أنا مليئ
مَليئ بالذكرياتِ القديمة
بأيامِ طفولتي والعفوية المُفرطة
جمعاتُنا أنا وعائلتي بِمنزلِ جدتي الصغير
ضَحكاتُنا على الدرج وكتاباتُنا على الحائط بِخطنا الرفيع بقلمٍ أحمر
'هُنا حيثُ نَجتمع'
لَم نَجتمع
بَقي الجدار والكتابةُ كما هي بالخطِ الرفيع
وضاعَ القلمُ الأحمر
وكنا نَحنُ الباقين
فَرقنا الزمان ولَم نَلتقي أو نَجتمع
توفَت جدتي وتَزوجت جميعُ خالاتي وصارَ المنزلُ مَهجوراً
تَملئهُ أطيافُنا حينَ كُنا صغاراً
لَم يَكن مَهجوراً حقاً فهو مُمتلئ
مُمتلئ بالذكريات
كامتلاءِ قلبي بالحنين لِتلكَ الأيام
حيثُ كانَ كُل ما يُشغلنا هو اللعب والضحك وأن نَشتري أقلاماً زاهية مُلونة نتباهى بِها
صخورُ الطريق قَد حَفِظت أسماءنا
والكرةُ المُلونة التي نلعبُ بِها
البقالة أعلى الدرج والعجوز الذي كانَ يُفضلنانسماتُ الهواء أخذت الحِجارة وضاعت أسماءُنا
الكرة هُجِرت وقَد أصابتها الوحدة
توفي العجوز وأُغلِقَ الدكانضعتُ أنا
ولازالَ المنزل مَهجوراً
هُجِرتُ أنا
ولازالت ذكرياتُنا مَحفورة
تلاقَت كِتاباتُنا على الجدران
لكننا لَمْ نَلتقي...سوريا إجمعي ما بَقيَّ مِنا
فَقد عشعشت الوحدةُ صدورنا
وقَتلنا بُعدُ الفراق
لكننا لازلنا بانتظارِ اللقاء
حينَ تُربَطُ الأفئدة وننسى كُلَّ الإنتظار
وحشةُ الحنين والشوقُ إلى ما بعدِ حين
سوريا لازلنا بالانتظار...''''''''''''''''''''
مدري شو خطرلي
ملاحظة:دموعي ما عم توقف:-)