chapter 2

22 2 0
                                    

..
..

هل سيعود كل شيء كما كان؟
بالتأكيد لن يعود
كل ما تعلقنا به ذهب من غير رجعا تاركا لنا مقتطفات عنه مصحوبة ب ذكريات في كل مكان تواجد فيه، تميل ذاكرتنا التصويرية الى تذكيرنا بمشاهد قد وقعت في حياتنا خاصتاً عند افتقادنا لشخص ما و هذا ما ادى بي الى ترك المنزل.. هل الى الأبد؟ .
أنا لا أعلم.

مرّ شهر على تلك الحادثة التي لم استطع نسيانها،
أشعر اني إبنة سيئة فقد تركت أمي وحيدة في المنزل لكني لا أقدر على الذهاب إلى هناك لقد كنت دائما ابنة ابي فتاته الشجاعة "سهم الرماية" كان ابي يلقبني بذلك كان يقول انني دائما ما أصل الى مركز الهدف كسهم الرماية.
بقيت طيلة الشهر في كهف قرب الوادي في الصباح اركض بفرسي في الغابة و في المساء اشعل نارا لأدفئ نفسي بينما اراقب سماء الليل الداكن .

هذا الصباح لم يكن ك غيره، استيقظت على صهيل الفرس، لقد كنت مفاجئ فليس من عادته ان يقفز بعشوائية مصدرا كل هذا الصهيل، نهضت من مضجعي اليه محاولتا تهنئته لكنه ابا أن يهدى، اقتربت منه بصعوبة رغم انه اسقطني على الأرض أكثر من مرّة.
"موانا اهدئي انا هنا عزيزتي لا داعي لأن تخافي"

لم ألبث للحظات حتى شعرت بظلال في السماء. رفعت رأسي و هنا كانت الصدمة ، هناك أشياء غريبة تطير في السماء لونها اسود داكن.. تشبه التنانين في قصص الاميرات الاّ انها ابشع منها ... لوهلة ظننت اني اتخيل لكن صهيل موانا اكد لي ان هذه هي الحقيقة.

أخفيت فرسي داخل الكهف كي لا يشعر بالإضطهاد و التوتر فالفرس سريع الإنفعال ثم ركضت مسرعتا الى المملكة . من كان يظن انني سأعود بهذه السرعة لكنني كنت خائفة على امي و متسائلة عن حال المملكة.
و لم تكن افضل حالا من حالتي. كان الجميع مصدوما كل ما كان امامي هو منظر اشخاص يركضون بهمجية يملأ اعينهم الخوف.

تظهر انانية المرء عند طمعه و عند خوفه، يبدو البعض مستعداً للتخلي عن عائلته مقابلة حياته يالا بشاعة بعض البشر..... او ربما أغلبهم.

شققت طريقي بينهم كي اصل الى امي الى ان شعرت بيد تجذبني من ساعدي نظرت لصاحب اليد و كان.
"سيد لوريس!!؟ "

السيد لوريس هو مساعد الحاكمة و يدها اليمنى لطالما كان مثلي الأعلى فقد كان شجاعا و حكيما شهدت له معركة ضد احد المتمردين و كان من اروع المشاهد التي رأيتها كما انه كان يدربني مرات عدة على الرماية و استعمال الخنجر اني حقا معجبة بمهاراته.

اردفت بتعجب : مالذي اتى بك سيدي .
اردف بينما يراقب ما في السماء.
كيرا لا وقت لدينا علينا التوجه الى الحاكمة فهي بانتظارك.
اردفت: لكن ماذا عن والدتي.
"انها بالقصر عند الحاكمة فقط اسرعي كي نصل الى القصر.

لم اتفاجئ كثيرا فقد كانت تربطنا صداقة مع الاسرة الحاكمة.
شققنا طريقنا بين المنازل  وصولا الى القصر  الملكي حيث كانت تنتظرني الحاكمة  لقد كانت تنتظرني في حديقة القصر  رفقة حارسين، تجولت بعيني  في ارجاء الحديقة لكنني لم ألحظ امي هل يا ترى هي داخل القصر؟
كانت تبدو السيدة شاحبة الوجه . يكسو وجهها اللون الاصفر.... و تبدو عينها جاحظة و محمرة لا فرق بين عينيها و عيني مدمن الكحول..... هل هذا شكلها منذ وفاة الحاكم؟

في قبضة وحش سيسيليا | In the grip of Cecilia's monsterحيث تعيش القصص. اكتشف الآن