Parte3 غيرة آرثر

8 0 0
                                    

عندما إستيقظت هيلينا في الصباح وجدت آرثر نائماً على الأريكة و قبل ان تخرج وجدت على سطح المكتب دفتر الرسم الصغير و ابتسمت بخدود خجولة لصورتها النائمة  على سطح الورق ذاك .
_____
لقد بدأ آرثر ينجذبُ اليها و لم يكن يعلم بحقيقةِ مشاعره بعد ، كل ما كان يجول في خاطرهِ بأنها أحد الفتيات اللواتي أعجب بهن لحُسنهن و جمالهن ولكنه كان يعلم بأن الأمر هذهِ المرة مختلف مع هيلينا فقد كان سحرُها أخاذ و جمالها فتان وكانت تفاصيلُها مُميزة .

خرج آرثر لرؤية أحد الأصدقاء، انهُ جايكوب الذي يبلغ من العمر ثلاثون عاماً المسؤول عن اغلب مدارس الرقص المعروفة في فرنسا .
_ لقد فتحنا فرع جديد في هذهِ المدينة ، انترناشيونال دانس و فتحنا ابواب التسجيل و اول عشر أشخاص سيكون قبولهم مجانٍ بشكل كامل .
_ انها فرصة رائعة جايكوب و فكرة جميلة . من سيكون المدرب في هذا الفرع ؟
_ بالتأكيد أنا وقد قمت بإستئجار منزل هنا و انا هنا لأحدثك بهذا الموضوع، اريد منك الانتقال معي انه منزل كبير بأبواب و نوافذ واسعة سيفيدك كثيراً بشأن رسوماتك و لوحاتك .
ابتسم ارثر و هو يتذكر هيلينا و قال لجايكوب بانه يود البقاء في مكانه في مثل هذا الوقت
_ هل للأمر علاقة بتلك الفتاة التي اخبرتني عنها تلك الليلة ؟
_ أجل بل و كل الأمر يعود لها ، انها إلهامي الجديد.
غمز له جايكوب _ اخبرني مالذي يحدث بينكما !
_ كلا ، لم يحدث اي شيء مما يتراود في ذهنك ، أنها صغيرة ولا اود ان أكون حقيراً معها بسبب لحظة طيش تنتهي بمرور ساعة من النشوة ، انها بريئة ولا أود تلويث برائتها مالم نتبادل مشاعر حقيقية ، واعلم جيداً بأن أمراً كهذا لن يكون .
_ و لم لا ؟ انا اعلم بان هذا الخوف و الحرص الشديد أولى أبواب الحب يا آرثر ، انتظر و سنرى فلتكن نهاية خير .

كانت احد الصدف بان هيلينا قد سجلت بمدرسة الرقص الجديدة لجايكوب و كانت اول العشرة المقبولين بالمنحةِ المجانية للدراسة في مدرستهم .
في صباح يوم القبولات باركت السيدة بيلي لهيلينا عند وقت الافطار على قبولها و سمع أصوات آرثر اصوات ضحكاتهن قبل خروجه و القى عليهن تحية الصباح فنادته السيدة بيلي _ سنحتفل الليلة معاً بمناسبة قبول هيلينا في مدرسة الرقص وسيكون العشاء من صنع يدي وانت مدعو يا ارثر .
لم يكن يعلم بان هيلينا قد تم قبولها بمدرسة جايكوب حتى وانه نسي امر جايكوب بعد اخر لقاء بينهما منذ اسبوع من الان .
_ مبارك لك هيلينا آمل ان تكون تجربتكِ جيدة في رحلتك القادمة .
_ شكرا ارثر وانا اتمنى لك التوفيق في رحلتك ايضاً .
____
في المساء ارتدت هيلينا فستان حرير ازرق و مُزجت جديلة شعرها على احد اكتافها و انسدلت الى الأسفل و توجهت الى مائدة الطعام مع السيدة بيلي و كُن بإنتظار قدوم آرثر الذي جاء في تمام الموعد بثياب خريفية جميلة قميص اسود و بنطال بُني اللون ورفع خصلات شعره المبعثرة الى الخلف ، ابتسم للجميع و جلس امام هيلي و كانت تجلس السيدة بيلي على جانبهم في مقدمة المائدة .
سكبت السيدة بيلي الطعام و سكبت النبيذ لآرثر و لنفسها اما هيلينا فقد سكبت لها المشروب الغازي . نظر ارثر اليها بغرابة و تسائل بين نفسه عن السبب الذي يمنعها من اخذ رشفة على الاقل من النبيذ .
_ ان الطعام شهيٌ و لذيذ سيدة بيلي شكراً لك .
_ انه من دواعي سروري سماع ذلك آرثر شكراً لك .
_ اذاً هيلينا متى ستبدأين في الذهاب الى مدرستك الجديدةً.
_ في بداية الاسبوع بعد ان ارتب مواعيد عملي مع أوقات المدرسة والتدريبات
_ هذا رائع بالتوفيق ، هل هي قريبة من المنزل على الاقل
_ اجل انه الفرع الجديد لانترناشونال دانس ستقلني الحافلة الى هناك كل يوم عصراً .
تذكر جايكوب ، انها مدرسته الجديدة اذاً سيوصي جايكوب عليها .
انتهى العشاء وحمل الجميع الكؤوس والأواني الى المطبخ و هناك وجد ارثر هيلينا تضع الاطباق في غسالة الصحون و ابتسم قائل لها _ لما لم تتذوق النبيذ معنا ، لقد احضرتها خصيصاً لهذهِ المناسبة ، و قام بفتح الثلاجة واضعاً الزجاجة النبيذية بداخلها و سمع هيلي وهي تقول _ لقد كانت تجربتي الاولى سيئة مع النبيذ و لم اكررها بعد ذلك
_ مالذي حصل ، مالذي يمكن ان تفعله فتاة ثملةَ مثلك؟ وابتسم لها مع غمزة صغيرة من عينه
_ لم افعل ، الا انني دخلت المشفى بسبب الم في المعدة و ارتفاع في حرارة جسدي بعد ان تقيئت ليلتها كثيراً.
_ أعدك بأن تكون تجربتك الثانية جميلة .
_ ايها المغرور و لما علي ان اخوض التجربة مرةً ثانية ؟
تقدم نحوها وكان شديد القرب منها ليجيبها _ هذا لأنكِ ستكونين معي حينها و ستقومين بفعل كل شيءٍ مرتين بطريقة حلوة .
وضعت يدها على صدره لتوقف تقدمه الشديد نحوها
_ هل أنت ثمل ؟
_ وهل تعتقدين بأنني ثملتُ بنصف كأسٍ من النبيذ الأحمر ام بـ عينيكِ الفتاكتين ؟
شدها نحوه واضعاً يده خلف ظهرها يُلامس جزءً من ثيابها و جزءً من جسدها وهو يحرك يده خلفها .
_آرثر ..
_ نعم يا سيدةُ آرثر.
_ ارجوك ابتعد انت ثمل
_ لستُ كذلك صدقيني
كان ينظر اليها هذهِ المرة بحُب وهو يتمنى لو كان بإمكانه معانقتها و الغوص في ثنايا أحضانها بحنان .
ابتعدت عنه و أبعد نفسه عنها قليلاً و ودعها ذاهباً نحو غرفتهِ .
لقد بدأ الحب يتزايد في داخلهِ الا انهُ يرفض الإعتراف بذلك بعد ان خاض تجربة قديمة أصابته بجرحٍ شديد بعد ان رأى خطيبتهُ تخونه مع حارسها الشخصي في تلك الليلة قبل عامين من الان .
ابعد تلك الافكار عن رأسه و بدأ بالرسم لإكمال لوحاته الفنية تلك .
______

السيدةُ الحمراء 🍓🍷حيث تعيش القصص. اكتشف الآن