(10)

11 6 1
                                    



لا أعلم إن كنتُ أفعل كل شيءٍ كما ينبغي.. أعني دائماً ما نشعر بذلك، ولكن الحافز أو النجمة التي تأتي وتخبِرك بإنَّك تفعلين كل شيئٍ بمثالية خالية خالّصةً من الشوائب هي استجابة الأشخاص الذين يراقبونكِ وأنتِ تقومين بذلك، ولأكون أكثر وضوحاً يا أختي.. هو كل اولئك الرجال الذين يمشِطون المنطقة بحثاً عني ويقومون بفحص أعمالي الفنية التي هي أساساً مُعاداً تكّوينها، يعطوني حافزاً يخبرني أنني في الطريق الصحيح وأقوم برسم تلك الأعمال بالطريقة التي يجب أن تكون هي عليها.. بل وأفضل؛ لذلك أنا لستُ حزيناً ولكنِ على داريةً بنفسي أنني سأكون حزيناً بعد عدة دقائق وربما سعيداً وربما.. لا شيء فقط شخصاً مُجرداً من الداخل، أي لا يحوي بداخله أيّ أعضاءاً حية.. مثل تلك العضلة ذات الحركة المتكررة التي تحتمي خلف القفص الصدري، أنا لا أشعر بها أبداً وإذا مثلاً يا أختي أدركت بحركتها يوماً، سأوغل سكيناً وأجعلها تتوقف عن حركتها المُستمرة المُزعجة، وبعد فعلي لذلك؛ أعتقد عندها سأكونُ طليقاً.

حسناً سأحاول أن أكون شفافاً.. بل ما بعد الشفافية، كُل ما كنت أفكر به، هو دانتي فقط.. كان دانتي هو جُل ما أراه، أتذكرين السكرتيرة كونسيتا المُعجِزة؟ تلك الأسطورة التي كانت تشبه دانتي كثيراً وتعاني من خللٍ ما ولكنَّها رغم ذلك كانت سكرتيرة فطنة حادة الذكاء وتعمل في شركة إيتا للسيارات العالمية، وأنتهى أمرها مع أدامو الذي قطِن في سيارتها لساعات طويلة مُنتظراً للحظته الخاصة.. أو حتى تخرج من عملها، وبعد خروجها من عشها، وافتها المنية بسبب الخنق، وبعد خنقها قام بطعنها في رقبتها أربع طعنات بجانب بعضها البعض بدقة ومثالية، وأصبح جزء جسدها العلوي بمثابة نافورة دامية.. نعم هذا بالضبط ما ألهَمني، حيث كان يعتقد أدامو أنَّ الأشخاص ذو المتلازمات المعينة من تلك النوع.. وحوش متخفية، وعند رؤيتي لدانتي، آه كم كنت أقفز من الداخل وشعرت بشيء يخبرني بإنها لحظتي.. لحظتي التي سأشعر فيها بما أختبره أدامو الفريد.

أتذكر ذلك اليوم بكافة تفاصيله.. وهل يُنسى يوماً مثل ذلك اليوم؟
استيقظت في الساعة السادسة على رائحة القهوة المخمرة والبيض المقلي ونداء أبي الذي يملأ البيت
"باتريك هيّا استيقظ، لنتناول الإفطار ونتجه للمطبعة.. لا أريد أن يوبخني السيد باتشيو مرةً أخرى."

خرجنا مُسرعين في الساعة السادسة وخمسةً وأربعين دقيقة.. كان أبي يركض ممسكاً بقبعته بيمينه، وقابضاً بيدي بيده اليُسرى.

" فاليريو لماذا تتأخر كعادتك؟ أهو بسبب إعالتك لابنك؟ يا رجُل لدي طابورٌ بالبدلاء وعلى أتم الاستعداد! يجب أن تتواجد في المطبعة في الساعة السادسة والنصف تماماً! لماذا علي تكرار ذلك كل يوم! "

أنزل السيد فاليريو رأسه مغمضاً عينيه
"أعدك يا سيد باتشيو أنها ستكون مرّتي الأخيرة، بالأمس حصل ظرفٌ ما جعلني أنام متأخراً.. أرجوك تفهّم. "

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Sep 09 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

كورليسحيث تعيش القصص. اكتشف الآن