غسـق المقيـم - ١

53 13 53
                                    

" ما يساور القلب من وجعٍ
لا يخلو من الأثمِ ، فـ الحب وان ساده
الغياب عنوةً يصيـر كبائر الأثمِ ... ! "

عزيزتي اما الان لسـت غيث الذي تعرفينـه فقد
ملئ الشيب رأسي وصرت ادندن بأغانيكِ القديمةِ شوقً
لكِ ، وكلما انتهى الصوت الخارج من المذياع اجدني ارتمي على نفس الأريكة بوجهاً يملئه الشيب والوجعِ ،
ملامحً سرى عليها التراب كسُرى المحبوب بلقيا محبوبه
بالقبـرِ ، ايـا ليـت المـوت يقربني منكِ ...!

بغـداد

قبـل السقـوط

غيـث

اتجول بالمزرعة ادور على وجوه حلـوة تطيب الأنفس
بذكرهـا ، مزرعتنـا معروفـة بكبرهـا بين باقي اهالينـا
وتحديداً عشيرتنـا ، ابوية تعب وحصـد جهده بفـتح مشـروع كبيـر مثل مشروعنـا " معمـل البـان " كـان يتوفر بيه كلشي من مشتقات الحليب ، وكـأي شـاب يفتخـر بأموال والده ،

طلعت افتر ويه صاحبي ضياء وعيوني تلمح المزارع
وناسـهـا صراحةً مخطط لشراء قطعـة ارض واكرر
عمـل والـدي بيه ، لحـد ما لمحت ابو جابـر ،
رجل كبير بالعمـر وهـرم الشكل ، لكـن حلـو الطبـاع
ابتسمت بوجهه ومديـت ايدي اصافحـه

غيـث - السلام عليكم عمـي

ابو جابر - عليكم السلام منو حضرتك ?!

غيـث - بلا زحمـة عليك رايدك بموضوع بعيـد
عن العائلة الكريمة ..

هكذا تمت الاتفاقيـة مع الرجل الكريم بشـراء دياره
واتمام مهـام افراغ الديـار عليهم ، صـار المغرب بعد ما اكملنـا الحديث اتجهت للرجـوع لكن اتميت السير دون وسائل تنقل ، حتى سمعت صـوت بنيـة ورايـه التفتت
لمحتها لابسة عباية راس ومغطيـة وجهه ما بيـن الي غيـر عيونهـا السـود تحدثت بصوت غجـري آسر

كسرة عيـن حيث تعيش القصص. اكتشف الآن