد ذلك الشجار
بيـن أخذ حقٍ عنوةً وبيـن حسدٍ وغلٍ ،
الأسلحـة تسحب من الجيوب والسيارات تتوقف
بشيئاً من البطئ تخرج الرجـال بدشاديش عراقيـة
والبنادق في اياديهـم يتجهون ناحيـة المجهـول
وبـر النفي الملتحى بأسم الأعلى ، !!

كسرة عيـن حيث تعيش القصص. اكتشف الآن