فصل 5- فتى جميل.. ما أجمله من فتى

62 4 23
                                    

نظر ييبو إلى داخل الصندوق فأضيء وجهه بمحتواه و ارتفعت ملامحه بالدهشة وهو يرى فيه شابا يافعا جميلا نائما بهدوء و سلام مع هيكل عظمي داخل النعش و الأزهار و الأغصان الطرية أيضا تمتد من حول جسده و بين أضلع الهيكل و عظامه ما جعله يتساءل منذ متى هو نائم هنا... بدا و كأنه منذ قرون، و لكن الفتى لا يمكن أن يكون بهذا الشباب إذا كان ذلك صحيحا.

ربما عليه أن يلقي نظرة دقيقة . جلس ييبو ليمعن النظر من خلال البلور. كان البلور صافيا للغاية و لكن مع ذلك، لا يزال ييبو يعتقد أنه غير حقيقي، كان هذا غريبا. ربما هو صورة فقط أو خدعة، و ما أجملها من خدعة. فلا يمكن أن يكون بشر بهذا الجمال و الشباب ، و عليه فيجب أن يفتح الصندوق ليعرف.. حتى لو كان فخا مميتا!

بحث ييبو حول الغطاء و تحسسه و هو يمسح بيده على ذلك البلور الغامض، الذي يغلق تحته الفتى عينيه بإحكام و جمود.

لم يجد أي قفل، فقال في نفسه: "ربما هو فقط .." وضع ييبو أصابعه تحت حواف إطار الغطاء البلوري و بدأ يرفعه كان ذلك صعبا جدا و حبس أنفاسه و هو يحاول بجهد شديد أن يرفع الغطاء الملتصق على الصندوق لكنه بدا و كأنه ملتحم به و من المستحيل فتحه... ،لكن القرصان الرهيب و المرعب وانغ ييبو لا يعترف بالمستحيل، سوف أحاول و لن أتوقف إلا إذا انكسر ظهري...

و فجأة انفتحت الفجوة بين الغطاء و الصندوق ! و تفشت منه رياح لفحت ييبو بطاقة من السمو و الأريحية كما لفحته عند البوابة الذهبية و انتابه نفس الشعور بالقوة و الخلود. و شعر أن مصدرها الأصلي هو من هنا ، ثم أزاح الغطاء قليلا على جانب الصندوق و قد انتشرت الطاقة المحبوسة في التابوت و امتزجت بالجو و هو ينظر عن كثب ،..

كان ذلك غريبا شديد الغرابة للغاية و حتى النهاية...

" كيف وصل هذا الصبي إلى هنا؟" تساءل ييبو بينما كان يبدو له و كأنه ولد هنا. كان تساؤله استنكارا ينم عن عدم تصديق استحالة وجود منطق ، فالمكان ناء و بعيد و الصندوق محكم الإغلاق كما لو أنه منذ قرون الأعشاب و الأزهار تنمو من حوله كما لو منذ دهور.

بدأ يعتقد أنه ربما شجرة على شكل انسان، أو تمثال، أي شيء ممكن التصديق ما عدا أن يكون بشريا . تملكته الحيرة و وضع أصبعه على خده الهلامي، و أمسك خده و مططه بلطف ، ثم سحب يده بسرعة مرتعبا و مدهوشا من معرفة أنه بشري حقا فبشرته حقيقية و دافئة و طرية ، مثل بشرة الأطفال.

استرد ييبو أنفاسه و ازدرد ريقه ثم أرسل يده المرتجفة من الرعب و وضعها على قلبه لمدة حتى شعر به ينبض تحت يده.. ينبض بسرعة مثل أي قلب بشري! لكنه لم يصدق أنه يقظ ، ربما يتوهم أو يحلم، فرك عينيه و مطط وجهه و ضرب نفسه بكف و لكنه لم يفق من الوهم، هل هو الحقيقة؟

و بينما هو كذلك حتى تحرك الفتى الجميل لينام على جنبه فعبدا ييبو و هو ينظر إليه بذهول أنه ينام نوما خفيفا.

جميل في التابوت | Yizhanحيث تعيش القصص. اكتشف الآن