طالب جديد

127 33 8
                                    

ظننت بإنني عندما أبتعد عنهم سأنجو ، ظننت إن بقائي بقوقعتي هو كافٍ ليعزلني عن هذا العالم ، وظننت أيضاً أن عدم كلامي معهم سيحميني منهم ، ولكن كل ما ظننته هو هباء ، فلقد أروني صواب خطأي ، فتحوا عيني على مساوئهم ، وأدخلوني عالمهم الملوث دون إرادة مني ، هدموا حصني ودمروا ماحاولت الحفاظ عليه طيلة العشر سنوات الماضية ، أروني كم أنا هش ولا قوة لي بمواجهتهم ، أو إن صح التعبير بمواجهة وحوشهم القابعة بداخلهم ، لم يحترموا عزلتي ، دخلوا عالمي وشوهوا أبهى صوره ، التي عملت بجد وشقاء لإنشائها ، عاثوا فساداً فيه ورحلوا تاركين أثار دمارهم في أرضي التي كانت في يومًا ما من أجمل أراضي الكون في عيني ، لقد زرعت فيها ما أرغب ، ولكنها الآن ليست سوى أرض قاحلة مملوئة بالدمار ، مملوئة بدمار صنيعهم.
______________

نظر الأستاذ بإستغراب من رد كوايو عليه عندما عرف بنفسه ، فقط بإسمه ولم يذكر إسم عائلته أو أي شيء آخر ، وكذلك نظرات الطلاب لم تخلوا من الإستغراب على هذا الرد

تكلم الأستاذ وهو يعدل نظاراته الطبية : ولما لا تخبرنا بأسم عائلتك ؟!

أجابه كوايو بعد أن أدار نظراته الى طلاب فصله : هكذا ، فقط لا رغبة لي بأن تعرفوا إسم عائلتي

وأكمل بعد أن حول نظراته إلى إستاذه : من فضلك أين أجلس ؟! ، فليس من الجيد أن يمر وقت الحصة الدراسية وأنت واقف هكذا تستفسر عن عدم رغبتي بأخباركم بأسم عائلتي !

تفاجئ الطلاب من رده على إستاذهم بهذه الطريقة ، ومن صمت الإستاذ حتى هذه اللحظه على هذا الرد الخالي من الإحترام ، فألمعروف عن إستاذ مادة الرياضيات هو حازم جداً ، ولكن تبدد تفاجئهم عندما إحتقن وجه الإستاذ بالدماء من الغضب حيث صرخ بوجه كوايو : لا تقلل من إحترامي أيها الفتى ، من الأفضل لك أن تبدي إسلوب محترم أكثر ، حتى لا تندم ، هل فهمت؟

بقي كوايو ينظر له بهدوء وأومأ بعد لحظات : سأفعل !

وتوجه إلى نهاية الفصل بعد أن طلب منه الإستاذ أن يجلس بجانب سنايت بما إنه المكان الوحيد الشاغر ، تكلم موجه حديثه لسنايت بعد أن وصل إلى المقعد المشترك بينهما : أبعد حقيبتك

نظر له سنايت بأزدراء وهو يبعد حقيبته عن الآخر ، فجلس كوايو مكانه قرب النافذة ، واخرج كتاب الرياضيات ، وإندمج بشرح الأستاذ الذي عاد يكمل شرح الدرس بكل همه ونشاط ، ولم يبالي بنظرات الطلاب تنظر له كل عدة لحظات .

ما خفي قد ظهرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن