البارت 21

662 21 0
                                    


بعد ما خلصوا الامتحانات، نجاة كانت بتتعرض للمضايقات من بنات المدرسة، بس كانت بتمسك نفسها ومبتردش عليهم، وكانت بتحبس دموعها في عينيها. وفي كل مرة فيصل كان بيجي ياخدهم بعد الامتحان، يقول لها جملة واحدة: "هانت، كلها كام يوم والناس دي هتسكت." لما كانت تسأله: "ليه؟ إيه اللي هيحصل؟" كان يرد عليها: "وقت ما ييجي هتعرفي."

لحد ما جيه آخر يوم في الامتحانات، وكالعادة، فيصل استناهم بره. بس بدل ما ياخدهم ويرجعوا البيت، راح بيهم على مول. نجاة كانت مستغربة.

نجاة: "إحنا بنعمل إيه هنا؟"

فيصل: "وعد هتقولك، بس دلوقتي انزلي، علشان تلحقوا. والساعة 6 بالظبط هاجي أخدكم. تكونوا جهزتم، ماشي؟"

نزلت وعد ونجاة من العربية، ومشيوا لحد ما دخلوا محل فساتين سواريه. نجاة كانت واقفة متحيرة وهي بتبص حواليها في المول. وعد كانت ماسكة إيدها بقوة وهي بتشدها معاها مبتسمة.

نجاة (باستغراب): "وعد، إحنا رايحين فين؟ ليه دخلنا هنا؟"

وعد (مبتسمة بخفة): "هتعرفي دلوقتي، يا حبيبتي، بس المهم تثقي فيا. تعالى معايا."

دخلوا محل الفساتين، ونجاة كانت لسه مش مستوعبة اللي بيحصل. الألوان البراقة والفساتين الطويلة حواليها من كل اتجاه. وعد كانت بتدور في المحل، لحد ما لقيت فستان معين.

نجاة (بتوتر): "وعد، أنا مش فاهمة حاجة، ليه بنشتري فساتين دلوقتي؟"

وعد (بهدوء): "النهارده آخر يوم امتحانات، يبقى لازم نحتفل."

نجاة (باندهاش): "نحتفل بإيه؟!"

وعد (وهي بتشير لفستان طويل ناعم): "إيه رأيك في ده؟"

نجاة بصت للفستان اللي وعد اختارته. كان فستان رقيق بلون وردي فاتح، مطرز بخفة وأناقة. حاجة غريبة على حياة نجاة اللي متعودة على البساطة.

نجاة (مرتبكة): "وعد... ده فستان سواريه! إحنا ليه بنشتري فساتين سواريه؟"

وعد (بثقة): "علشان الليلة هتبقى غير أي ليلة. إنتِ تستاهلي تحتفلي بنهاية الفترة الصعبة دي. إحنا مش هنرجع البيت النهارده."

نجاة (بدهشة): "مش هنرجع البيت؟!"

وعد (بابتسامة): "لأ، فيصل محضرلك مفاجأة كبيرة. وهتشوفيها بعدين."

نجاة فضلت واقفة متحيرة، مش عارفة إذا كانت متحمسة ولا خايفة. وفي الآخر، أخدت الفستان ودخلت تقيسه. أول ما لبسته وبصت في المراية، ابتسمت لأول مرة بفرحة حقيقية من فترة طويلة.

خرجت من غرفة القياس، وعد بصتلها بابتسامة عريضة.

وعد (بفرحة): "إنتي زي القمر، الفستان ده معمول ليكِ!"

نجاة ضحكت بخجل، وهي بتبص لنفسها في المرايا الكبيرة.

نجاة (بهدوء): "بجد، أول مرة أحس إني مختلفة."

صعود امراهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن