البارت 12

1.1K 30 0
                                    


وعد طلعت من الأوضة، سايبة فيصل في دوامة من الأفكار والمشاعر المتضاربة. مشيت ورا نجاه اللي كانت واقفة في المطبخ سرحانة في اللي حصل قبل كده...

وعد: بتعملي ايه هني يا نجاه؟
نجاه: بعمل كوبايتين شاي وشوية فايش لبيه فيصل.
وعد: غريبة، كنت لسه عنده ومطلبش مني حاجة ولا قالي حاجة.
نجاه: لا، ماهو انتي عارفة إنه بيحب يشرب الشاي وهو بيشتغل، وكمان بيحب ياكل الفايش جمبه. ومحدش يزعجه طول ماهو مقفل على نفسه في مكتبه.
وعد بابتسامة: وإيه تاني يا نجاه...
نجاه: ويحب العيلة كلها تتجمع ع السفرة، والشاي دايمًا يكون سخن و...

التفتت نجاه لوعد، والضحكة كانت عالية على وشها، لكن فجأة حست بالخجل الشديد...

نجاه: مانتي عارفة زين أخوكي. بتسأليني ليه؟
وعد: صح، فيصل أخويا، وبعرفه كويس، بس أول مرة أشوف حد حافظه كده غير أمي...

اتحرجت نجاه جامد وقالت: مش للدرجة دي، الرك ع العشرة. أنا كنت بجيكم كتير، علشان كده.
وعد: صح، العشرة هي السبب. أنا ليا الله 😂.
نجاه: إنتي مدلعة، علشان كده متعرفيش حاجة. وبعدين، خدّي انتي الشاي والفايش، أنا رايحة أذاكر.
وعد: والله ما ينفع، إنتي اللي هتوديه، وأنا هسبقك الأوضة عشان نذاكر مع بعض.

وتركتها وعد ومشت، رغم إن نجاه كانت بتنادي عليها إنها ما تمشيش. بس وعد مشيت. ونجاه فضلت واقفة، مش عارفة تعمل إيه. الخجل كان مسيطر عليها من كلام وعد ومن اللي حصل قبل كده. وبدأت تفكر: "هو يا ترى فيصل خد باله زي ما وعد لاحظت؟ ولا لأ؟"

فضلت سرحانة في أفكارها لحد ما لقت نفسها قدام باب أوضة فيصل، والشاي في إيديها بيترعش من التوتر. اتنهدت وقررت إنها تدق على الباب.

نجاه: بسم الله... (دقت على الباب بخفة)
فيصل من جوه: ادخلي يا نجاه.

دخلت نجاه بحذر وهي ماسكة الصينية، وحطتها على المكتب قدامه. فيصل كان لسه سرحان في أفكاره، لكن لما شافها، ارتسمت ابتسامة صغيرة على وشه.

فيصل: شكرًا يا نجاه.
نجاه بخجل: العفو يا بيه، لو عايز حاجة تانية قولي.

فيصل: لا، كتر خيرك. خلي الشاي سخن بس.

نجاه: حاضر، هخلي بالي.

طلعت نجاه بسرعة من الأوضة وهي حاسة بقلبها بيدق بسرعة. "إيه اللي أنا فيه ده؟" كانت بتفكر وهي ماشية في الممر. مش عارفة إذا كان اللي هي حاسة بيه ده حاجة حقيقية ولا مجرد وهم. "هو أنا ممكن أكون حبيته بجد؟" السؤال ده كان بيطاردها كل مرة تقرب من فيصل.

في نفس الوقت، فيصل كان ماسك الكوباية الشاي وبيبص فيها وكأنها هتجاوبه على أسئلته الكتيرة. هو نفسه كان محتار. "أنا ليه دايمًا حاسس بحاجة مختلفة لما نجاه تكون حوالي؟" كانت الأفكار دي بتتعبه، خصوصًا إنه مش عايز يظهر ضعيف قدام وعد أو أي حد من العيلة.

صعود امراهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن