حبايب أخوكوا: أنا معتش هبقا موجود تاني، علشان أنا..
قررت أتغير.
للأسوأ.. أو...
عكس كلمة الأسوأ -اعرفها إنتَ بقا- بعد مدة قليلة "من الزمن" أتتني رسالة من صديقي محمد يقول فيها: قررت تتغير إيه بس؟ دنا كل يوم بشوفك بطقم جديد، ده إنتَ أبوك غني يا جدع.
قرأت الرسالة، وأرسلت: بقلك يسطا أنا هتغير مش هغير فيه فرق بين الكلمتين، "تذكرت هُنا عندما أخبرتني روان الفرق بين الفراسة والافتراس".
أرسل صدييقي مُحسن: ماشي يا عم، اختفي ولا -مش عارف ايه-، يعني إنتَ هتلبس العباية بتاعت والد "هاري بوتر"؟ على العموم، لو مش عاوز تكلمنا تاني، تعالى بس نشوفك في القهوة لآخر مرة، لو تكرم يعني.
أخذت نفسًا عميقًا.. عميقًا جدًا.. وكتبت بأنامل أصابعي الصغيرة "خلاص، النهارده آخر مقابلة لينا."
ارتديت ملابسي ونزلت من المنزل في تمام الساعة الحادية عشرة مساءً متجهًا لمكاننا الحبيب "قهوة الصحاب"، نظرت للقهوة من بعيد فوجدت أصدقائي الاثنان أو الاثنين "مليش في النحو الصراحة" ابتسمت وقلت لنفسي: بقا أنا عاوز أسيب الأشكال دي؟ "أنا عقلت ولا ايه".
سلمت عليهم وجلست بجانبهم وطلب محسن من عم فتحي صاحب القهوة "ثلاث أكواب من الشاي باللبن بالسكر" -معلقة واحدة علشان الصحة-
محمد بحزن "مش قوي يعني": بقا كده يا صحبي؟ عاوز تسيب شلتك، عاوز تسبنا احنا، صحاب عمرك؟
-صحاب ايه يا عم، أنا بقلك، أنا معتش هخرج من البيت لمدة شهر علشان أخلص الكُتب دي.
محم بضيق: عادي، خلاص مش مشكلة.
استغربت حقًا من بيعهم السريع لي، ولكنني فضَّلت من أن أنتهي من الحديث معهم بأسرع وقت،
وبالفعل، أقنعتهم بأني لن أقابلهم أو أُكلمهم على جروب "الشلة الحلوة" مرة أُخرى إلا بعد أن أُصبح غني،
ولكني لم أُخبرهم بالجائزة التي سأحصل عليها حين أنتهي من الكتب، لكي لا يحسدونني "أنا أعلم أصدقائي حقًا"
دخلت البيت وخاصة غرفتي الحبيبة، التي قد رتبتها منذ وقت، وأغلقت على نفسي الباب، وجلست على مكتبي بعد أن وضعت عليه أول كتاب من تلك الكتب "أول كتاب من خمسين كتاب" قلت بسم الله "يابا قول بسم الله قبل ما تعمل أي حاجة علشان معيطش أنا الوقتي" وفتحت الكتاب، كان عنوان الكتاب "نظرية الفستق" وبدأت بالقارءة، القراءة بالنسبة لي لم تكن موهبة إطلاقًا، بل حتى أنا لم أكن أحب مادة اللغة العربية بسبب موضوعات القراءة التي كانت بها، أعلم أنني من القلائل الذين يفضلون النحو عن الدروس، ولكنني كُنت منهم، كل إنسان منا يحب شيء ما، ويكون كل شغفه في ذلك الشيء، ولكن إن كانت فرصتك الحقيقية في مكان آخر، في شيء آخر، ولكنك تكره ذلك الشيء، هل ستحارب من أجل ما تريد، أم ستقول لا، أنا لا أحب أن أفعل ذلك، وأنا قُلت الجملة الثانية، "أنا لا أُحب أن أفعل ذلك" وأقفلت الكتاب، فتحته مجددًا لأنني أريد الأموال، وبدأت أقرأ، حقًا القراءة ليست سيئة لذلك الحد، وخاصةً عندما تقرأ كتاب مثل كتاب نظرية الفستق، انتهيت من الكتاب، ونظرت في الساعة فودتها الرابعة صباحًا، سمعت صوت أدان الفجر، فخرجت من غرفتي وتوضأت، وصليت الفجر "في المسجد" ودعوت ربي أن يهديني ويصلح بالي، وأن يشفي والدتي ووالدي، وأن يهدي أصدقائي "أصدقاء السوء" انتهيت من الصلاة، وأنا في طريقي إلى البيت قابلي شخص غريب يرتدي جلباب أسود ويضع شيء على رأسه يمنعني من أن أرى وجهه وسألني: هو أنتَ تعرف ماجد؟
-ماجد مين؟
فقال: لا خلاص، حسبت أنك تعرفه، ولكن احزر من أن تقترب لأي شخص يدعى ماجد.
-هو أنتَ بتتكلم كده ليه؟
فأجاب
يتبع.....
__________________________________
بقلم مروان أحمد
متنساش الفوت..
____________
عارف إن الفصل كان صغير أوي، بس معلش، هنزل الفصل الرابع قريبًا جدًا
أنت تقرأ
خادم الكتابة
Comédieعندما تكون إنسانًا عاديًا.. ولكنك.. تُصبح مختلف.. عندما تكون مجرمًا.. ولكنك.. تُصبح مختلف.. بسبب.. ذلك الشيء..