مازلتُ أنتظر

53 8 0
                                    

البارت الخامس :

كنت تعلم.. أليس كذلك.. أنت،

وجه له المسدَّس غاضباً و فاقداً للسيطرة فإذا بسحر في غفلةٍ من الكل ترمي بجسمها فوق جسم يمان تحميه لتستقر رصاصتينِ في الجهةِ العلوية لكتفها، إزداد الدوار بشكل رهيب فقرر الإنسحاب من هناك لاعنا الوضع، خطواتٌ يتشبثُ هنا و هناك بعدها رمى بصعوبة الحقيبة في المقعد الأمامي و إنطلق للطريق هارباً،

عيناها قُبالةَ عينيه، جبينها ملتصقٌ بجبينه، أنفسها المتظائلة تضربُ ذقنه، لا يستطيعُ تفسير إبتسامتها، عقلهُ مازال في صدمة، لتوقضهُ بكلماتٍ جعلتهُ يرتعبُ واضعاً إياها في حضنِه،

لن أسمح أن تتأذى بسببي 💔

إبتلع ريقهُ.. لا... لا يُمكِن، لا تُغلِقي عينيكِ، سحر إسمعينِي، لا يُمكِنُ لكِ أن تفعلي هذا و تتركيني، هيا أرجوكي.. لتبدأ كلماته تتقطع و تنساب دموعه، هناك أشياك لم أقلها بعدُ لكِ، سحر... كانت رموشُها تنغلِقُ ببطئ ليصرخ بقوة أكثر...

سحر... أنظري لي، إفتحي عينيكِ، أنا لم أعترف بعد بحبِّ الكبير لكِ، لا... مستحيل أن ترحلي الآن،

طرقٌ على البابِ ثم صوتٌ يستطيعُ تمييزهُ إنها والدته، أمي.. أسرعي و إفتحي الباب.. سحر.. وضع يدهُ على ذقنِها يحركُ رأسها دون جدوى،

كانت جميلة في حالة صدمة من الدماء المنتشرة بكل مكان، ليعيد إتزانها صوتُ ولدها، أمي إتصلي بسرعة بالإسعاف، سحر.. سحر أصيبت بطلق ناري أرجوكي.. بسرعة أخرجت هاتِفها قد أربكها صراخ يمان المستمر،

أدخلوها للسيارة و ما من أحد إستطاع فكَّ تشابك أصابع يده مع يدها، والِدتي، بَهار بالغرفة العلوية، إهتمي بها ستكون مرعوبة من الجلبة التي حدثت بالمنزل، و إتصلي بأَدهم إبنُ جارنا يُوسُف... إجعليه يأتي للمشفى ليساعدني، هيا بسرعة، طوال الطريق يلعنُ نفسهُ في خوضِه في هذا الأمر رغم تحذيراتِها له، ضغط على يدِها بشدة، أرجوكِي لا تستسلمِي، لن أستطيع تحمل فقدانِك، مسح دموعهُ بذراعه،

أنزلوهم فإذا باللحظةِ التي أراد فيها المُسعفُ دفع الكرسِيِّ به يضعُ يمان يديهِ على العجلات، منظرُ سحر و هم يُدخِلونها من مدخل الحالاتِ المستعجلة أرجعهُ سنواتٍ للخلف، بقيت الصورة تتذبذبُ أمامه متذكراً زوجتهُ و إبنته، إستصعب التنفس و أصيب بإنهيار عصبِي، نوباتٌ كان قد إعتاد عليها لكِن إنهُ زمنٌ بعيد منذ إخر مرة تعرض لها و كل ذلك بفضل دُخول تلك الضيفتين الجديدتينِ حياته، تدخلوا و تمَّ حقنهُ بمهدئ بعد ذلك نقلوه لأحد الغرف، ساعاتٌ طويلة تخللها كابوسٌ فضيع،

أينَ أنا.. ؟ ما هذا المكان ؟

بقِيَ يدفعُ بكرسِيِّه بأحد الشوارِع الخالية، ضبابٌ كثيف صعَّب عليهِ الرؤية، سحر.. هل هذه أنتِ ؟ لاحظها من بعيد تمشي ضهرها له، إنتظِري... سحر.. أنا هنا... إنتظرِينِي... بقي يدير العجلات بجنون كأنها مع كل خطوتٍ تخطوها تُسحبُ روحهُ أيضا معها، إنتظِريني.. لا تذهبِي.. ليسقط من على الكرسِيٍّ متعثراً بسبب إحدى الشقوق التي كانت الأرض،

سرقتُ قلبَها ♥️حيث تعيش القصص. اكتشف الآن