ليلةٌ في الكوخ و حقيقةُ آرثر part4

11 0 0
                                    

بعد أن علم جايكوب بأن هيلينا هي ذات الفتاة التي حدثهُ آرثر عنها جعل تديرباتهما بشكل اقل و جعل تركيزه على التمارين مع فتاة اخرى و استمرت هيلينا بالتدريب مع شريكها جون .
كانت تعود الى المنزل مُتعبة وتغط في نوم عميق و كانت تصنع الحجج لكي ترى آرثر او تتحدث معه ، لقد كانت تنجذب اليه و تود ان تكون معه الا انه كان يقترب منها و يعاود الانسحاب و يكمل لوحاته المخفية تلك عنها .
مرت الأيام ولم تكن هيلي تلتقي بآرثر سوى لحظات قصيرة و مصادفة على عتبة الباب او في المطبخ حتى انها قررت ان تبعد تفكيرها عنه فقد كانت تشعر بانه لا يريدها بعد كل المرات التي ابتعد فيها عنها و قام بصدها .

لم تكن تعلم بأن آرثر و جايكوب اصدقاء ، اما بالنسبة لارثر فقد كان يتقصد الابتعاد عنها حتى ياخذ وقته ليعرف مشاعره الحقيقة تجاهها فانه كان يشعر بانه مفتون بتفاصيلها ، جسدها و شعرها و ملامحها وعينيها السماويتين ولكن لا يريد ان يكون هذا الشعور مجرد نزوة تنتهي بعد ان يتذوق شهدها و رحيقها .

ولكن كل شيء تغير في تلك الليلة ، عندما دخل ارثر الى مدرسة الرقص وكانت هيلينا قد تاخرت في العودة الى المنزل ليليتها فقرر الذهاب للبحث عنها بعد ان اتصل بها كثيراً ولكن ما من مُجيب . لقد كانت التدريبات مُكثفة ليلتها للتجهيز لتجارب عرض الاداء في نهاية الاسبوع في احد المسارح الفنية .

دخل الى المدرسة فكان بعض الطلاب لا يزال موجوداً حتى هذا الوقت وكانت هيلينا معهم فاسترق النظر اليها من بعيد و بدأ البقية بالانسحاب الا ان هيلينا بقيت تجلس على الارض بعد ان بان عليها شعور التعب . كان ينظر اليها من خلف الزجاج المظلل هو يراها ولكنها لا تستطيع ان تراه . و ابتسم عند رؤيته لوجهها المُحمر و قطيرات العرق والماء على جبينها و شعرها الذي تبلل بعد ان غسلت وجهها بالماء البارد .
كان جايكوب لا يزال موجوداً و قد مد يده نحوها لتنهض من مكانها و بتلك الأثناء بعد ان سحبها نحوه ارتطم جسدها بجسده و قد كانا شديدي القرب من بعضهما ، تسمر آرثر بمكانه بعد ان كان يتحرك للدخول لمُفاجئتها و لكنه لم يستطع الحراك او فعل أي شيء بعد ذلك الموقف .
و بتلك الأثناء اقترب جايكوب منعا محاولاً تقبيلها الا انها قامت بدفعه و الابتعاد عنه والخروج من تلك الغرفة .
ارتطمت بآرثر الذي كان يقف امامها و نظرت له بعينين متوسلتين لكي لا يفهم الموضوع بطريقة خاطئة و قبل ان تحاول التحدث طلب منها ان تصمت و تنتظره في السيارة .
دخل ارثر الى جايكوب وكان الغضب يتطاير مثل شرارٍ من عينينه .
_ مالذي كنت تحاول فعله يا جايكوب ؟
_ لم افعل شيء
_ ولكنك حاولت تقبيلها ، لقد اخبرتك بان هيلي تخصني فمالدافع الذي يجعلك تكون بهذا القرب منها ! اللعنة عليك
_ ولكنها لا تخصك ! انها فتاة عزباء وحيدة لا يوجد اي رجل في حياتها فهل ستبقى الى الابد صامتاً تنتظرها ام تنتظر ان يختطفها احد منك.  و ماذا عن اورلينا ؟ التي تنتظرك في السويد وتنتظر عودتك ؟ انا رجل اعزب و حق لي ان اكون مع اي فتاة تعجبني و لا اخفي الامر العليك انت لا تستحقها ابداً و حق لي ان اكون معها ان لم تُمانع ذلك هي و لا اعتقد بانها تُمانع ان تكون معي .
_ ماذا قلت ؟ اذاً انت معجب بها . امسكه من ثيابه و قبل ان يحاول لكمه تردد في فعله و دفعه مبتعداً عنه ! كان ارثر رغم الغضب الشديد الا انه يتحكم بردات فعله و لم يكن عنيفاً على الاطلاق . كان هادئاً و مسالماً ولا يستعمل يديه سوى للرسم .
دخلت هيلغا في تلك الاثناء على صوت شجارهما و كانت هيلينا تقف خلفها بخوف تضع يديها على صدرها بطريقة مرتبكة .
لم تكن تعلم مالذي يحدث ومن اين يعرف ارثر ، جايكوب و هيلغا و من هي اورلينا التي تنتظر ارثر في السويد ؟
اوقفت هيلغا الشجار و كان الجو متوتراً بين الاصدقاء وكان ذلك بالطبع خطأ جايكوب ماكان عليه ان يقدم على فعل تلك الحركة الا انه لم يتمالك شعوره و رغبته في تقبيلها بعد ان لامست هيلي جسده و كانت شديدة القرب منه .
ولا ننكر بانه شعر بالندم على فعلتهِ تلك الا ان كلامه كان نابعاً من مشاعر حقيقية فقد اعجب بهيلينا و لكن لم يكن حُباً كان اعجاباً بفتاةٍ بتفاصيل و ملامح مميزة و تمنى ان يكون معها الى ان يبدأ بحبها بمرور الوقت. كان ذلك عكس ارثر الذي انتظر كثيراً ان يتاكد من مشاعره تجاها و من شعورها نحوه لكي يخطو اول خطوة في علاقته معها . وها هو حتى الان ينتظر بفارغ الصبر ان يعترف لنفسه بحقيقة مشاعره نحوها .

السيدةُ الحمراء 🍓🍷حيث تعيش القصص. اكتشف الآن