سفاحُ الكُتب

32 7 2
                                    


انقطع الخط.

ماذا؟ أبي يريدني قبل ماذا؟....

ارتديت ملابس الخروج مباشرةً، وكل تفكيري في المكروه الذي أصاب أبي، فتحت باب الشقة فإذا بالرجل الذي يرتدي عباءة سوداء ويضع وشاح على وجهه واقف أمام الباب وكأنه شيطان، رجعت للخلف ببطيء وأنا أنظر له بخوف مترقب ماذا سيفعل بي هذا الغريب، ولكنه قال بكل وقار: أهلًا بك.

-حضرتك عاوز مني ايه؟

ضحك ضحكة طويلة وتابع: لقد حذرتك من  أن تعرف أي شيء عن شخص يُسمى "ماجد"، ولكنك بغبائك قرأت شيء متعلق به، لذلك أُهنِّك على دخولك ساحة المعركة "وأخرج من عباءته ورقة صفراء قديمة ومدَّها لي" خد هذه واقرأها بصوت عالي الآن.

 أخذت الورقة وقلت: لو سمحت أنا مش فاضي للكلام اللي انت بتقوله ده، بابا في المستشفى وأنا محتاج إني أروح أشوف فيه ايه.

دخل الشقة وقال: لا بئس ببيتك، والدك في المستشفى بسبب أنه شعر ببعض البرد وهو أرادك لكي يعطيك مفاتيح سيارته لكي تذهب بها وتشتري الأشياء التي تحتاجها والدتك.

عندما سمعت كلمة والدتي، تذكرت أنها في المطبخ، وقلت: انت عرفت الكلام ده منين، وكمان ماما في المطبخ ولو شافتك هنا مش عارف هيحصل ليها إيه!

أزاح الرجل الوشاح عن رأسه ليظهر وجهه الذي يوجد به العديد من التجاعيد وشعره الأبيض الطويل: ها؟ هل هذا جيد الآن؟

-أيوة، بس أنا هقول لماما ايه؟

جلس على مقعد ووضع رجله اليمنى على اليسرى وأجاب: أخبرها أنني دكتورك في الجامعة، وجئت لكي أسأل عليك لأنك متغيب من مُدة.

جاء صوت من المطبخ: مين كان بيخبط على الباب يا واد؟

نظرت للرجل بخوف وأجبت: ده دكتور عندي في الجامعة يا ماما.

عندما قلت تلك الجملة –ده دكتور عندي في الجامعة يا ماما- سمعت صوت أشياء تقع وأشياء تُكسر في المطبخ وقالت أمي: قله كام معلقة سكر يا واد.

ابتسمت ونظرت للرجل وقلت بصوت عالي: كام معلقة سكر يا دكتور.

فأجاب: لا أنا مبحبش السكر.

فقلت: خلاص يا ماما، اعملي شاي من غير سكر "نظرت للرجل مجددًا" وبالمرة من غير شاي!

جلست أنا الآخر على المقعد الذي يوجد أمام مقعده وقلت وأنا أمسك الورقة الصفراء: يعني جاي ليا وعامل كل الخطة دي علشان أقرأ الورقة دي؟

أومأ برأسه: نعم، لأن هذه الورقة تكملة للورقة السابقة.

تذكرت الورقة الأولى، وفتحت الورقة الصفراء ولكن قبل أن أقول أي شيء دخلت أمي بالشاي وقالت وهي تنظر للرجل الغريب: ازيك يا دكتور، والله مشرفنا ومنورنا "وضعت الشاي على الطاولة" بس أنا مش فاهمة سبب الزيارة يعني، أصل ما تواخزنيش يعني، مفيش أبدًا حد عبَّر الولد وجاله من الدكاتره بتوعه.

خادم الكتابةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن