* ذكرى الماضي *

453 35 27
                                    

الجزء الأول..

آه من تلك الحياة؛ التي تجعلنا نعيش الصعاب والمعاناة؛ وكل ألم عشناه؛ يخلف من خلفه جرح إثراه؛ ورغم ما بها من مظاهر جمالية؛ إلا أنها لا تعطي السعادة الأبدية؛ ومن الممكن أن تسلب السعادة جميعها ما هي إلا وجود للعناء والألم بعض الأشخاص الذين نعاني منهم وقد تُدَمَرُ قلوبنا بسببهم فهناك من يؤذي مشاعرنا ونتغاضا عما يفعلونه أملاً بتَغَيُرِهِمْ؛
وقد يتغيرون ويتغيروا للأفضل
ومنهم من نتألم بسببه ولا يتغير بل هو لا يبالي

والبعض يشعرون بأخطائهم ولكن قد مضى الأوان وفاقوا بعد تأخرهم فلم يجدي ذلك نفعًا الصديق من المفروض أنه وقت الضيق ولكن في بعض الأحيان قد يكون هو منبعه نحن جميعًا بشر ولكن ليس لأننا من نفس الفصيلة نفهم بعضنا بل بالعكس أن لا أحد يشعر بألمك ولا بضعفك ولا حزنك أو حتى بمشاعرك

ما أسوء أن تحاول العيش وقد خارت قواك وأنهكت روحك وفاض ألمك حتى تمنيت أن تبتعد عن الآلام ولكن لم تحققها لك الحياة ولأن الحياة لا نستطيع تغييرها فما كتب على شخص من حزن أو سعادة لا يستطيع أحدٌ تبديله فقط علينا العيش بهدوء وغصب إرادتنا سواءًا كان حزنًا أو ألمًا حتى وإن كان عذابًا فهذا ما كتب لنا نحن البشر.....

في أحد أيام البرد القارس في شهر ديسمبر حيث تتساقط الأمطار بغزارة
وفي غرفة مظلمة في أحد المنازل
حيث يقبع فتى صغير بأحد زوايا غرفته الصغيرة التي. تملأها البرودة
والدموع التي تسيل على وجنتيه بحرارة تشعرك مدى ألمه وتلك الهالات التي ملأت أسفل عينيه تشعرك بأنه لم ينم منذ مده طويلة وشعره المبعثر كما هو حاله تمامًا...

عندما دخل ذلك الشخص عنده صارخًا عليه
انتفض جسد الأصغر بخوف.

الشخص: أيها الغبي ألم تنهض بعد هل ستظل نائمًا إذهب من هنا ما فائدتك أيها اللعين لا ترني وجهك مجددًا

رفع الفتى رأسه وأصبح وجهه مقابل لوجه ذلك الشخص ولكن لم يشفق عليه حقًا فقد أمسك يده بقوة وقام بجره بعنف جاعلاً من الصغير الذي يكتم شهقاته يتألم وقد كاد يسقط

ما هذا.؟
لماذا صغير في مثل عمره يحدث معه هذا وكيف يُفعل به هذا هل وصلت الحياة لهذه الدرجة من القسوة.

بالفعل لقد ألقاه خارج المنزل فتى صغير جسده يرتجف ملابسه لا تناسب الطقس المحيط به عيناه ضائعة في ما حوله والسماء تمطر والرعد يُدَوي أخيرًا استعاد رشده وتحرك من مكانه وجلس في مكان منعزل من الناس ولا يصله المطر وقد عُرض أمامه شريط حياته
سابقًا مع عائلته اللطيفة التي كان يعيش معها بسعادة

الماضي....

قبل سنة واحدة كان هذا الصغير ذو التسع سنوات يعيش مع والديه حياة هادئة وكان والداه يحباه كثيرًا كما أنه كان وحيد أبواه وقد كان محبوبًا من الجميع ولكن في أيام ولياليها تغير كل شيئ

الشق المظلم حيث تعيش القصص. اكتشف الآن