الفصل التاسع والعشرون: الثانية مجددًا..!

207 30 46
                                    

السلام عليكم

قراءة ممتعة♥️
.
.
.

•  •  •  •

(استيقظ فزعًا من ذاك الشعور الذي خالجه فجأة، يشعر بثقلٍ غريبٍ في صدره.
ناظر شاشة هاتفه لمعرفة الساعة واحتاج منه الأمر عدة ثوانٍ لقراءة أنها قد تخطت الثانية بعد منتصف الليل، كان أول ما جذب انتباهه هو خلفية هاتفه التي تجمعه مع شقيقه الأصغر وسبب حزنه وحيرته هذه الفترة.

كان قد لازمه الأرق بالفعل ولم يكن ليعاود النوم، ولكنه لم يعِ أن ما سيشغله عن النوم أكثر من أرقه هو المكالمة التي أنار بها هاتفه.

كان الرقم لشخصٍ يعرفه وقد سجل اسمه، لم يسمح للصدمة بأن تأخذه وأجاب سريعًا معلنًا اسم المتصل: - هوسوك!
لم يصله صوت المعني كما رجا، بل وصله صوت نشيجٍ باكٍ، ذاك الصوت قد أسقط قلبه من مكانه.

ازدرد رمقه بمشقةٍ وسأل: - "هوسوك" هذا أنت صحيح؟ أين أنتما؟
تعمد استخدام صيغة المثنى على أمل أن يكون شقيقه مرافقًا ل"هوسوك" كما اختفيا معًا.

لم يصله الرد بالرغم من محاولات المعني لاستخراج الحروف من فمه، لكن الأكبر لم يستطع تمالك نفسه أكثر وصرخ: - أخبرني أين أنتما واللعنة!

ودون الحاجة لرؤية الأصغر هو شعر بانتفاضته نتيجة صراخه عليه، قبل أن تخرج حروفه متهدجة: - "سو.. سوكجين" هيونغ.. نحن في منزل.. منزل جدكما القديم.

حاول "سوكجين" استيعاب ما سمعه للتو، كان ذاك المكان الوحيد الذي لم يخطر في باله خلال رحلة بحثه الشاقة عن شقيقه وصديقه الهاربين؛ فذاك المنزل قديم بحق وآخر مرة قد قاموا بزيارته كان "سوكجونغ" في الثانية عشر من عمره، كيف تذكر مكانه؟!

  - لا بأس لا بأس أنا قادم.
تعمد عدم الإكثار في الحديث وقفز عن سريره حتى دون إنهاء المكالمة.

انتقاء ملابس لارتدائها كان أمر صعب في هذه الحالة لذا اكتفى بمعطفٍ صوفي خبأ أسفله منامته القماشية السوداء، وبسرعة لا تمت لشخصٍ كان نائمًا منذ دقائق كان قد خرج من المنزل واستقل سيارته.

مهمة القيادة لمنزل جده كانت الأصعب على الإطلاق، وللمرة الثانية تساءل كيف لشقيقه تذكر ذاك المنزل وهو الآن يعاني لتذكر الطرقات؟!

أخذ منه الطريق أكثر من ساعة مع ذكر عدد المنعطفات التي سلكها عن طريق الخطأ ثم تذكر أنها لا تدل للطريق الصائب، وفي النهاية وجد نفسه أمام المنزل المنشود.

بسرعة جنونية فتح باب السيارة وخرج، يقف الآن أمام الباب ويبحث في جيوب معطفه بلا وعي عن مفتاح المنزل الذي لم ولن يجده كونه ليس معه بالأصل!
في النهاية أخذ نفسًا عميقًا محاولًا استعادة رباطة جأشه وقام بطرق الباب، كان طرقه خفيفًا في البداية لكنه ازداد قوة عندما لم تصله استجابة خلال الدقيقة الأولى.

مَتَاهَةُ يَانْغْ | BTSحيث تعيش القصص. اكتشف الآن