بعد المسابقة المثيرة، استمرت حياة إيلينا ولوسيفر في قصر عائلة رود، حيث كان هناك تقلبات دائمة بين الاستقرار والاضطراب. الأيام التالية كانت مليئة باللحظات المتباينة، التي تضمنت لحظات من السلام والهدوء، وأخرى من الصراع والاضطراب.في أحد الأيام الهادئة، كانت إيلينا تتجول في حديقة القصر الواسعة، التي كانت قد عادت لتكون مكانًا هادئًا لها . الأزهار المتنوعة كانت تتفتح، والطيور تغرد على الأغصان، مما أضفى جواً من الهدوء على الحديقة. كانت إيلينا جالسة تحت شجرة كبيرة، تقرأ كتابًا نادرًا عن الأساطير القديمة التي تروي تاريخ عائلتها وسر عيونهم الذهبية التي تقرأ المشاعر علها تستطيع قراءة مشاعر الدوق أو لوسيفر.
عندما جاء لوسيفر للجلوس بجانبها.
تبادل الاثنان حديثًا هادئًا، حيث كان لوسيفر يتحدث عن رحلاته الميدانية في أنحاء المملكة وتجاربه الغامضة التي خاضها مع المُغتالين اللذين لا يتركوه يعيش لحظات سلمية. كان يتحدث بفضول وحماسة، وإيلينا كانت تستمع بتمعن، كل كلمة من كلماته تنقلها إلى عوالم جديدة. كانت هذه اللحظات هامة بالنسبة لهما، حيث تطورت علاقتهما بشكل تدريجي من مجرد زمالة إلى صداقة حقيقية في أعين إلينا.
مرت أيام أخرى مليئة بمشاهد الحياة اليومية في القصر، حيث استمرت بيرثا في مضايقة إيلينا بشكل دوري. كانت بيرثا في بعض الأحيان تتعامل مع إيلينا بتعالي وسخرية، تعبيرًا عن غضبها من تعامل الدوق معها بعد الحادث. كانت تتحدث بصوت مرتفع وتتنمر عليها بطرق مختلفة ، وتستعرض قدرتها على التسبب في الإزعاج، بينما كانت إيلينا تكتفي بالصمت، تجنبًا لمزيد من الصدام.
جوزيف، من جهته،عاد لطبعه الأول، كان يسعى دائمًا للبحث عن فرصة لإزعاج إيلينا. بطرق متنوعة يتصيد أي خطأ بسيط، ويجعل منها موضوعًا للتنكيل. كانت تتعرض لتوبيخاته وتقمصه لدور الأخ الأكبر المُتحكم، ولأحيانًا يصبح سلوك جوزيف عدائيًا أكثر، خاصةً عندما كان يظهر ضعفًا في موقفه.
وفي أحد الأيام، وقع حادث صغير كاد أن يتطور إلى مأساة. كانت بيرثا تتهجم على إيلينا في أحد الممرات، عندما بدأت بالصراخ في وجهها، مشيرًتا إلى تفاصيل شخصية مؤلمة حول كونها عديمة نفع ووصفها بالفأرة التي تحاول كسب وِد والدهما وكم أنه يمقت عيناها التي لا تعملان ، بينما كانت تحاول دفعها. حاولت إيلينا تفاديها، لكن بيرثا كانت عازمًتا على استفزازها.
فجأة، تدخل لوسيفر بجرأة، مشهدًا يقف في وجه بيرثا. كان تعبيره جدياً، وصوته هادئ ولكن حازم. تقدم نحو بيرثا ، وقبض على ذراعها بقوة. في حركة مفاجئة، مما فاجأ الأخرى لوى ذراعها ، مما جعل الأخيرة تتراجع وتصرخ من الألم. أضاف لوسيفر، "إذا كنت تبحثين عن مشاجرة، فإنكي تخطئين بالبحث هنا."
كانت لحظة درامية، حيث تجمد الجميع في مكانهم. نظرت بيرثا إلى لوسيفر بسخط يتخلله خوف من مقدار قوته المهولة التي أطبقت عليها وهالته التي تخنقها رغم كون قوة عينيها ضعيفة جدا إلا أنها إلتقطت مشاعر الغضب المقتدة نحوها، عينيها ملؤهما الرعب. لم تكن تتوقع أن يتدخل لوسيفر بهذه الطريقة، وكان هذا التهديد كافيًا لإسكاتها وجعلها تستدير لتغادر مشحونة بالغضب المكتوم وتضاعف كرهها للوسيفر الذي انتزع التحدي منها بطريقة حازمة.
إستدار لوسيفر لإلينا وسألها: "هل أنتِ بخير؟ هل أصبت بأذى؟ هل يؤلمك مكان ما؟ هي لم تلمسك صحيح؟"، إستغربت إيلينا من كم الأسئلة التي يطرحها عليها بسرعة ثم قالت بابتسامة مطمإنة إياه:" أنا بخي حقا شكرا لك لوسيفر". تنهد الآخر بإرتياح ثم دعاها ليتناولا الغذاء معا كعادتهما....
يُتبع.
أستغفر الله العظيم واتوب إليه.
🎀✨..
أنت تقرأ
إعادة كتابة الواقع
Fantasyفي مملكة تتأرجح بين النور والظلام، تعود فتاتنا من المستقبل حيث ماتت على يد البطل ، الوريث المفقود. لكن الآن، في زمن آخر، تقف عازمة على تغيير مصيرها إذ تنذر بعزم شديد بأنها لن تتورط في صراع الدماء والوراثة الخاص بعائلتها ، وتسعى لبناء مستقبل بعيد ع...