مَا هيَ غايتهُ؟

6 1 0
                                    

١٩٥٠ الخامسُ والعِشرون مِن شهرِ تشرينِ الثاني

في إِحدى ليالي مُدن إيطاليا/ميلانو
-

حيثْ المطر يسقطُ صادمًا الأرضُ بِقوةٍ

كانَ ويليام عائِدًا إلى شقتِهِ مِن بَعدِ يومٍ طَويل بِالبحثِ 

الساعةُ تَدقُ عقارِبِها للتنبيهِ على وشك أنْ يُصبح الوقتُ الثانيةِ عشرِ بَعدَ مُنتصفِ الليلِ

يتمشى ولَمْ يهمهُ الوقتَ لَمْ يهتمُ سُوى بِالتفكيرِ كيفَ سَيجدهُ؟

إلى أنْ شعرَ بِوجودِ أحدًا يلحقهُ

الرجل كانَ يُراقبهُ ويلحقُ بِهِ مُنذَ وقتًا ليسَ بِقريبٍ

ويليام ليسَ غبيٌ لِيدلِ الرجلُ على مكانِ سَكنهُ

ويتخذُ طريقًا آخر

أكملَ مَسيرهُ بِخطواتٍ تكادُ تكونَ أسرعَ قليلًا

ويُسرعُ الرجلُ بِخطواتهِ أيضًا

إلى أنْ بَدأ الاثنين يركضان

يدخلُ ويليام في أحدِ الأزقةِ ينتظرُ الرجل

لا يمرُ وقتٌ طويل ويرى ويليام المُطارِد

لَكن يا ويلَ حجمَ مصيبةُ ويليام

كانَ الرجلُ يَفوقهُ بُنيةً وكأنهُ أرنبًا أمامهِ

لِيسقطِهُ أرضًا

الا أنَّ مهاراةَ ويليام كانتْ جيدةً كفايةً ليُفلتُ نفسهِ بِسهولةً ويعاود ضربَ الغريب

وتبدأُ بينَهُما مَلحمةً مِن اللكماتِ، واحدةٌ تليها الأخرى

وكأنَ بينَهُما ثأرٌ لِيكونَا بِهذي الوحشةِ

فَرُغم التصدي الكبير لِضرباتِ ذَلِكَ الشخص إلّا أنْ ويليام قَد خارتَ قواهِ

كانَ ويليام دائمًا مَا يُنهي مهامهُ بِسرعةٍ لِذا لا يعلمُ بِحدوديةِ طاقتهُ

ويقعُ أرضًا

يستغل لويس هذا الامر ويكتفه

ويكتفي بِسماعِ سؤالَ ويليام الغبي

"ماذا تريدُ مَني أيُها الحَقير "

سَئل وصَوتهُ يَملئهُ الحقد

مَن كانَ يدري المُدلل ذا النبرةٍ المرحة سَيتحولُ إلى وحشٍ ذي نبرةٍ كُلها حُقدٌ؟

أكانَ ويليام يتوقعُ جوابٌ مِن شخصٍ يريدُ قَتلهُ؟

أثناءَ تفكيرُ ويليام بَكيفِ سَيهربُ مِن تَحتِ يداهُ

يلمحُ بِأنّهُ يحملُ سكينًا بِيدِهِ

كانَ يُخرجُ سكينٌ لِطعنِهِ

جَنَّ جنونهُ

أكثر الطُرق التي يمقتَها ويليام

القتلُ بِالسكينِ

طريقةٌ مُهينةٍ وسخيفةٍ

لَكن مَا كانَ السكينُ إلّا تَشتيت لِفكرِ ويليام

ويخفضُ ادراكِهِ تِجاه فِكرةَ وجود شخصًا آخر

هَذا آخر مَا تَوقعهُ ويليام

بِالفعلِ كما علِما رُغم قوتهِ مَازالَ لا يُفكرُ كثيرًا لا يُفكرُ بِجميعِ الأحتمالات

وتنجحُ خطتِهِما

يأتي شريكَ لويس مِن بَعيدٍ بِخطواتٍ بَطيئةٌ وبِيدِهِ مَنديلٌ

هدفهُ أستفزاز ويليام لِـأمساكِهِم عليهِ

يقتربُ مِنهُ أكثر ثُمَ يُخفضُ طولهِ ويستقرُ أمامهُ

يوجهَ عينيهِ إلى وجهَ ويليام مرةً وأُخرى إلى المنديلِ ويتكلمُ
"كَمْ أنتَ غبي ومَحدود التفكير لِتَقع بِفخٍ بسيط كهَذا"

يختتمُ كلامهِ بِضحكةٍ، ساخِرًا مِنهُ

لَمْ يكُن ويليام بِماذا يشعرُ مَا التعبير الذي يجبُ صُنعهُ؟

يضعُ المنديل على وجهِ ويليام الذي يَحتوي على مادةٍ مُنومَ

بائت محاولات ويليام لعدم شمه بالفشل

بِسببِ الضغطَ الكبير الذي وجهَ لهُ إجبارهِ على أستنشاقِهِ ينتهي بِهِ المطاف مُستسلمًا مُغمِضًا عِيناه مُبينًا أنَّه قَد غَطَ في نومٍ عَميق

يبتعد لويس الذي كانَ مُكتفَهُ ويجرهُ مِن ياقتِهِ

يذهبُ بِهِ إلى مكانِ سيارتِهِما

يرميهِ في المقعدِ الخلفي ويتخذ هوَ مكان السائق

يبدأ القيادةُ ويتجهَ إلى مكانِ رئيسهُ ألذي دَبرَ وأمرَ بِفعلِ كُلَ هَذا

مَاهيَ غايتَهُ؟

فَجرٌ جَميلحيث تعيش القصص. اكتشف الآن