( الفصل الثالث)
" شعور الوحدة هو الشعور الذي يقتلك من الداخل ، كونك لست محبوب حتى من أقرب الناس إليك من هم من دمك ، إذن كيف للحياة بأن تعاش هكذا ، كيف لي انا أسعد وأطمئن ، وكيف لي أن أملأ الفراغ الذي ينقصني ، أريد ان أشعر بالأمان وبأن هناك من يحميني ويخاف علي مثل روحه ، وبأن يشعرني بأن الدنيا مازلت بخير."
كانت عائشة تقف في الشرفة وهي تبكي بحرقة بين يدي نور التي كانت تطبطب عليها وتحاول أن تهدئها ولكن عائشة كانت في وادٍ أخر وكلما تتذكر حديث والدها لها تبكي أكثر و تتمنى لو أنها لم تحظى بوالد مثل هذا الشخص،
كيف لأب مثله أن يعامل من هي من دمه ومن أرتبطت اسمها به بهذه الطريقة ، كانت نور تبكي لبكاء صديقتها المقربة ومما تعانيه من والدها فحاولت أن تبثها بعض الاطمئنان قائلة لها بحزن وأسى عليها
ـ اهدي ي عائشة ارجوكي انتي مش لوحدك أنا موجودة وفريدة وعمر مش هنسيبك انتي خلاص بقيتي مننا انتي أختي ي عائشة قبل م تفكري في بباكي واللي بيعمله معاكي أفتكري ان احنا موجودين و في ضهرك.لم تقدر عائشة على الحديث من وجع قلبها وكثرة بكائها شعرت بأن حمل ثقيل على قلبها ولا تقدر على التنفس فأجابتها بعدة كلمات متقطعه وهي تتذكر ما حدث معها منذ قليل
ـ مش... مش قادرة أتخطى كلامه ي نور..Flash back
ظلت عائشة واقفة لا تستطيع الحديث من هول الصدمة فقال قاطعاً صدمتها بسخرية
ـ اي ي عائشة مش ناوية تدخلينيأتت فريدة من خلفها لترى من وعندما وجدته قالت بدهشة
ـ انت بتعمل ايه هنا!؟أجاب عليها بحنق
ـ جاي اشوف بنتي اللي ممشياها على مزاجك ديـاتكلم معاها عدل علشان معدلكش أنا
جائه الصوت من عمر حيث كان يقف خلف فريدة ثم تقدم لكي يقف أمامه ،نظر والد عائشة إلى عمر نظره يملأها الحقد وقال بسخرية
ـ ما شاء الله هو ده ابنك الباشمهندس لأ بتعرفي تربيرد عليه عمر رافعا رأسه
ـ اهو انت بالذات متتكلمش عن التربية ولا الامومة والابوة علشان انت متعرفش حاجه عنهم،
ولاحظ لحد دلوقتي محترم فرق السن ولو أنك ملكش انك تحترم او تتقدر أصلا "ظل ينظر اليه بحقد وشرر يتطاير من عينيه ثم أعاد النظر إلى عائشة التي كانت مميلة برأسها إلى الأسفل لا تقدر على الحديث وقال لها
ـ اي ي استاذة مش شايفة اللي قاعد يهين ف ابوكي مالك ساكتة ليهقالت له بصوت يكاد أن يسمع
ـ جيت ليه ي باباأجاب عليها منفعلا بصوت عالي وبغضب
ـ انا عايز أعرفه انتي اللي بتعملي اي هنا وخصوصاً في بيت فيه راجل ملهوش اي صله بيكي كنتي بتقعدي مع مامته وقولت ماشي لكن انك تيجي لحد هنا وتنامي وتصحي في بيته ده اللي مش هسمح بيه أبداً "
أنت تقرأ
لا تترك يدي
Romanceالحياة ما هي الى تجربة لنا، رغم الظروف والمواقف تسير ولا تتوقف، لن تتوقف الحياة عند مرحلة مؤلمة لديك بل ستسير وانت سوف تكمل حياتك وسيمضي الألم وستعيش ، نعم قد تكون الحياة المر فيها كثير ومتعب للحد الذي لا يكون لدينا طاقة للتحمل أكثر ولكن نتحمل ويمض...