Bart 3: نظرات الكراهية

89 18 29
                                    

"في كل نظرة، كان هناك حديثٌ لم يُقال، وذكرياتٌ لم تُنس"
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.

وفي تلك اللحظة المشحونة بالتوتر، كان أرماندو ينظر خلف أوليفن بفارغ الصبر، متوقعًا دخول سيليرا بكل حماس وشغف. لكن، كانت الدقائق تمر ببطء ممل، ولم تظهر سيليرا كما كان يأمل. الانتظار المطول والصمت

الذي سيطر على الغرفة أضفى جوًا من الاحباط الذي انعكس واضحًا على وجه أرماندو، حيث تجلى في عينيه الإحباط واليأس مع كل دقيقة تمر دون وصول سيليرا. تلك اللحظة كانت مليئة بالتوتر والاحباط، وكأن الزمن توقف في انتظار شخص غائب

وكما تميل الغيوم إلى الحزن والبكاء، تميل حزن قلب أرماندو إلى الظلمة والكآبة، فهو كالغيمة المحملة بالدموع الثقيلة، تتلألأ في سماء الأمل وتنهمر ببطء مثل ندى الصباح الذي يروي الأرض العطشى. ورغم تلك

الدموع الصامتة التي تتألم بها روحه، إلا أنها تبقى محتجزة خلف قناع الصمت والكبرياء، لا تتساقط كقطرات المطر على نافذة الروح، تنعكس فيها ألوان الأسى والفقد، كل ذلك دون أن ينسكب شيء من عذابه الداخلي إلى الخارج.

ثم نظر أرماندو لإوليفن، التي بدت وكأنها عالقة في لحظة من الدهشة الشديدة، فتعابير وجهها تكشف عن صدمتها العميقة، وكأن فكها الذي يكاد يصل إلى الأرض هو مجرد انعكاس للصدمة الكبيرة التي تعصف بداخلها.

العيون المدهشة والجسم الثابت كالصخر يعكسان حالة الصدمة التي ألمت بإوليفن، مما يجعلها تبدو كمنحوتة تعبر عن تلك اللحظة المروعة التي غيرت مسار حياتها.

اغلقت إوليفن فمها بقسوة، وعادت قناع البرودة ليعتلي ملامحها رغم تداخل المشاعر الخوف والتساؤل. الخوف يتسلل إلى قلبها وتساؤلات تلوح في أفق عقلها، الخوف هو ان رآته شقيقتها الصغرى سيليرا ماذا ستفعل؟ تنبعث

منها رغبة شديدة في منع هذا اللقاء المحتوم. لم تكن تريد أبدًا أن يلتقيا، والتساؤلات تتلاحق في ذهنها، لماذا عاد إلى حياتهم بعد الذي فعله؟ ولماذا عاد الآن؟ بغض النظر عن السبب، لن تسمح له بأن يلتقي بسيليرا مرة أخرى.

"ماذا تفعل هنا ؟"

جاءت نبرتها ببرود وقوة، كلماتها تنطلق كالصخر، وصوتها يتسلل إلى الأذن بثقل الجبال، تنبعث منها ثقة لا هزيمة لها وقوة لا تلين، كموجة قوية تتلاطم على شاطئ الصمت، تاركة وراءها انطباعاً من القوة الساحقة والثبات الصلب.

نظر كاسيميرو لزوجته بنظرة تنبض بالحب والاعتزاز، وعندما استقام ذاهبًا باتجاهها، وقف بجانبها قبل أن يقبل خدها وقال بصوت مليء بالحب والغرام، كلماته كانت تعزف سيمفونية من العواطف الصادقة، تملأ الأجواء بدفء الحنان وعبق العشق، كما لو كانت كلماته ترقص على لسانه برقة الورد، تحمل في طياتها عمق المشاعر وصدق الإحساس.

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Nov 16 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

Death snakeحيث تعيش القصص. اكتشف الآن