<انتي قصيده تغنت بين ورد ومطر"3">

1.2K 90 13
                                    

" وَلَيلٍ كَموجِ البَحرِ أَرخى سُدولَهُ
عَلَي بِأَنواع الهُمومِ لِيبتليني "
-

- بعتمه الليل المظلم ، واختباء القمر خلف الغيوم وتحديدا ، بنهايه شهر أكتوبر البارد، والريح التي تضرب النوافذ ، بغرفه واسعه بعض الشيء، مليئه بأرفف الكتب المنوعه على جانبها ، وجانبها الاخر وضع سرير متواضع مع ملحقاته من الأثاث الاعتيادي ، لكن هناك شيء مميز ! يوجد بيانو امام نافذه الغرفه ، يجلس سهم على الكرسي مُقابلاً للبيانو ، يرفع يده وينزل بسبابته على احد المفاتيح لتُصدِر صوتاً رائعاً ، تنزلق أنامله بعدها وتعزف على البيانو لينسج اغينه هادئة راقيه ، يغمض عينيه بانسجام تام واتقان لهذه الهوايه المُحببه له ، يرفع يده عند الانتهاء والتفت يساره ليشوف قط اسود بأعين مخضرّه يُداعب قدمه ، ابتسم بخفه يحمله وينطق : مشتاق لي يالمُعتم ؟
يموء القط كـ اجابه على سواله ، مشى سهم لأرفف الكتب واختار كتاب وتقدم يجلس على كرسي هزاز ويضع المُعتم بحضنه ويفتح الكتاب ليبداء بالقراءة ، اشياء بسيطه كتلك تسحب بطلي بعيدا عن هذا العالم ليعيش بعالمه الخاص ، لكن تشتت انتباهه يوم رن جواله ليخرجه من جيبه يسمع صوت ينطق : سهم الدُجى كل شي جاهز ،
ميل سهم شفاته : كفو يا آسر ، وينك ؟
آسر من خلف السماعه : المكآن المعهود ، انتظرك ،
قفل سهم الخط ووقف يضع المُعتم على الارض ومسح على شعره من سمع مواءه : اششش ، طالع مهمه خليك هادي ،
استدار لخزانه دولابه ، فتحها ليرى العديد من الملابس والثياب الملونه ، مد كفه يمسك بمعطف اسود طويل ويرتديه ، سحب نظاره سوداء لتتوسط عيونه ، مسح شعره على الخلف وبلل شفته بحماس وهو ياخذ صندوق : جايك يا تميم جايك ،
طلع من المكان بهدوء وسرعان ما زفر بتافف من سمع صوت خاله مصلح ينطق : وين رايح يالسهم ؟
سهم جلس يرتدي حذاءه الأسود الرياضي : تعرف يا خال ،
تنهد مصلح : لاحول ولا قوه الا بالله ، يا سهم ما يصلح إليّ تسويه !
سكت من شاف سهم يخرج وزفر بانزعاج : عنيد !
طلع سهم من البيت وركب سيارته السوداء كسواد افعاله وماضيه ومستقبله وقلبه، شغلها وانطلق متوجه للمكان المعهود ، وصل بعد فتره لينزل ويشوف شخص واقف متخفي بكمامه وكاب اسود ، ومن شاف سهم اشر له وهز سهم راسه بفهم ، اقترب سهم منه لينطق آسر : سهم الدُجى مستعد ؟
ابتسم سهم على هاللقب الغريب إلي ينادونه فيه اصحابه اثناء المهمه عشان ما ينعرف ليُجيب بسخريه : جاهز يا آسر القلب ،
ضحك اسر بخفه: مسرع يولد خقيت !
ضرب سهم كتفه ليعتدل اسر بوقفته: اعذرنا يالخوي، ألمهم تأكدت من البيت والحين كلهم طالعين منتجع ، محد بالبيت الا بنتين من بنات تميم وحده اسمها غرام الكبيره والصغيره اصال ،
ميل سهم شفايفه من تذكرها لينطق: حلو ، جبت الصندوق ،
ناظر اسر الصندوق ليأخذه ويفتحه ويبان ثلاث علب منّ البنزين ونطق بضحك : بتحرق البيت انت ؟ ترا اتفقنا على الحديقه بس !
قال سهم بخبث وهو يعرف قد ايش يحب تميم هالحديقه ويعزها وتعب برعايتها : ولو على كيفي احرقت البيت كله بسّ للاسف فيه ناس جوا ،
ربت اسر على كتفه : لا يعميك الانتقام وتضر ناس أبرياء ، انتبه !
ابعد سهم يد اسر : هه قول غيرها بالله ، يالله نشوف شغلنا ، !
بداوو بصب البانزين على حديقه القصر ، واشعل سهم الكبريت ليرميه وتشتعل النار بسرعه وتبدا بتاكل الحديقه ، ضحك بشر وهو يشوف من بعيد احتراق الحديقه امامه ويتخيل لو يكون تميم هو من يحترق ،

انتي قصيده تغنت بين ورد ومطر حيث تعيش القصص. اكتشف الآن