ماجد

32 6 2
                                    


فقال: لا خلاص، حسبت أنك تعرفه، ولكن احزر من أن تقترب لأي شخص يدعى ماجد.

-هو أنتَ بتتكلم كده ليه؟

فأجاب: أنا جبل وأسد وسكين، مصباح، إن لم تفهم ما أقصد، فلا تحزن، المهم الآن، إن قابلت أو عرفت أي شيء عن شخص كان يسمى "ماجد" فسيحدث لك شيء، لن ترضاه أبدًا يا أيها "الخادم".

وتركني وذهب، وهنا سألت نفسي "من هذا الشخص وما معنا أنهُ جبل وأسد وسكين ومصباح ولماذا حزرني من ماجد، ولماذا دعاني بالخادم؟"

رجعت البيت بعد أن انتهيت من الصلاة، وذهبت للنوم، وعندما استيقظت فتحت كتاب آخر وبدأت أقرأ فيه، هل تعلمون، أفضل شيء حدث لي في كلية التجارة تلك، هو أنني بسبب مقابلتي لــ"روان" اكتشفت أن القراءة هي أفضل شيء ممكن أن تفعله، أنا لم أكن أحب القراءة إطلاقًا، وهذا لأنني كُنت غافل، لا نستطيع أن نحكم على الأشياء إلا حين أن نجربها.

وأنا أبحث عن عنوان شيِّق من بين عناوين الخمسون كتاب، وجدت ورقة بين الكتب مكتوب عليها "ماجد".....

***

"ماجد"

دقَّت الساعة الثانية مساءً

معلنتًا خروجه من البيت واتجاهه نحو المقر –مقر عصابة الهلاك-

- أهلًا بك سيدي، لدي اليوم فكرة عظيمة.

قال تلك الجملة بعد أن جلس على تلك الطاولة الدائرية بجوار ثلاثة من أكبر رجال العصابة وبحضور رئيسهم " جبل وأسد وسكين، مصباح "

نظر له الرئيس بابتسامة: أمامنا ليلة طويلة يا "ماجد"، اهدأ لكي أخبركم أولًا ما سبب اجتماعي بكم اليوم.

أومأ رجال العصابة وتابع: بعد أن قامت العصابة بالعديد من العمليات الناجحة، وبعد أن اكتسبت العصابة الكثير من الأموال الطائلة، لذلك؛ قررت أنا، بصفتي رئيسًا لتلك العصابة العريقة، أن عصابتنا ستقوم بأكبر مذبحة قتل حدثت في تاريخنا وتاريخ عصابتنا، أريد مذبحة مثل مذبحة القلعة لمحمد علي، في الحقيقة ليس لدي أي اقتراحات لأفكار، ولكني سأترككم لتبدعوا فكرة جيدة، هيا تكلموا.

ساد الصمت المكان لعدة ثواني إلى تكلم وائل أحد كبراء العصابة: عندي خطة يا سيدي، سنقيم حفلًا فخمًا للأغنياء وسنرسل دعوات لكل الأغنياءـ وعندما يأتون للحفل، نقتلهم جميعًا بالأسلحة الرشاشة، ما رأيك.

لم يتحدث رئيسهم، وهذا معناه أن الفكرة لم تعجبه، قال علاء أحد كبار العصابة: لدي فكرة، ولكنها تُشبه فكرة وائل بعض الشيء، سنصنع حفلة على سفينة فخمة أيضًا للأغنياء، وعندما نتأكد أن الجميع موجود على السفينة سنطلق صاروخ عليها وسنفجرها.

صرخ الرئيس قائلًا: كفا أيها الأغبياء، لماذا أنتم تحصرون فقط فئة الأغنياء، أنا أريد كل الفئات.

ابتسم "ماجد" وأخرج سيجارته وأشعلها وقال: حسنًا، أنا كُنت أعلم أن الاجتماع سيدور حول هذا الموضوع، لذلك فكرت في فكرة رائعة، فكرة خارج جميع الصناديق التي توجد في العالم، سيدي، أُريدك أن تناديني من الآن "الأستاذ ماجد، مالك دار الكُتب للنشر والتوزيع".

فقال رئيس العصابة بعد أن ابتسم وظهرت أسنانه ذات اللون الأصفر: حسنًا يا سفاح الكتب.

ابتسم ماجد: حسنًا يا "جاسم" يا جبل يا أسد يا سكين يا مصباح...

***

انتهيت من قراءة الورقة التي كانت توجد بين كُتب "روان"، هل تلك قصة حقيقية أم أنها فقط من وحي خيال أحد الكتاب؟ وإن كانت حقيقية، فأين تكملتها، فكرت في ذلك إلا أن وجدت أبي يرن على هاتفي، فتحت.

- ازيك يا بابا

- الحمد لله يا بني

- الحمد لله، كُِنت عاوز حاجة يا بابا؟

- أنا في المستشفى، تعالى بسرعة، عاوز أشوفك قبل ما أ.....

انقطع الخط.

ماذا؟ أبي يريدني قبل ماذا؟....

يُتبع..

______________

الكاتب مروان أحمد

متنساش الفوت

خادم الكتابةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن