بعد ما أنتهىٰ تنسيق المجموعات لمشاريع كُلّية الفنون الجميلة وقف "عُمير" مستنكِرًا ليتفوه قائلاً:-
"وأنا أبقى مع سلسبيل ليه يا دكتور؟ ليه مش مع مازن أو حد تانى؟"
لتنطِق "سلسبيل" رافعة أحدىٰ حاجبيها قائلةً:-
"أنت تطول تبقى معايا؟"، وأه يا دكتور خلينى مع حد تاني".
ليزفُر بغضبٍ أحتلّ ملامح وجهه من كلاهما:-
"مفيش نقاش ف الموضوع تاني، يلا أتفضلوا المشروع يتقدم خِلال أسبوع.!"
لينظر "عُمير"بأستنكارٍ ، لترحل "سلسبيل" دون نقاشٍ لتُجيب في نفسِها:-
"بقي أنا هعمل مشروع معاه؟، طب إزاي طيب، عديها علي خير يارب."
لتراه قادِمًا لتُهتِف بضجرٍ:-
"إيه الفكرة اللي ف دماغك ولا هنعمل إيه؟، هيتقدم كمان أسبوع زي ما أنتَ شايف."
ليتفوه رافِعًا أحدىٰ حاجِبيه بتعجب:-
"هيكون إيه يعني؟."، أكيد لوحة بس لسه هنشوف علي إيه ."
أومأت في تفهم مُستأنِفة حديثه قائلةً بنبرةً حماسية:-
"نرسم اللوحة عن الفراشات؟."
لينظُر في أثرِها بملل لينطِق:-
"وأشمعنا الفراشات يعني؟."
لتُجيبُه بحماسٍ ظَهْرَ علي ملامِحها:-
"علشان بحب الفراشات جدًا، وكمان شكلها جميل ورقيقة ومش هتاخد مننا وقت أنتَ رأيك إيه؟."
لينظُر في عينيها مُتأمِلاً ملامِحها الرقيقة و الحادة في الوقتِ ذاته ليُردِف:-
"وليه منرسمش حاجه تانية؟.، نرسم كِلاب مثلاً.؟"
لتُجيب في نفسها بسخرية و أمتِعاض:-
"كلب هيرسم كلب"
ليحتل الغضبٍ ملامحهُ ليتفوه رافِعًا حاجبيه بأستنكارِ:-
"سمعتك علي فكرة؟.، إيه رأيك أن أنتِ اللي كلبة بقي مش أنا؟."
لتنظُر له نظرةً تكادُ تُحرِقهُ بِها قائلةً:-
"مسمعتش، قول تاني كده أنا إيه أنا إيه؟، أنا إيه؟
ليبتلِع ريقه قائلاً بثقةٍ مُصطنعة وإبتسامة علت ثغرُه:-
" مش بعيد كلامي مرتين."
لتنظُر له بإشمئزاز قائلةً بنبرةً جامدةً:-
"طب أسكُت بدل ما ألطُشك قلمين أظبُطك"
ليقول مُتعجبًا من حديثها:-
"نعم؟؟. "
لتضحك قائلةً بنبرةً ملأتها السخرية:-
"مبعيدش كلامي مرتين."
لتستأنِف حديثها ولم تُترك له مجالاً للكلام :-
"جود باي يا حبيبي، أشوفك بكره بقي علشان نظبط المشروع."
لينظُر في أثرها قائلاً في عالم موازي:-
"قالتلي يا حبيبي، شكلها بتلمح."
ليأتي في تِلك اللحظة صديقهُ "مازن"لينطِق:-
" إيه اللي واخد عقلك؟. "
ليرد علي حديثه قائلاً بتنهيدة:-
"وإيه اللي هياخد عقلي؟.، قاعد بفكر ف المشروع اللي هعمله معاها يعني ملقوش غيرنا؟ ده أحنا بنتخانق كل دقيقتين.، ليُكمِل حديثه بشرود وإبتسامة علي ثغره:-
" بس قالتلي يا حبيبي. "
ليضحك صديقه علي حديثه قائلاً بسخرية:-
"أنتَ عبيط يا حبيبي؟، دي مش طايقاك و بتتخانقوا سوا علطول وأنتَ لسه قايل بنفسك وجاي ماسك ف الكلمة؟، نام كويس يا عُمير نام كويس يا اخويا."
ليقهقه "عُمير" علي حديثه ليتفوه بلهفةٍ:-
الصلاة، يلا نروح المسجد اللي علي الناصية علشان نصلي العصر هيأذن و بالمرة نصلي جماعة. "
ليتحمحم "مازن" بأحراج أحتل ملامِحه:-
"ااا، أصل أنا مبصليش."
لينطِق صديقه متعجبًا من حديثه:-
"ومبتصليش ليه يا حبيبي؟، أتشليت؟، وحتي لو أتشليت تصلي علي كرسي مبتصليش ليه بقي وأنتَ صحتك تمام؟."
ليبتلِع ريقه بتوتر قائلاً:-
"بص يا عُمير بصراحة أنا بكسل أصلّي وبقالي كتير قاطع صلاة حاسس أني تايه مش عارف أعمل إيه ولا ابدأ منين، زعلان من نفسي أوي مش عارف أصلاً حتي لو توبت لربنا هيقبل توبتي بعد كل ده ولا لأ."
ليومأ له متفهِمًا لحديثه:-
"فاهمك يا مازن، أول حاجه مفيش شيء أسمه بكسل أصلّي، تاني حاجه لازم ترجع تصلي ده بدون شك وهتفضل تايه لحد ما ترجع لربنا و تصلي، تالت و أهم حاجه مفيش حاجه أسمها لو توبت لربنا هيقبلني ولا لأ، طول ما أنتَ عايش و لسه بتتنفس تقدر تتوب أحنا عايشين حلم اللي ماتو تحت التراب بيتمنوا لو يرجعوا لحظة يستغفروا أو يصلوا يا مازن، لسه في وقت أنتَ لسه عايش و بتتنفس و تقدر تتوب، في الآية رقم 69 من سورة العنكبوت ربنا سبحانه و تعالي بيقول:-
{وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا}..، يعني إيه؟
_يعني اللي بيجاهدوا في سبيل الله ويصبروا علي الفِتن و الأذي ربنا هيهديهم لطريقه و يثبتهم علي الصراط المُستقيم."
ليجهُش صديقه ف البكاء بينما يحتضنه "عُمير" ليُردف من بين بكاءه:-
"هيقبلني؟ بعد كل ده هيقبلني؟
ليومأ له بتأكيد لحديثه:-
" هيقبلك يا حبيبي، مننساش قول ربنا سبحانه و تعالي:-
﴿ ۞ قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ۚ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ﴾
[ الزمر: 53]، خلاص بقي يلا بينا علي المسجد نروح نصلي جماعة. "
ليتمتم صديقه "مازن":-
يلا بينا، شكرا يا عُمير شكرا أنك علطول جنبي ومعايا و مسيبتنيش وبتقربني لكل حاجه ترضي ربنا."
ليُطمأنهُ صديقه ويتفوه قائلاً:-
"وهفضل دايمًا معاك يا حبيبي
ثم ليضحك ليُكمِل حديثه:-
" هو الصحاب ليهم عند بعض إيه غير علاقة حلوة تقربك من ربنا وأكل يجيب تسمم غذائي وفشل كلوي؟. "
ليقهقه علي كلِماته وينطق:-
"طب يلا بينا علشان نلحق الصلاة جماعة يلا."
ليُجيب علي حديثه بلهفةً:-
"يلا."
بعدما أقاموا الصلاة وقف "عُمير" علي أعتاب المسجد ليهتُف:-
"أشوفك بكره بقي يا مازن علشان هروح أخلص ال Tasks اللي ورايا."
ليتمتم صديقه ويتفوه قائلاً:-
"أشوفك بكره يا أبو الصحاب."
ليُربت علي كتفه ويرحل دون أن يتفوه بحرفٍ آخر. "
![](https://img.wattpad.com/cover/376737615-288-k594423.jpg)
أنت تقرأ
سَاكُورَا _زهرة الكرز
Romanceرأو بعضهم صُدفةً ليُكمِلو حياة بعضِهم البعض، وآخرون أحبُ بعضهم مُنذ زمن، فهل سيجد كلاً مِنهُما نِصفهُ الأخر؟، هل ستنعقد بقلوبهم خيوط الحُب والأمان؟ هذا ما سنعرفه في روايتنا. التصنيف: إجتماعي، عاطفي. بدأت: السابع عشر من سبتمبر لعام ٢٠٢٤