المقدمة الثانية (قال السيد المؤلف)🕊💚

5 0 0
                                    

سافرت الى العتبات المقدسة في شهر ربيع الاول عام 1345 هـ ، وكان لي من العمر 30 سنه فتشرفت بزيارة مراقد الائمة الاطعام من آل النبي المُختار (صلوات الله وسلامه عليه وعليهم ) في العراق ، ومنها عزمت على السفر الى الهند وباكستان بغية السفر منهما الى خراسان والتشرف في زياره الامام الرضا (عليه السلام) فوصلت الى-كراتشي- و هي مدينه ساحلية تعد من اهم الموانئ في المنطقة .
وما ان وصلت اليها حتى انتشر خبر وصول في اهم الصحف هناك ، فجاءتني دعوات كثيره من الاخوة المؤمنين  الذين كانت بيني وبينهم معرفه سابقه وموده قديم ولابُد من اجابه تلك الدعوات الكريمه وان كانت تستوجب مني قطع مسافات بعيدة وشد الرحال من مدينه الى اخرى ، وان بلد الى اخر .
فواصلت سفري الى مدينه (بومبي) وهي ايضا من اكبر مدن الهند واعظم الموانئ فيها فاستقبلني المؤمنون الذين دعوني اليها ومكثتُ فيها ضيفاً معززاً بين اهلها ليالي واياماً ثم تابعت السفر الى مدينه (دهلي) ومنها الى (آگره) و (لاهور) و (بنجاب) و (سيالكوت) و(كشمير)  و (حيدر اباد) و (كويته) وغيرها ...
وقد استقبلني الكثير من الناس وعاما المؤمنين في هذه المدن بحراره فائقه فكانوا يرحبون بقدومي ويحيونني بهتافات وتحيات على العادات ورسوم الشعبية المتعارفه هناك .
وفي ايام وجودي في تلك المدن المهمة التي سافرت اليها كان العلماء من مختلف المذاهب والاديان يزوروني في منزلي وكنت ارد لهم زياره في بيوتهم وكان غالبا ما يدور بيني وبينهم محاورات دينيا ومناظرات علمية مفيدة كنت اتعرف من خلالها على عقائدهم وهم يتعرفون على عقائدي ومن اهم تلك المناقشات والمحاورات حوار ونقاش دار بيني وبين البراهمة والعلماء الهندوس في مدينه (دهلي) وكان ذلك بحضور قائد الهند ومحررهم من الاستعمار " الزعيم الوطني غاندي ".
وكانت الصحف و المجلات تنشر عبر -مُراسليها- كل ما يدور في المجلس من الحوار بالتفصيل وبكل امانة وصدق .
وكانت نتيجة تلك المناظرات ان "ثُبِتَ الحق وزهق الباطل ان الباطل كان زهوقا" فقد خرجت من الحوار منتصراً على المناظرين وذلك بالأدلة العلمية والبراهين العقلية ، حتى ثبت في المجلس ان مذهب اهل البيت هو مذهب الشيعه الجعفريه الاثني عشر - هو المذهب الحق وانه أحق ان يُتبع وانا اقول مردداً: { الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَٰذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ ۖ } "سورة الإعراف:٤٣".

ليالي بيشاور حيث تعيش القصص. اكتشف الآن