الجزء التاسع عشر

8 2 0
                                    

في صباح اليوم التالي
كانت نادية تقف بجوار نعمة تحضر الفطور المفضل ل ملاك و أيضا طعام لجميل فقد قررت أن تشرف ع كل وجبة مخصصة له بعد ان باتت متأكدة من وجود شئ غريب و شخص يرغب ف اذيته و شعور قوي بداخلها يخبرها انه هذا راجح ذالك الرجل الذي لدي هاله تسبب رعب لمن ينظر له لا تشعر بالراحة أبدا له ولا لنظراته به شيء غريب لا تستطيع أن تتوصل اليه و لولا احتياجاها للمال و رغبتها في مساعدة جميل كانت قد استقالت منذ مدة في البداية أتت الي هذا المنزل رغبة في حصد اكبر قدر من المال تستطيع من خلاله تأمين حياة كريمة لابنتها ولكن بعد أن رأت جميل و تعاملت معه و هي تشعر تجاهه بمسؤولية كبيره لا تدرى ولكن شعور الامومه يسيطر عليها و يغلب اكثر من شعورها ك ممرضة لا تعرف لماذا تعاملت مع الكثير من الأطفال و الحالات الحرجة ف المستشفي التي كانت تعمل بها لكن لم تتعلق بأحد مثلما تعلقت ب جميل لا تعرف لماذا بسبب هالة البراءة الاي تجذب اي شخص اليه ام لأنه يتيم وهي تعرف هذا الشعور جيدا اختبرته لسنوات وكانت منه ع مدار سنوات زواجها ب حمد لا تدرى ولكن ما تعرفة انها ستحارب بقوة من أجل شفاء جميل
لتفيق من شرودها ع صوت نعمه
نعمه : جرا ايه ي نادية حرقتي البطاطس اوعي
كدا
لتستوعب نادية : مخدتش بالي
نعمه : مخدتش بالك اه الي واخد بالك ي ست ناديه
ناديه :ولا حاجه هيكون ايه يعني
نعمه : طيب اوعي لما اقلي انا البطاطس
نادية : مفيش داعي تأكله كدا و خلاص هحطلها كاتشب و مايونيز م هتحس متحرقتش اوي يعني اتلسعت بس
نعمه : عايزه تأكلي اليت بطاطس محروقه دي كانت ملاك تاكلك انتي مكان البطاطس وبعدين عي بتحبها مقرمشة
لتضحك نادية :الله الله انتي عرفتي كمان هي بتحب ايه اطلع منها انا بقى
نعمه :ايوه ياريت ملاك حتت عسل تعوز تتاكل كدا طول م هي واقفه تقولي اعملي بطاطس وكاتشب اعملي بطاطس و كاتشب مدمنه
نادية : تسلمي ي ناديه والله انا عارفة ان انا تعباكي معايا ومشيلاكي هم م همك
نعمه :هم ايه انتي كمان ي ملكة الدراما دا ملاك دي سكره بحب اقعد معاها اصلا ربنا يحميها من العين
ناديه :يارب دا دي الي طلعت بيها من الدنيا
نعمة : يلا ي ستي ادي البطاطس خلصت اهيه
لتأخده منها ناديه تتوجه لغرفته هي و ملاك لتجدها تجلس ع الارض بجوار العابها
ملاك : مامي وحشتيني
نادية :ماشي ي بكاشة يلا الطريق بسرعه يلا علشان لازم امشي
ملاك :هتمشي فين
ناديه:الشغل
ملاك :عند النونه
ناديه :بقى جميل نونه لما جميل نونه انتي ايه ي لمضه اه عند النونه
ملاك :ماشي يلا انا شبعت
ناديه :يلا فين ؟؟؟؟
ملاك : عند النونه
ناديه :لا مفيش مرواح عن النونه هتقعدي هنا تخلصي اكل و لما تزهق تطلعي لطنط نعمه زي كل يوم قال نونه قال علشان المرادي تموتيه بجد دا الحمد لله ان صافية ماشفتش وشه امبارح كنا زمان انا و انتي بايتين في الشارع
ملاك :ليه يعمي انا عملت ايه
ناديه :ولا حاجه ضربتيه لحد م وشه ورم
ملاك : يعني م هتاخديني معاكي عن النونه
ناديه :لا و زي م قولتلك تخلصي اكل و تطلعي مع طنط نعمه  لتخرج و تتوجه الي المطبخ تحمل طعام جميل
ناديه :نعمه معلش ملاك ف الاوضه بتفطر شويه كدا بس و بصي عليها او طلعيها تقعد معاكي
نعمه : اطلعي انتي متقلقيش عليها معايا
ناديه :تسلميلي و تتوجه بالطعام الي غرفة جميل لتفتح باب الغرفة لتجد جميل نائم ع فراشه تضع الطعام و تتوجه اليه جميل قوم ي حبيبي يلا جميل اصحي علشان الفطار و الدوا
جميل يلا اصحي
اخيرا صحيت فوق كدا يلا قوم
جميل :قومت هو فين الي قومت دا يلا قوم ع الحمام بسرعه اغسل وشك يلا لتتوجه للحقيقة التي يوجد بها ادويته تفحصها جيدا و تصور كل محتوايتها
في الجانب الاخر اخذت ملاك طبق الطعام و خرجت من غرفتها متوجهه لغرفة جميل كانت قد حفظتها من يوم أمس تفتح بابا الغرفه في نفس الوقت الذي يخرج منه جميل من الحمام ليصرخ بمجرد ان رأها
لتلتفت له ناديه برعب و لكن م جذب انتباها صوت تعمله  جيدا
ملاك :ايه ي نونه اتخضيت ليه شوفت عفريت
لتستدير لها ناديه بصراخ :ملاااااااك
_______________________________
كانت صافية لا تزال نائمة محتضنه صورة ابنها مرهقة كثيرا من ليلة امس لقد قضت الليله بأكملها تبكي و تتحسر ع موت فقيدها الشاب كانت ليله صعبه جدا عليها ابنها الذي لم يتم ع وفاته شهرين تمت إقامة حفلة بواسطة زوجها لاختها و ابنتها التي لم تكلف نفسها العناء بأن تهبط وقت وفاته لتقدم واجب العذاء اختها التي عادت ابنها ووقفت امام سعادته من أجلها فقط و من أجل ابنتها رؤيتهم امس فتحت جميع جروحها من جديد بل و اضافت ملح ع تلك الجروح لتتألم بشده ظلت تبكي و تبكي حتي ظنت ان الدموع جفت ولم يتبقى لها دموع بكت اكثر من يوم و فاته حتي سقطت مرهقه ع فراشها
دخل راجح الغرفة وجد زوجته نائمة يبدو عليها الإرهاق ويبدوا أيضا انها قضت الليل كله تبكي
اكمل طريقه حتي كاد ان يتعثر في ذالك الصندوق حمله ف وجده صدوق خاص بأبنه الوحيد احمد به ألبوم صور له يحمل جميع ذكرياته منذ أن كان رضيع اول يوم مدرسة له تخرجه ف الثانويه شهادتة الجامعية و اخيرا عرسه دمع واحده هبطت من عينه ليطبق بيده اخر صورة بجمود
راجح :بو كنت بس سمعت كلامي لو سمعت كلامي و بعدت عنها مكنش زمانك ميت لتهبط دمعه اخري
رفع وجهه وجد صافيه تنظر له
صافيه :غريبه يعني بتعيط ولا اكنك كنت عامل حفله بنحتفل بيها بموت ابنك امبارح
راجح بكل برود و قد استعاد قوته : مش هرد عليكي هراعي بس حالتك دي
صافية بانهيار: وحالتي دي مين السبب فيها م انت االي عامل حفلة و معداش ع موت ابنك شهرين
راجح :عايزاني اعمل ايه أقف اعيط زي النسوان ولا ايه لازم الكل يعرف ان راجح ثابت جبل م يهزه ريح انتي عارفة كام واحد  كان مستني أقع و انكسر علشان ياخد مكاني و ف لحظة تعب السنين دي كلها يتهد
مشوفتيش كام واحد امبارح كان جاي ومستني يشوفني مكسور علشان يشمت فيا بس دا بعينهم
صافية :هتفضل طول عمرك كدا قاسي جامد و معندكش مشاعر
راجح :والله القاسي الجامد دا من غيره مكنش زمانك عايشة في المستوي دا عايزه ايه انتي بدل الفيلا عندك تلاته و اربعه طياره خاصه تسافري بيها وقت م تحبي عندك اسطول عربيات حساب مفتوح ف البنك بيتحطلك في أرباح كل شهر  لبس من اغلي المركات خدامين في كل حتي عايزه ايه تاني

صافية :عايزة راحتي راحتي الي مش موجودة في كل دا عايزة زوج يقويني وقت تعبي لما يشوفني ينهار ياخدني ف حضنة و يطبطب عليا يهون عليا و يطيب خاطرى بكلمة
راجح بسخرية : دا شغل مراهقين فوقي لنفسك شوية انتي شويه انتي هتكسري ال 50 و بعدين دي شخصيتي دا راجح الي اختارتيه من اول ؤوم جواز ؤ صافي دا انا و مش هتغير ف حاولي بقى ترتاحي بالفيلل و العربيات احسن علشان الزوج الحنون دا مش هتلاقيه عندي
تنهدت صافيه نعلم انه لا يوجد امل فهذا هو راجح من اول يوم زواج وهو قاسي متحجر القلب تعودت على هذا الوضع او اوهمت نفسها بأنها اعتادت
صافية تنظر له كان خرج من المرحاض للتو و غير ملابسة باخرى :انت مكنتش بايت ف الاوضة امبارح كنت فين
راجح : مش ملاحظه ان السؤال متأخر شوية انا بقالي ساعة بيتخانق معاكي
صافيه بتنهيده : و اديني بسألك اهو كنت فين
راجح : ليه بتغيري عليا ي صوفي م كبرنا ه الحاجات دي لينها جملته بضحكة ساخرة
صافية :الواحد ميعرفش يتكلم معاك كلمتين الا اما تستفز فية متعرفش تجاوب علط.....
ليقاطعها راجح و هو يهندم ملابسة : كنت بخونك
للشعر كان دلو ماء بارد هبط عليها للتو
__________________________________
في غرفة روجينا كانت مستلقي ع الفراش تقلب في احدي مواقع التواصل الاجتماعي ع الملف الشخصي لمعتز لتجد ان اخر منشور له كان يوم سفرها الي الخارج فقد كان بيت شعر حزين يتحدث عن شخص هجرته  حبيبته وها هو يبكي ع اطلالها لطالما كان معتز يمتلك تلك النزعه الرومانسيه التي كانت لا تظهر الا لها فكان يمطرها بكلمات الغزل مشبع انوثتها و غرورها ك انثي وكان داما ما يأتي ب ابيات من الشعر يطويه لها في ورقة لطالما سخرت منه على تلك الحركة ولكنها الان تتمني ان يرسل إليها ما يرسل ستتقبله بصدر رحب ندمت أشد الندم على تركها له ولكنها عزمت ع ان تستعيد مره آخرة لتنهض لكي تستعد لمقابلة فقد  علمت انه مازال يعمل هنا
روجيناا:لما نشوف ي استاذ معتز لاما انا لاما انت
_____________________________
عند معتز كان يفكر في جميع أحداث الليلة الماضية
روجيناا و تلك القبلة ظل طوال الليل يفكر بها فكر ان يضرب بكل كلام عقلة الحائط و يتجه لها يكمل ما بدأته هي يعلم جيدا انها لن تمانع ولكن ما منعه هو كرامته و رجولته التي انهانت على يدها تفننت في اذلاله في الماضي و يأتي هو الآن يستسلم لها اهو ساذج لهذة الدرجة ام تظنة انه بلا كرامة حتي يرجع لها ولكن ماذا يفعل بتلك القبلة الاي هدت كثير من الاسوار واعادت له ذكرياته القديمة معها اول قبلة وكل لاحظتهم الحيمة ماذا يفعل هو بالنهاية رجل رجعت له حبيبته ومن كانت زوجته بعد مده ؟؟؟؟
استوووووب

حياه مشوههحيث تعيش القصص. اكتشف الآن