<انتي قصيده تغنت بين ورد ومطر"2">

1K 83 13
                                    


" نُجالسُ الليلَ و الأفكارُ تسرُقنا
نُخاطب النجمَ حينًا كي يُسلينا "

_

-بالطرف الثاني من السطح ، السماعه باذنه وهو ينطق : تسللت بنجاح ، الحين اخرب عليه اعدادات الكهرب وافجر المولد ،
قفل الخط ليتسم وهو يقرب من الاجهزه الكثيره بالسطح ، كان السماء ظلمه والاناره خافته وهذا ما ساعده بـ تثبيت كم جهاز عليهم واستدار بيغادر المكان لكن عيونه اتسعت على اخرها من شاف ظل بنت تقف على طرف السور وواضح نيتها ، اندفع بدون تفكير ومد كفه يسحبها لتسقط بحضنه ، دفعته غرام ما اهتمت مين ماسكها كثر إهتمامها بانها حياتها : اتركنني اتركني خليني اموت وافتك من هالعيششه ،
شد عليها : استهدي بالله قولي لا اله الا الله !
بكت غرام بشده وهي تحاول تبتعد عنه وترمي نفسها بس ما قدرت ، نطقت بعد ثواني : ابعد ،
اجاب بنفي : اوعديني ما ترمين نفسك ،
سكتت لبرهه لتجيب : اوعدك ، اتركني ،
ابتعد عنها لتوقف وهي تناظره وتوها تسوعب : مين انت ؟ وش جابك هنا ؟
بتوتر نطق من خلف الكمام : مريت بالصدفه
ناظرته غرام بعدم تصديق : وش اسمك ؟
ابتسم : سـهم ، اسمي سـهم ،
اعطته غرام ظهره : ما مشت علي ، شجابك هنا ؟
سهم : قلت لك مريت بالصدفه  ،
اخذت نفس بضيق لتصد وتكمل سيرها لـ المستودع : تقدر تروح ،
لاحظ سهم الزجاج الي برجلها والدم الي يتدفق منه ومشيتها الصعبه ، ليقترب بهدوء : انتي مصابه ،
لفت عليه لتدفعه : انت شتبي ؟ اذلف مصابه ماني مصابه بموت ما بموت لا تتدخل !
مسك رجلها يسحبها لتطيح ومسكت ظهرها بالم : يا زفت اتركني ،
ما رد سهم عليها يلاحظ نزف رجلها ورفع راسه يناظرها ووجهها مظلم بسبب عدم وجود اي اناره لتنطق غرام : صد عمى ربي هالعيون ،
قال بخفه : ما اشوفك ظلام ،
غرام سحبت رجلها بس سهم كان شاد عليها : اتركني يعور ،
سهم بجديه : لا تتحركين ، اذا تحركتي زياده ممكن ينغرس الزجاج اكثر ونحتاج عميله لاخراجه ،
تكفت غرام : الله واكبر! وانت شعرفك ؟
تجاهلها ليوقف : خليك هنا ، دقائق وراجعلك ،
ناظرته غرام تشوفه يوقف وهو متلثم مو قادره تشوف وجهه : عساس بطيعك يعني ؟
سهم ابتعد عنها : ادري ما بتروحين ،
اخذت نفس بضيق وزحفت لجدار السطح لترتكي عليه بتعب ، سرعان ما تجمعت الدموع بعيونها وهي تبكي بالم ، رجع سهم بعد فتره يشوفها مرتكيه على السطح وواضح صوت انينها ، جلست امامها ومسك رجلها ليشغل الفلاش وصرخت غرام : شتسوي ؟
سهم رفع رجلها يحطها على فخذه : تطمني مانيب مناظرك ، بعالجك بس ،
تكت براسها على الجدار لتردف بسخريه : تعرف ؟
هز راسه بتركيز وهو يطلع قطنه وملقاط وكذا شغله : اعرف ، اذا عورتك قولي ،
صدت تناظر للجهه الثانيه وثواني لتعض شفتها بالم ، نطق سهم : يوجع ؟
هزت راسها بالنفي تحس بتجمع الدموع بعيونها : لا ،
سكت شوي لينطق : ليش كنتي بتنتحرين ؟
غرام : ليش اجاوبك ؟
تعجب سهم من عنادها وهو ينظف الجرح : مجرد فضول ، لو حابه قولي لي يا بنيه ،
ناظرته غرام بتفكير تشوف عيونه فقط من تحت لثمته للشماغ ، لتنطق بعد برهه : بلحق امي ،
وقفت يد سهم بمكانها لبُرهه ورجع يكمل شغله ، لاحظت غرام هالحركه لتكمل : امي ماتت وانا صغيره بسبب زلزال ، كنت طفله بعمر ٧ سنوات فقط يوم شهدت امي ساقطه بدمائها امام عيوني ، شفتها وهي تُسحق تحت الانقاض والصخور وشفت بحيره من الدماء تتدفق اسفلها ،
تغورقت عيونها بالدموع لتكمل : حاولت اسحبها حاولت انقذها بس ماقدرت ، كانت مصابه مره ، ورجع الزلزال مره ثانيه ،
سكتت لينطق سهم : وكيف نجيتي ؟
غرام اجابت بحزن : ابوي ، ابوي جاء وانقذني انا واختي الصغيره ، صرخت فيه يتركني ويساعد امي لكنه هرب ، وما شفت امي مره ثانيه من ذاك اليوم ، ومن بعدها ، ابوي تغير ، صار قاسي جدا علينا ، تزوج بعد كم سنه بزوجه ثانيه وجت هي وبنتها عاشوا معانا سنوات كثيره ، لكننا ما سلمنا من شرهم انا واختي ، كل يوم هواش ، كل يوم ضرب ، تخيل لو انقص درجه يعاقبني ابوي اشد العقابات واقساها ، احيانا اتسال وش صار ؟ ليش انقلبت حياتنا من العائله السعيدة والجميله ، لعائله قاسيه غارقه بظلامها ؟ كل يوم اوقف قدام ابوي وزوجته وبنتهم ادافع عن اختي ، كل يوم انضرب ، ابوي ما فرقت معاه ابدا ، نسى امي ونسى حبه لها ، احيانا احس انه بدون قلب ، مستحيل اصدق انه هو نفسه الشخص الي كنت انتظره كل يوم يرجع للبيت عشان اضمه واطلع معاه ، عشان اسولف واضحك معاه ، تغير ابوي ، تغير حيل ، عشان كذا فكرت انهي حياتي وافكر ، لمتى بتعيشين هالمعاناة يا غرام ؟ ليش ما تموتين وتفكين نفسك ؟
ضحكت بسخريه : وصدق فكرت كثير بالإنتحار ، صارت الفكره تراودني من سنتين ، ويوم جيت اسويها
رفعت نظرها تناظر عيون سهم الي يلف الضمادات على رجلها : جيتني انت من سوء حظي ،
انتهى سهم من لف الضمادات على رجلها ليطفي الفلاش وينطق : يعني لو اني ما جيت كنتي بتموتين ؟
رفعت اكتافها : ليتك ما جيت ، عشان اموت وارتاح ،
سهم رفع راسه للسماء : تقولين ترتاحين ؟ تشوفين الموت راحه ؟ غريب ، اذا انتي الي عانيتي هالكثر تفكري بالموت ، انا ليش متشبث بالحياه ؟ استغرب صراحه ،
ميلت غرام راسها بعدم فهم ليقول سهم : واذا متي ؟ تدرين وش بعدها ؟ جهنم والعياذ بالله ، وغير نهايتك التعيسه الي بتكونين فيها بالجحيم ما فكرتي باختك ؟ اختك شلون بتعيش من دونك ؟
ارتجفت كف غرام من تذكرت اصال وبلعت ريقها ، واكمل : ما فكرتي كيف بيعاملونها بعد موتك ؟ كيف بتواجه الحياه بدونك ؟ ها  ؟
انزلت عيونها للاسفل تسمعه :
انتي فقط الي تقدرين تغيرين حياتك ، محد يقدر يسويه غيرك انتي الي تبنين مستقبلك ، لك الخيار بجعل مستقبلك نعيمًا او جحيما ، تذكري أن مو كل المواقف في الحياة لازم تكون سعيدة أو مريحة لك ، لقد خلقنا الله في كبد وعناء طول الحياه وهو أحد الاختبارات الإلهية، لذلك لا تستسلمين أبدا مهما يصير لك ، بدال ما تغرقين بالياس والظلام اشعلي شمعه وانيري حياتك بها ،  المشكلة مو انك تخطيت حتى لو كان خطاك قوي.. ومو انك تعترفين بالخطاء هي ميزه ! .. بل العمل الصحيح هو أن لا ترجعي للخطأ أبدا ، اذا كانو يكرهونك الناس وأنت تثقين بنفسك وتحترمينها !  أهون بكثير من أن يحبك الناس وأنتي تكرهين  نفسك ولا تثقين فيها ، لا توقفين كثيراً عند أخطاء ماضيك وتغرقين فيعا ، لأنها بتخلي حاضرك جحيما ، ومستقبلك حطاماً ،  يكفيك منها وقفة اعتبار تعطيك دفعة جديدة في طريق الحق والصواب والامل ، أحياناً يغلق الله سبحانه وتعالى أمامنا باباً لكي يفتح لنا بابا آخر أفضل منه، ولكن اغلب الناس يضيع تركيزه ووقته في النظر إلى الباب الي أغلق ولا ينتبه لباب الامل المفتوح امامه ، الاحسن يا بنيه ان نكون دائما متطلعين للامام دائماً بدلاً من النظر إلى الخلف ،
حست غرام بكلماته تنسج على قلبها وفيها طمأنينة وسكينة وراحة لبالها ، مسحت دموعها والتفتت تشوفه ينزل من السلم الي على السطح ، ركضت تناظر للاسفل تشوفه وصل للارض البعيده عنّها لتنطق : شكرا يا سهم ،
سهم من تحت : روحي داخل بسرعه !
هزت غرام راسها وهي تناظر للمستودع تتجاهله وتدخل للقصر ، ابتسم سهم يدير ظهره لتتلاشى ابتسامته سريعًا، ركب سيارته وضغط جهاز التحكم وضحك باتساع من شاف انوار القصر كلها تنطفىء ليشغل سيارته وينطلق

انتي قصيده تغنت بين ورد ومطر حيث تعيش القصص. اكتشف الآن