وقف الدوق فالريان أمام النافذة الزجاجية الكبيرة في مكتبه، يحدق إلى الأفق البعيد وهو يحتسي كأس النبيذ الأحمر الذي يعكس ضوء الشمس الخافت. دخل لوسيفر بهدوء كما اعتاد دائمًا، وجهه البارد مثل قناع حجري، لا يعكس شيئًا من العواطف التي تجتاح قلبه. استدار الدوق ببطء، مشهد وقور لا يخلو من الهيبة.
"لقد انتهت فترة تدريبك وتعليمك في دوقية رود،" قال الدوق ببرود، وكأن الكلمات تُلقى من خلف جدار من الجليد. "الإمبراطور أمر بعودتك إلى القصر الإمبراطوري في أقرب وقت."
لوسيفر لم يظهر أي رد فعل، عيونه الرمادية تظل ثابتة كالبحر في ليلة عاصفة، لكن في داخله كان كل شيء ينهار. كان يعلم أن رحيله يعني قطع آخر خيط يربطه بإيلينا. تردد اسمها في عقله، إيلينا... فتاة القصر الهادئة ذات الشعر الأسود والعيون الذهبية الكاملة، التي استطاعت في لحظات الصمت أن تسرق قلبه دون أن تشعر.
رغم برودة ملامحه، كان لوسيفر غارقًا في الحزن. ترك إيلينا خلفه يعني ترك كل شيء. لقد كان متأكدًا أن عمه الإمبراطور يخطط لأمر ما، وأنه بمجرد وصوله إلى القصر، لن يعود مرة أخرى إلى هذه الدوقية . مشاعر الغضب والحزن توترت داخله كخيوط متشابكة، وكلما ازداد تفكيره في الإمبراطور، زادت رغبته في الانتقام. عليه أن يُتم انتقامه، وبأسرع وقت!.
في تلك الأثناء، كانت إيلينا جالسة في حديقة القصر تتناول الشاي بهدوء. النسيم اللطيف يلاعب شعرها الأسود، وعيونها الذهبية تراقب الأزهار المتفتحة من حولها. فجأة، دخل أخوها جوزيف إلى الحديقة، عيونه الشبه ذهبية تنعكس فيها لمحات من التوتر. نظر إليها محاولًا إخفاء ارتباكه، لكنها قرأت هالة مشاعره بسهولة.
"تبدو مشغولاً،" قالت مبتسمة بهدوء وهي تدعوه للجلوس.
"نعم، لكن لا بأس ببعض الدقائق." جلس إلى جانبها واحتسى الشاي بصمت.
"هل تواجه أوقاتًا صعبة في تدريبك؟" سألته بلطف.
"ليس تمامًا." تردد قليلاً، ثم قال: "سأذهب لتفقد المناطق الجنوبية في الدوقية غدًا."
فهمت إيلينا أنه يحاول ترك انطباع جيد، وربما أراد أن يظهر أمامها كشخص مسؤول. ابتسمت بلطف وقالت: "رافقتك السلامة."
أنت تقرأ
إعادة كتابة الواقع
Fantasyفي مملكة تتأرجح بين النور والظلام، تعود فتاتنا من المستقبل حيث ماتت على يد البطل ، الوريث المفقود. لكن الآن، في زمن آخر، تقف عازمة على تغيير مصيرها إذ تنذر بعزم شديد بأنها لن تتورط في صراع الدماء والوراثة الخاص بعائلتها ، وتسعى لبناء مستقبل بعيد ع...