part 3: لما لم تقتلني؟

17 3 4
                                    

يَنعَتُونَ المَرأَة بالمَخلُوقِ الأَعوَج وَ هُم عَلَى اعوِجَاجِ خَصَرِهَا يَتَقَاتَلُون
........................................................................

خرجت من المشفى تتمشى وتحمل حقيبتها تخلف وعدها لاخيها بأنها لن تخطو خارج المكان الا عند عودته لاخذها
تخرج هاتفها تتصل على مساعديها او تابعيها كما يمتلك جميع افراد الفاليرزو مساعدين وخدام يساعدونهم في امورهم الخاصة او تأدية مهمة سخيفة كقتل مجموعة من الحمقى واحيانا يقومون بذلك بأنفسهم من اجل بعض المتعة.....
"هل عرفت الفاعل؟"
"نعم سيدتي ،حاليا هو عندنا كرهينة ولا يريد ان يدلي بأي تفاصيل او يعترف، ما التصرف السليم في هذه الحالة ؟"
"دعه هناك سأتصرف معه بنفسي واصنع من دماءه نبيذا احتسيه"
قد تكون ملامحها باردة احيانا ولطيفة احيانا اخرى
لكنها تنتمي للملائكة الشيطانيين فلا احد يعلم ما خلف قناع الكمالية من قلب مفترس
لديها الكثير من الاعداء بسبب لقبها ..مكانتها وكل شيء يتعلق بعالمها

تخرج من بوالة المشفى تلمح بعض الاشخاص الطبيعيين متوزعين يتعايشون مع افراد المجتمع والناس في الشارع ..لكنها من العالم السفلي وتدرك جيدا انهم الحراس الذين تركهم زعيم عشيرتها والذي يكون اخاها ،لانه يعلم علم اليقين انها لن تجلس في المشفى الى حين عودته ،لذا ابتسمت بسخرية تركب السيارة التي طلبت من اتباعها احضارها قبل عشر دقائق من خروجها من المشفى....ان طلبتم ميزة لهؤلاء الاتباع فسأقول انها سرعة التنفيذ
____

تفتح اعينها ترى انها في مكان غير مألوف مستلقية على اريكة جد مريحة لكنها لا تخص منزلها
قرصت نفسها لعل ما حدث كان حلما وان كل شيء بخير
لكن سرعان ما ادركت انه حقيقة حين التفتت حولها لترى نفس الرجل الذي كان آخر ما رأته قبل ان تستيقظ
يتكئ على الحائط امام نافذة كبيرة وصوت المطر يدوي في الارجاء ورائحة التراب والخشب تنبع من المكان ....كان هذا مزيج الفا المفضل من الروائح
استقامت تعدل ثيابها ثم وبنبرة جادة قالت تخاطبه
"اين نحن؟"
لم يجبها بل استمر في التحديق خارج النافذة بهدوء ...صحيح انه وسيم ويبدو كشخص في غاية النبالة الآن مع شعره المبلول الاسود الحالك وملامحه الحادة وقميصه الصوفي الاسود وسروال بنفس اللون ونظارات طبية زادت منه جاذبية

كل هذا جعل الفا تشرد قليلا الى ان ادركت نفسها اخيرا تعيد طرح السؤال بنفس النبرة تدعي القوة لكن مشاعرها متضاربة بين خوف وعدم استيعاب لما يحصل
"قلت اين نحن؟؟؟"
هذه المرة وجه نظره نحوها دون ان يتحرك حتى
"استيقظت ضيفتي واخيرا"
"ضيفة او ضحية؟"
عندما اردفت بهذا جعلته يبتسم بمكر وهو على نفس الوضعية
"ربما "
هذه هي الاجابة الوحيدة التي اعطاها لها ولا يزال يحدق بها بنفس وضعيته
"ما الذي حدث ولما نحن هنا؟"
هذه المرة عزمت الفا على ان تستخدم فنونها القتالية التي لن تقتل نملة او تهرب من اي مكان
اعتدل في وقفته يضم يداه الى صدره ويوجه نظراته صوبها
"لقد اغمي عليك منذ ساعتين وانت الآن في منزلي"
نظرت له لبعض الوقت ثم اخذت تقترب منه شيئا فشيئا حتى وصلت لتنظر من النافذة وترى الاشجار التي تساقطت اوراق بعض منها

Behind my boardWhere stories live. Discover now