الفصل الخامس والأخير

562 35 2
                                    

الفصل الخامس والأخير
عندما تأتينا الفرصة لكي نسترد ما أخذ منا عنوة فيجب علينا أن نستغلها جيداً حتى نشعر بقيمة ارواحنا الغالية.
وقف الجميع مشدوهًا من كلماته خاصة عمها وزوجته والتي قالت: د مين اللى كان بيقول كده، د حتى عبدالله كان دائما يشكر فيكي.
ضحكت ألما تحت نظرات عبدالله الساخطة وقالت:
ده قدامكم بس يا طنط لكن من وراكم بقا كان بيقولي كلام ميتقالش.
صمتت قليلا ثم نظرت لعائلتها وقالت بصوت عالٍ تحت نظرات والدتها الحزينة عليها: بما إن النهاردة العيله كلها موجوده وبما انكم كلكم بتسألوني إزاي أطلق من واحد چنتل ومحترم زي عبدالله، تعالوا بقا عشان تعرفوا السبب وأهو حتى لسه أهل العريس مجوش عشان الفضائح بس.
صاح عبدالله وقال: جرا إيه يا إلما هو أنت جايه ترمي بلاكي عليا وخلاص ولا عشان محروقه إني اتجوزت.
قهثهت بقهر وقالت : بجد والله طب إيه رأيك يابن عمي ماتيجي نطلع على دكتور عشان يكشف عليا ويقولهم إني لسه بنت زي مانا رغم إني اتجوزتك سنه كامله.
شهقة خرجت من الجميع خاصة عمها وزوجته، إقترب منها عمها وقال: إيه اللى انت بتقوله ده يا بنتي، إزاي وهو قابلنا إن من سبب الخلاف انك رافضه الخلقة وبتاخدي مانع حمل عشان مبتحبيهوش.
نظرت إليه بإشمئزاز وقالت: تصدق إنك متستاهلش إني خبيت عن الكل عمايلك. ثم نظرت لعمها وقالت: تمام ياعمي المائة تكدب الغطاس ويالا بينا دلوقت على الدكتور اللى انتوا تختاروه بس قبل ما نروح لازم تعرفوا حاجة كمان مادام هو كده كذاب وزبالة يبقى لازم تعرفوا كل حاجة.
وقفت زوجته وقالت بغل: ومين هيصدقك بقا إن شاء الله.
إيه خايفه أقولهم إنه كان متجوزك بره من غير علم أهله وأنه قالي يوم الفرح عليكي وكلمك قدامي فيديو عشان تزلوني يوم فرحي.
إقتربت منها والدتها وأخذتها بأحضانها وهي تقول ببكاء: كفاية يا إلما كفاية ياحبيبتى ده ميستاهلش.
صرخ عمها بقوة وهو ينظر لولده الأغلى على قلبه وقال : لا خليها تقول كل حاجة، خلينا نعرف احنا كمان الحقيقة الغائبة عن الكل.
إقترب عبدالله منه وقال: صدقني يابابا الكلام ده كدب دانا كنت بعاملها بما يرضي الله.
إقتربت إلما منه وقالت بقوة وكبرياء: لسه بتكذب ولسه بتنافق ياعبدالله، طب بسيطه ياريت بقا تقولهم أنا دخلت المستشفى ليه ؟ ولا خايف تقولهم إنك ضربتني ووقعت على الأرض واتعورت عشان حبيبة القلب اللى انت كنت متجوزها من غير علم باباك حتى كانت زعلانه انك مبلغتهمش بجوازكم فشيلتني أنا المسئولية واني شؤم وان محدش يبصلي وانك بتكرهني وهتفضل تزلني لغاية ما أطلب الطلاق.
هاه عايز كلام تاني واااه بالنسبه للمدام حظك بقه إن فى مره كنتي بتتكلمي انت وهو وطبعا كالعادة قومني عشان يتكلم براحته بس يومها سيبت التليفون وفتحت تسجيله ولسه على حظك الحلو التسجيل معايا، هاه تحبي أسمعهم.
شحب وجه عبدالله وزوجته بشدة فنظر إليه والده وقال: هاتي التسجيل ده يا إلما يابنتي.
أشفقت عليه مما يوجد داخل التسجيل وقالت: لا ياعمو أنا مسحته بس بقول كده وخلاص.
تنفست زوجة الصعداء وقالت بكبر: طبعا مفيش تسجيل دى هي عايزه تكرهكوا فيا انا وعبدالله وخلاص.
تدخلت والدة إلما وقالت: لا يا حبيبتى أنا بنتي مبتكذبش ثم نظرت لإلما وقالت: هاتي التسجيل يا إلما، سمعي الكل عبدالله المحترم اللى الكل بيحبه كان بيعمل ايه من وراهم،كفاية أن الكل ظلمك وانت مرضتيش تتكلمي عشان عمك، بس مادام هو ومراته بجحين كده يبقى الكل يعرف عشان محدش يبصلك بعد كده بصى وحشه.
أخرجت إلما التسجيل وسمعه الجميع وتأكدوا من حقارة عبدالله وزوجته، بل علموا من خلال التسجيل أن زوجته هي من كانت تحثه على معاملة إلما  البشعة،  وأنها هي من دبرت معه كل شئ حيث اتناول إلما عن كل حقوقعا مقابل الطلاق بينما اوهمهم أنه أعطاها جميع حقوقعا وهو قد أخذ كل شئ حتى ذهبها، غير أنها كانت تحرضه على والديه وأن يوهمهم أنه مديون بالمال ليأخذ منهم أكبر قدر من الأموال
لم يصدق والديه وإخوته وباقي العائلة ما فعله عبدالله، أما إلما فشعرت براحة كبيرة خاصة بعد أن أخذتها عمتها بين ذراعيها وظلت تبكي على ما قالته لها سلفا.
نظرت إلما للجميع وقالت: آسفه على اللى حصل بس كان لازم يحصل من زمان، ومعلش بقا ياعمتوا مش هقدر أكمل الخطوبه وكويس قووى إن العريس لسه فى السيشن وأهله مستنيه.
خرجت من تلك الخطوبة وهى تشعر بأنها شخص جديد وقد تحرر من أطنان من الحديد مما جعلها خفيفة ومنطلقة كالفراشة.
أمضت ليلتها وهي تشعر براحة غريبة تعتريها، جاء الصباح بيوم جديد مبهج.
ذهبت لعملها لتجد قاسم بانتظارها فى مدخل الشركة وعندما رآها قال بإشتياق: الناس اللى نسيانا دي وقاعدين مع المدير.
ضحكت بخفوت وقالت: ياعم تعالى انت اقعد معاه ونزلوني هنا تاني، إيه رأيك؟
نظر إليها بإشتياق وقال: تصدقي ضحكتك كانت وحشاني قووى، المكتب ملوش طعم من غيرك.
نظرت إليه وقالت: ماشي يا سيدي خليك كده بكاش، عموما انا لازم أطلع عشان اتأخرت سلام
تركته وذهبت بطريقها حتى وصلت لمكتبها فوجدت أن بسام قد وصل لمكتبه.
دخلت إليه وبعمليه شديده أملت عليه جدوله اليومي  دون النظر إليه لتتفاجئ به بجوارها فجفلت بسرعة وابتعدت قليلا ليمسك هو يدها ويقول بغيرة يحاول أن يتحكم بها: كنت واقفه معاه ليه؟
أجلت صوتها ورغم هذا خرج مهزوزا وقالت: قصدك على مين؟
أجابها بغيرة قاتله ظهرت بكلماته المقتضبه: قاسم.
أجابته بهدوء: ده زميلي وبنشتغل مع بعض من زمان يعنى فبديهي إنه يسأل عليا.
أغمض عيناه وهو يقترب منها ويقول بخفوت: محدش له الحق أنه يسأل عليكي غيرى ، محدش له الحق يقرب منك غيري، محدش له الحق يحبك غيري، إرحمي ضعفي قصادك، إديني فرصة جديدة أرجوكي، أنا تعبت وانت قدامي ومليش الحق فيكي.
إيتعدت عنه قليلا لتخرج من تلك الهالة من المشاعر والتى حاوطتها بقوة لتقول: حضرتك عارف كويس قووى أن طريقنا مسدود.
ليه؟ حتى لو أنا غلطت وأنا بعترف إني جرحتك وأذيتك بس اقعدي معايا مرة واحده وانت هتعرفي الحقيقة كلها.
أجابته بتهكم : حقيقة إيه اللي هتقولي عليها، أنا خلاص  تعبت من الكل.
نظر إليها برجاء وقال: مش يمكن الصورة اللى شايفاها الناس غير الصورة الحقيقية.
إزاي يعني ؟
أقولك ياستي: المظاهر بتخدع وياما مواقف اتبنت على سوء تتفاهم.
نظرت اليه بقوة وقالت: بس انت موقفك كان واضح، أنا مشوفتش حاجة عشان أبني عليها حاجة تانيه، دانت اللى بلغتني بنفسك عن طريق رسالة حتى مهانش عليك تبلغني بنفسك.
إبتعد قليلا وقال بحزن: صدقيني كان غصب عني، يمكن اكون اتصرفت غلط بس أنا اتصرفت من منطلق حبي فيكي.
صرخت بألم: أي حب ده اللى يخليك تدبحني، حب إيه اللى يخليك تبعد عني فى الوقت اللى كنت محتجالك فيه؟ هو فين الحب ده فيين؟
إستدار إليها وقال بغضب وغيرة: جوه قلبي، لسه سأكون جواه ومفيش حد دخله غيرك، كنت بموووت لما بعدت عنك وانتهيت لما اتجوزتي، عارف إني السبب بس ساعتها كان ده تفكيري، مكنتش بفكر غير فيكي وبس ومن كتر حبي فيكي قررت أبعدك عني.
شعرت بالتيه من كلماته، ماذا يقصد؟ وماذا فعل؟
نظرت إليه وقالت بحيرة وألم: محدش بيحب حد يقوم يبعده عنه، محدش بيحب حد وميدورش عليه، محدش بيحب حد ويفضل عليه عقد عمل.
أمسكها من ذراعيها وقال بنفاذ صبر: إفهمي بقه أنا محبتش فى حياتي كلها غيرك إنتي، أنا مفضلتش عليكي أي حاجة، إنتي عندي كنتي الأول قبل حتى نفسي، كل تفكيري إني كده هظلمك معايا وبس.
نفضت يده من عليها وقالت بصراخ: انت بتتكلم بالألغاز ليييه؟ وكمان ظلم إيه اللى كنت هتظلمهولي، هو لما اعيش مع الإنسان اللى بحبه يبقى ظلم! انت بتفكر إزاي بالظبط؟
إيتسم بتهكم وقال: لما تعيشي مع إنسان مبيخلفش ميبقاش ظلم؟
وضعت يدها على  فمها من المفاجأة فأكمل بألم وحزن وهو يرفع عن إحدى ساقيه: ولما تعيشي مع إنسان مبتور القدم ميبقاش ظلم.
شهقت بشدة ودموعها تنساب كشلال جارٍ وهي تهز رأسها يمينا ويسارا رافضا تلك الحقيقة، الأمر الذي جعل بسام يشعر بالتمزق إعتقادا منه أنها ترفضه هو.
تحدث بكبرياء مذبوح:  عارف إن ليكي الحق إنك متوافقيش وترفضي بس صدقيني مكنتش أقدر أشوف نظرة الرقص دي فى عينك فقررت إني أعفيكي منها.
لطمة قوية كانت ردها على كلماته، وقف جاحظ العينين مصدومًا من ردة فعلها الغير متوقعه بالمرة.
أشارت إليه بقهر: إنت محبتنيش، لو كنت بتحبني بجد مكنتش هتسيبني لحظه تعبانه ومجروحة، لكن إنت قررت تجرحني وتوقعت مني إني إنسانه بشعة ووحشة وجواها سواد لدرجة إني ممكن أتخلى عن الإنسان اللى أنا يحبه عشان وقع فى محنة.
إغرورقت عيناه بالدموع وحاول الإقتراب منها غرفتي ذراعيها انه دليلا على رفضها وقالت بدموع: أنا لو كان حصلي حاجة كنت هتسيبني.
أجابها بسرعة وبدون تفكير: عمري.
صرخت بوجهه: يبقى لييييه فكره فيا كده، ليييه؟ ايه دمرت حياتي ليييه؟
مسحت دموعها بكبرياء وأكملت: صدقنى أنا دلوقت ندمانه على حبي ليك ولو سمحت أنا عايزه أكون لوحدي ياريت تعتبرني مش موجوده النهاردة خااالص واللى بين وبينك هو شغل وبس.
خرجت مهرولة وقلبها يخبرها ان ترتمي بأحضانه وعقلها يقول لقد ظن بك السوء.
وكأن بداخلها شخصيات يتقاتلان فيقول الأول:
روحيله
ليرد الآخر: لا د موثقش فيكي .
- عمل كده عشان بيحبك.
- بس بعد عني وجرحني.
- كان خائف عليكي.
- لا دكان خائف ارفضه يبقى مكانش واثق في حبي.
- بس هو لسه بيحبك وبابن فى عيونه.
- لا لو كان بيحبني كان سأل عليا.
- يعني هتقدري تبعدي وانت عارفه انه محتاجلك.
صرخت مرة واحدة من حيرتها بين قلبها وعقلها.
جلست على مكتبها وقلبها يغلو ويهبط من شدة إنفعالها، وجدت من يقترب منها وسحب مقعدا وجلس قريبا منها وقال:
- صدقيني نفسي بسام كانت وحشة جدااا بعد ما بعد عنك ونفسيته اتدمرت حرفيا لما عرف بجوازك.
نظرت إليه بألم وقالت: ايه مقاليش اللى حصل معاه؟
أجابها بحزن للذكرى:
وهو جايلك عشان يقابل مامتك عمل حادثة جاامدة بالعربية ومامته كانت معاه، للأسف هو دخل فى غيبوبة لمدة 6 أيام لأنه كان متدمر، كان عنده نزيف فى المخ ورجلة للأسف أضطروا انهم يبتروها من بعد الركبه على طول والرجل التانية كانت متجبسة  دغير ان الحادثة أترت على الخلفة وبقت صعبة بس مش مستحيلة وده لو انتظم فى الأدوية بتاعته والكلية أخدت خابطة شديدة يعنى باختصار كان بيموت.
كانت تستمع له وهي منعارة لا تصدق ماتسمع.
أكمل بتنهيدة وقال:
- كل ده ولما فاق كان مقرر إنه يكلمك ويحكيلك لأنه واثق فيكي وفي حبك بس للأسف لما سأل على مامته وعرف إنها اتوفت ساعتها إنهار وبقوا يدوله مهدئات عشان ينام وأول مكان يصحى كان يصرخ انه السبب وأول حاجة عملها انه بعتلك الرسالة وهو بيبكي ولما عاتبته قالي مش هكون سبب فى موت أمي وتعاسة حبيبتي، هي ملهاش ذنب تعيش مع إنسان زيي.
أجهشت بالبكاء لما مر به بسام.
تحدث هشام برجاء: أنا هقولك حاجة محدش يعرفها حتى هو ميعرفش إني عارف.
نظرت إليه بإهتمام فقال:
-بسام كان بيسأل عليكي دايما وكان يعرف إنك بتشتغلي هنا ولما حصلت المشكلة كان فيه حد تاني هو اللى هيجي بس هو إقترح على المدير انه هينزل يظبط الدنيا وبالمرة يشوف أهله فى مصر.
شهقت بقوة وقالت بعدم تصديق:
- معقول، يعني كان متابع أخباري.
إبتسم بثقة وقال: طب اقولك على التقيلة بقا مش طليقك هنا فى مصر على أساس انها إجازة.
أكمل بخبث: هو مش فى أجازة ولا حاجة د عقدة اتلغى واللى عمل كده بسام بعد ماقفلها في وشه ومبقاش باقي شغل وكل ده لما عرف انه كان متجوز عليكي وانه طلقك.
زفر بقوة وقال: بسام بيحبك قوووى يا إلما، وعمره ماحب غيرك، هو بس خايف إنك تبعدي عنه وساعتها هو هينتهي حرفيا وعشان كده قرر انه هو اللى هيبعدك.
تحدثت بما يجول بداخلها وقالت بتنهيدة :
- وأنا عمري ماحبيت غيره ولا هحب.
- يعني موافقه تفضلي معاه فى ظروفه دي.
سألته بهدوء: هي إيه ظروفه دي، هو مفيهوش حاجة تنقصه عن غيره وهيفضل فى عيوني أحسن واحد فى الدنيا.
ضحك بفرحة وقال:
-أيوه كده ارجعوا لبعض، عوضوا بعض عن اللى راح وابنوا حياة جديدة، بسام يستاهل وانتي كمان تستاهلي.
وقفت مرة واحدة وأخذت نفسها عميقا وقالت بهدوء:
- طيب أنا هدخل لبسام بس مش عارفه أقوله إيه.
وقف وهو يغلق أزرار جاكيته وقال بإبتسامة:
- اللى جواكي.
مضى هشام بطريقة ووقفت هي لا تعلم كيف أن تبدأ معه الحديث، ولكنها قررت أن تترك الأمر لقلبها وليتحدث هو.
دخلت دون أن تدق الباب فوجدته ممددا على الأريكة الجليدية الموجوده بغرفة المكتب واضعا يده على عيناه.
اقتربت منه بهدوء وجلست على حرف الطاولة فكانت قريبة منه.
تحدثت بهدوء وقالت:
- لما بعتلي الرسالة كنت بموت حرفيا بس مصدقتش وقررت إني أسأل وأعرف اللى حصل، بس ساعتها انت قفلت كل الواقع بتاعتك حتى رقمك غيرته، مبقتش عارفه أعمل إيه؟
زفرت بألم لتلك الذكرى:
- تعرف إني رحت الجامعة وسألت على عنوانك ورفضوا يديهولي، كان جوايا صوت بيقول بسام اللى كان بيخاف عليكي من نفسه عمره مايعمل كده، بس كل السكك اتقفلت فى وشي ومبقتش عارفه أعمل إيه؟
- كان يستمع إليها وقلبه ينبض بفرح لقربها منه ولكنه ظل على وضعه حتى يتركها تقول مالديها دون خجل.
أكملت بألم: 
- ولما ابن عمي اتقدملي ماما ضغطت عليا عشان اوافق ووافقت بعد مايأست من رجوعك وأول ما قالي بعد الفرح ماخلص إنه مش هيقرب مني لأن فى حياته واحدة تانيه جوايا كان فرحان.
لم يدعها تكمل بل انتفض جالسا أمامها وهو يقول بتيه وعدم تصديق:
- قققصدك أيه يا إلما، عشان خاطري اللى فهمته صح مش كده ؟
- أومأت بالموافقة خجلاً.
ااااااااااااه خرجت منه دون وعي وقام لله ساجدا تحت نظرات الإستغراب منها.
اقترب منها وجلس أمامها وقال بعينان تلمعان من الدموع:
- أنا كنت بموت يوميا وأنا متخيلك مع راجل تاني، كنت بقعد أدعي ربنا وانا بصلي وبعيط واقول ياارب عارف أنه حلالها وجوزها بس نااار في قلبي بتاكلني، أنا قررت أسافر لما فرحك قرب لأني لو كنت هنا كنت ممكن عملت مصيبة، فقررت أبعد.
نظرت لعيناه وقالت بعشق:
- أنا محبتش غيرك ورغم اللى عبدالله عمله واهانته ليا ولظلمه ليا إلا إني متوجعتش قد وجعي منك.
- غصب عني، مكنتش عارف أفكر ساعتها، موت أمي واللى حصلي، إحساسي إني بقيت عاله وتقيل ونحس لأي حد.
وضعت يدها على فمه وقالت بعشق:
- بس متقولش كده، انت هتفضل طول عمرك فوق الكل وقدر جميل أي حد يتمنى يقرب منه وهفضل أحبك واعشقك مهما حصل.
- ممكن معرفش أخلف
- الطب اتقدم وان شاء الله تنتظم فى الدوا ولو مكانش طبيعي يبقى مجهرى ولو ربنا مأردش كفاية عليا إنت
- هتقدري تشوفي رجلي وهي مش موجودة
- أنا كمالتك وسترك وغطاك واللي تخبيه من الناس أنا بس اللى أشوفه.
- تعبت من غيرك
- وانا تعبت أكتر
- كنت خايف تبعدي
- عمري ما اختار غيرك ولو بعدت عنك هاخدك معايا
- وحشتيني قوووووى.
- أنت بقه عمرك ما وحشتني عشان انت ساكن جوايا.
- بحبببببببك.
- وأنا بعشقك
بعد مرور خمسة أعوام كان يجتمع الجميع إلما وعائلتها وبسام وعائلته وفاطمة وزوجها وابنها وابنتها وكذلك هشام وزوجته وابنته ليحتفلوا بعيد ميلاد غرام إبنه إلما وبسام والتي أتت بعد أربع سنوات من العلاج المتواصل فكان كرم الله كبير.
سحبها من بين الجميع ليدخلها لغرفة مكتبه واحتصنها بقوة كبييييره وهو يشتم رائحتها ويقول:
- وحشتييييني النهاردة قوووي.
ضمت نفسها إليه بقوة وقالت:
- معلش بقا ياحبيبي عيد ميلاد دلوعتك ولازم نعملها أحسن حاجة أصل بعيد عنك باباها صعب جدااا.
قهقه بقوة وقال:
- أبوها بيعشق أمها، بس تعرفي أحلى حاجة إنها اتولدت فى نفس يوم الحادثة اللى حصلت عشان الذكري ترجع بس بحاجة جميلة بتفكرنا بعوض ربنا لينا.
وعادت إليهم الذكى ولكن على هيئة طفلة جميلة فكانت عوضا عن أيام مليئة بالجراح.
تمت
سلوى عليبه

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Sep 15 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

وعادت الذكرىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن