<انتي قصيده تغنت بين ورد ومطر"1">

1.3K 104 10
                                    

- الــبــدايــه ، ودائما ما نقول البدايات خادعه ، لكن هذه البدايه لا تنطبق عليها هذه المقولــه ،
____________________
~تركيا قبل 10 سنوات~
باحدى الاجنحة الفاخره من الفنادق الفخمه ، تجلس على كرسي ام جملية جدًا ، شعرها الاسود الحريري مُنسدل بنعومه يُغطي ظهرها ، ترتدي فستانا ابيض ماسك على الخصر و واسع من الاسفل ، تحمل طفلتها "آصال" ذات العام الواحد بين يديها وهي تشاهد التلفاز مع طفلتها ، تقترب فتاه اخرى بعمر ٧ سنوات وتدعى "غـرام" لتقول : ماما وين الياس ؟
لفت الام "ساره" عليها وابتسمت تقرص خدها : مع بابا يسوون شغلهم ،
قوست شفايفها : بس انا ابيه يلعب معاي !
ساره : اذا رجع يلعب معاك الحين مشغول ،
غرام بنبره طفوليه : طيب العبي معاي مليت انا !
ساره وقفت لتضع اصال على الارض وتجلس بجانبها : اجلسي بلعب معاك لعبه ،
جلست عزام بحماس : وشي اللعبه ؟
ساره : الحين تعرفينها ،
بداوو باللعب ومر الوقت سريعا ، طُرق الباب بعد بُرهه لتقف غرام بمنتصف اللعب : وصلووو بابا والياس وصلوو !
ابتسمت ساره تشوف حماس بنتها ولفت على اصال الي كانت تعض اصبعها وتضحك لتقرص خدها : وزينها ينااسسوو !
لفت على دخول غرام وهي تسحب الياس الي كان عمره ١٢ سنه وتقول : يلا نلعب انت وعدتني ،
دخل خلفهم زوج ساره تميم وهو مبتسم وبيده باقه ورد حمراء ، قرب يقدمها لـ ساره وصفقت غرام : الله بابا ،
ابتسمت ساره واخذت الباقه ليهمس لها تميم : احبك ،
قربت غرام : وش تسوون ؟
لف عليها تميم يُبعثر شعرها : مو شغلك ،
قوست شفاتها بزعل : بابا ما يحبني يحب ماما بس انا اعلم عمو !
ضحك ليحملها : احبك واموت فيك ،
غرام : وماما ؟
ميل شفاته : احبها بعد ،
غرام : والياس ؟ وآصال ؟ تحبهم ؟
هز راسه : اي ،
قوست شفاتها : اكثر مني ؟
ضحك تميم : لا انتي احبك اكثر ، ها رضيتي ؟
رفعت راسها بفرحه : ايوه !
نزلت من كفوفه وركضت : آصال الياسس موتو قهر بابا يحبني اكثر منكمم ،
ضحكت ساره على افعال بنتها وقربت تحمل اصال : بنومها تعبت حبيبه امها ،
توجهت للغرفه لتضع اصال على السرير وهي تقول بصوت خافت: تميم ؟
همس تميم : سمّي ؟
ساره لفت عليه لتشوفه واقف على باب الغرفة وقالت : وش صار معك اليوم بالشغل ؟ عسى قبلوا الصفقه ؟
ابتسم تميم باتساع : آي الحمدلله ، بكرا لازم اروح الشركة عشان اتمم الصفقه ومعاي الياس ،
ساره : زين زين عشان يتعلم ،
- اليوم التالي وتحديدا بعد ذهاب تميم والياس للشركة ،
بالجناح ،
ساره بالمطبخ تسوي الفطور ، بعد ما خلصت طلعت لتروح لغرفه غرام ،  فتحت الباب وشافت غرام النائمه ويحضنها دبدوبها الأبيض الكبير ، تقدمت ساره ببسمه لتنطق : غرام ؟ غرام يا ماما يلا اصحي ، جاء الصباح !
تحركت غرام بانزعاج : ماما بس شوي بنام شوي بس ،
قربت ساره لتفتح النافذة وينتشر ضوء الشمس لُنير الغرفه المظلمه واكملت : قومي يلا !
دعكت غرام عيونها وهي تعدل جلستها : قمت ،
ابتسمت ساره تشوف غرام الي تحاول تقاوم النوم ، قربت تشيلها : مافيه نوم يلا تنشطي ،
حطتها عند المغسله : غسلي وجهك زين يا ماما ،
غسلت غرام وجهها وساعدتها ساره بتفريش اسنانها ، بعدها راحوا يفطرون ، جلسوا بالصاله وغرام تلعب مع اصال وساره تناظرهم تاره وتاره تشاهد التلفزيون ، فجأءه وبدون سابق انذار حسوا بهزه ارضيه خفيفه ، ارتجفت ساره برعب لتوقف بسرعه وتتجهه لـ غرام واصال : قوموا يا يُمه زلزال !
غرام رفعت راسها : وشو زلزال ؟
ساره بربكه شالتهم وسرعان ما طاحت من اشتدت الهزه ، وقفت بصعوبه وقدمها تنزف ، لتوصل لطاوله بُنيه كبيره وتجلس تحتها ، وكانت على يمينها غرام وعلى يسار غرام اصال لتقول ساره : لا تتحركون !
زادت هزه المكان وساره كانت تسمي وتدعي بخوف وفجاءه بكت آصال لتزحف خارج الطاوله ، شهقت ساره برعب ولكن غرام كانت اسرع وطلعت من تحت الطاوله لتسحب اصال : تعالي ماما قالت لا نطلع ،
وقفت ساره بسرعه وركضت نحو بناتها ، اهتزت الارض بقوه وبدا السقف بالانهيار ، سحبتهم كلهم بحضنها وعطت ظهرها للسقف وصدرها للارض وهم يتوسطون صدرها ، إنطفأت الأنوآر وزاد الزلزال ليبدا المكان بالانهيار تحت صرخات الناس واستنجادهم وبكاء الاطفال ، غرام الي كانت محتضنه اصال ومغمضه عيونها ، فتحت عيونها بشويش لتشهق فجاءه من شافت وجه امها القريب منها وفوق امها صخره كبيره طايحه عليها لتنطق : ماما؟
ابتسمت ساره بالم ونصف جسدها تحت الصخور والانقاض وقدماها قد بُترت تحت الصخور لتقول : عيون ماما ! جاك شيء ؟
غورقت عيون غرام بالدموع : لا ، انتي صار لك شي !
هزت ساره راسها بالنفي لتعارضها غرام : ماما دم ، راسك فيه دم ،
شهقت بقوه من زادت هزه الزلال وبدات اصال بالبكاء ، مدت ساره كفها المرتجف لتمسح على خد اصال ويدها الثانيه مثبتتها حتى تتوازن فوقهم و ما تطيح عليهم الصخور : اششش يا اصالي ، ماما هنا ،
لفت على غرام الي ساكته و ترجف لتقول بحزم : شيلي اختك واطلعوا من تحتي بسرعه قبل تطيح عليكم الصخور ،
بكت غرام : لا ماما انتي اطلعي معانا ،
ابتسمت ساره : يروح ماما اطلعوا عشان اطلع معاكم ، يلا غرامي اسمعي كلام ماما !
هزت غرام راسها لتمسك باصال وتسحبها ليطلعون من تحت امهم ، المكان تدمر تماما ، واصطبغ باللون الرمادي الكئيب ، الغبار غطى الغرفه وصيحات واستنجاد الناس الثانيه تصدع من حولهم ، حولت غرام نظرها لامها لتشهق بقوه من شافتها ترتخي ويتزايد تساقط الصخور عليها : مامامااا !!!
رفعت ساره راسها الي كان ينزف بغزاره وصرخت بقوه : اطلعوااا !!!!!! المكان بينهارر !
زاد بكاء اصال الخايفه وغرام نطقت بنفي : ما بطلع الا معاك تكفين ماما لا تتركينا!!!!
ساره حست بجسدها يضعف لتهمس : ودي اروح معاكم ، مقدر يا ماما مقدر ، تكفين يالغرام اطلعي تكفين ،
ارتفع انين ساره المتالم وغرام ترتجف بشكل مُخيف ، صدمه قاسيه على طفله صغيره بعمرها ، وهي ترى روح والدتها تخرج منها لتمد يدها الصغيره وتحاول سحب يد امها العاجزه : انا بطلعك يا ماما ما بروح ما بخليك هنا لا لا !
ساره صرخت بحده : اتركيني واطلعوا !!
اهتز المكان فجاءه وانقبض قلب ساره خوفا على بناتها ، لتقول غرام : ما بتركك ما بتركك تطلعين معانا !
عضت ساره شفتها بضيق لتفز من سمعت صوت زوجها تميم الي جاي لهم من بعيد ويصرخ بخوف : ساااااره ساااره غغرامم اصااال تسمعوووني؟؟ وينكممممممم !!
انشرح قلبها ساره وسندت راسها على الارض براحه لتقول بصوت مبحوح متالم : هنا يا تميم احنا هنا !
بعد ثواني وصل تميم عندهم بصعوبه بسبب كثره الصخور والاثاث المتكدس حوله ، شهق من شاف المنظر المرعب ، ساره تحت الصخور والانقاض وتنزف وغرام تحاول تسحبها واصال على الارض تبكي ، اندفع لهم يبعد غرام ويناظر ساره يلاحظ الصخره الي متوسطه جسدها وساحقته تماما وعرف ذلك بسبب الدماء الي اسفل ساره لتدمع عيونه : لا يا ساره ،
اغمضت ساره عيونها : طلعهم يا تميم . طلع اولادنا ، لا يموتوون !
قرب تميم متجاهل طلبها وحاول يدفع الصخره الي فوقها لكن دون جدوى ، قالت ساره : مافيه فايده ، ما عدت احس برجولي ولا بالالم ، طلعهم يا تميم انقذ اطفالنا !
بكى تميم من هول الموقف وارتجف من اهتزت الارض ورجع الزلزال مجددا لتصرخ ساره : طلعهممم بسرعه المكانن بينهار اهربووووووو !!!!!
قبض تميم قبضته حتى تحول لون اصابعه للون الابيض ، وجهه انتباهه لـ غرام واصال وركض يحملهم وهو يهرب من المكان ، اعتلى صراخ غرام وهي تبكي : بابا ماما هناكك لا تتركها!!!!
تميم كانت رؤيته ضبابيه بسبب الدموع الي مغرقه عيونه واكمل طريقه متجاهل صرخات بنته ، ودموعها ، وتارك قلبه مع ساره ، الي يوم شافت هروبهم ابتسمت تغمض عيونها ،

انتي قصيده تغنت بين ورد ومطر حيث تعيش القصص. اكتشف الآن