لطالما اعتقدت أن أروع حدث في حياة المرء، وأسوء حدث هي في الغالب أكثر الأحداث التي تسير بسلاسة طوال فترة حياته، إنها تحدث فحسب! هكذا دون مقدمات طويلة ودون إنذار مسبق ودون أية مشاعر قوية جياشة وجارفة.. إنها تبدأ من لا شيء لكنها وبطريقة ما تلائم تماما سير القصة... تماما كما يحدث الان، وكما حدث قبل أربع وعشرين سنة عندما وجدتني اختي ليال..
............
في اليوم الموالي.. كنت ما زلت ارتدي المنامة الفضفاضة وفوقها سترة جلدية لولد، أخبرتني ليال انها كانت لزين عندما كان صغيرا، قامت اختي ليال بضفر شعري، ووضعت فيه ثلاث وردات ياسمين بيضاء، ووضعت لي مشبك شعر صغير به وردة.. أخذت الوشاح ايضا قبل ان نخرج.. استغربت اختي ليال وحاولت إقناعي بتركه، وانه علينا غسله اولا، لكني كنت اريد ان ارتديه، لذا تركتني أفعل ما أريد، وتلك ايضا كانت اول مرة يسمح لي فيها شخص راشد بفعل ما أريد، ويبتسم لي فوق ذلك..
ذهبنا للكثير من المحلات واشترت لي أختي ليال الكثير من الملابس، غيرت ثوب النوم والسترة الجلدية لفستان قطني أبيض، وارتديت فوقه سترة صوفية قصيرة وردية، في اعلاها زهرة بيضاء، حذاء أبيض جلدي فوق الجوارب البيضاء الطويلة، وقبعة صوفية وردية، عندما نظرت لنفسي في المرآة لم أستطع ان أتعرف علي، لقد نظرت خلفي لأرى من هاته التي تقف بجانبي، وأين أنا.. لقد ضحكت اختي ليال علي، فتوقعت انها فهمت ما حدث معي، ثم قالت لي: " يا إلهي! كم اصبحت جميلة! سينبهر آدم عندما يراك! تعالي، دعينا نلتقط صورة ونرسلها له "
ثم طلبت من العاملة في المحل أن تلتقط الصورة لنا، لقد أحببت دوما التقاط الصور مع أختي ليال.. إنها أكثر من احب التقاط صور له في الحقيقة!
بعد أن التقطنا الصورة بدا وكأنها تذكرت شيىا فجأة وهي تنظر إليها، التفتت إلي وسألتني بنبرة قلقة: " يا إلهي! كيف نسيت هذا؟ أخبريني هل أعجبتك الملابس؟ هل تحبينها؟ هل علينا تغييرها؟ هل انت مرتاحة فيها؟"
كانت لديها مثل هذه العادة المضحكة، إنها تتوتر تماما عندما يتعلق الأمر بآراء الآخرين فيما اختارته لهم، ربما ذلك بسبب عملها، فقد كانت دائما بحاجة لمعرفة آراء زبائنها والتأكد من رضاهم عن تصاميمها وعن مناسبتها لأذواقهم..
هززت رأسي بقوة، كنت أحاول أن أقول لها أني أحبها كثيرا وليس عليها أن تقلق أبدا.. تنهدت هي براحة، ثم قالت: " سأشتري لك المزيد! يمكنك أن تختاري ما تريدين!"
وهكذا انتهى بنا المطاف نتجول في محلات ملابس الأطفال حتى موعد الغداء، تناولنا غداءنا في مطعم آخر، وكانت تلك اول مرة أدخل فيها لمطعم فخم كالذي اعتدت الجلوس أمامه، لكنه كان امام البحر ..عندما وضع طبق السمك المشوي أمامي، بقيت أنظر له بدهشة، ام اتناول السمك أبدا من قبل، بل إني لم أكن قد رأيته مطهوا حتى، لذا كنت أتساءل كيف فعلوا ذلك؟ كيف قاموا بطهي مثل هذه السمكة؟
![](https://img.wattpad.com/cover/376157126-288-k543659.jpg)
أنت تقرأ
إسراء -حكاية طفلة اختارت الصمت-
Randomبعد أن عثرت ليال على الطفلة إسراء المشردة وأنقذتها من الميتم السيء الذي كانت تبقى فيه، كانت إسراء تعتقد أن حياتها ستكون رائعة، لكن ماضيها استمر في مطاردتها دائما، فهل ستتمكن من التغلب عليه أم أنها ستستلم له وتخسر عائلتها الجديدة؟