إعتراض!...

150 18 140
                                    

#الرّاوية...

الشمس في طريقها للرحيل قبل قدوم الليل وتشويا لم يعد بعد!...لقد مرتْ ساعتان مُنذْ مغادرته...فَتَسِبَبَّ ذلك في إقلاقِ رفاقه...تلك الكعكة التي كان يُفترض أن يأكلوها معا قد أكلها الأطفال...بالكاد حصل الكبار على شئٍ منها...وبالطبع لم يتركوا لِتشويا شيئا!.

كان سيراشي جالسا بالخارج ينتظر قدومَ تشويا...وقد كان يضرب الأرض بِساقه بِسببِ توّتره الزائد!...يحبسُ وجهه بين كفيْه ينظر للأرض!.

أَ يُعقل أن تشويا قد ذهب وتركهم خلفه؟...هل وجد أشخاصا آخريين وقرر العيش معهم؟...هل نَسى أن الأغنام كانتْ السبب الرئيسيّ في بقائهِ حيّا عندما وجوده صغيرا؟.

كانت تلك الآسئلة وغيرها تلتهم عقل شيراسي!...أخذ نفسا ثم زفره لِيهدأ، فَهو يعلم أن الخيانة ليستْ من شِيَمِ تشويا!.

نظر للأمام فَإذْ به يلمحُ ظل شخصٍ قادم...ثوانٍ حتى إستطاع رؤيةَ تشويا بوضوح...وقف بِسرعةٍ وقد فتح فمه على مَصْرِعهِ من سعادته...نادى وهو يُلوّح بيدهِ عاليا: "تشووويااا."

لم يستطع تشويا أن يُلوّح له كذلك...لأنه يحمل شخصا أطولَ منه بِقليلٍ على ظهره!...وعندما لاحظ شيراسي ذلك تلاشتْ إبتسامته تدريجيا عندما إِسْتَنْتَجَ أن تشويا قد أحضر يتيما جديدا!.

لقد إكتفوا بالفعل...لديهم الكثير من الأطفال وعدد قليلٌ من المراهقين...لا أحد قد بَلغ سنّ الرشد في هذه العائلة!...لِذلك كلهم عالة يحتاجون إلى أحدٍ يخدمهم...والمراهقون هم من يتولون مهمة الإعتناء بالأصغر سنا...بالكاد يستطعون العيش بِعددهم هذا...وها هو ذا تشويا يفعلها مجددا ويحضر يتيما آخر!.

وصل تشويا حيث شيراسي الشارد ينظر للأرض وقد كانتْ حدقتاهْ تتحركان بِجنونٍ نتيجةً لِتفكيره السابق!.

"شيراسي!."

سمع شيراسي صوتَ تشويا الحاد لِينظر إليه وقد رُسمتْ على وجههِ إبتسامةٌ شبه بلهاء: "ما الذي يريده الملك من وزيره؟."

"سآخذ هذا الفتى للداخل...إنه مصابٌ بِعدةِ جروح...إطلب من إيوان إحضار علبة الإسعافات!."

كان تشويا سيدخل المنزل لولا أن وقف شيراسي أمامه والغصة تقف في حلقه: "لا تنوي أن تضمه إلينا...صحيح؟."

"إيييه، لا...سنُعالج جراحه ثم نتركه يعود لِحال سبيله!...يبدو قادرا على الإعتناء بِنفسه!."

"آه...يبدو ذلك فعلا!."

"والآن فَلْنسرع قبل أن يزاد نزيفه!."

سبق شيراسي تشويا للداخل بِضيق...حتى وإن كان ذلك الفتى سيذهب، فَكرة إستخدام الإسعافات الأولية التي يسرقونها بِصعوبةٍ تزعجه!.

بعد فترة...

آنهت الفتيات علاج جراح بنيّ الشعر...كان نائما على الأرض دون معطفه الأسود...وأزرارُ قميصهِ الأبيض مفتوحة لِيَظهر صدره المُضمد!...كما أن ضمادة عينه اليُمنى قد أُزيلت ولم يضعنَّ غيرها!...كذلك قُاموا بِتغطيته كيلا يصاب بالبرد!.

Forgotten Missionحيث تعيش القصص. اكتشف الآن