*معلومة:تبدأ القصة من المجلس الأول*
____________________________________جدير بنا ان نسمي عصرنا بعصر التفاهم والحوار الحر .
لقد حان الوقت ليتصارح المسلمون بأمورهم العقائدية حتى يظهر الحق وتتوحد كلمتهم عليه فإن الوحدة الاسلامية ، أمنية جميع المسلمين.
ولاننا لمسنا ان التفرقة هي بُغية اعدائهم وهي الوسيلة التي استعملها اعداء الدين والمستعمرون لفرض سيطرتهم على البلاد الاسلامية ونهب خيراتها وبث مبادئ الكفر والالحاد والظلال والفساد بين ابناء الاسلام الحنيف .
وبما إن الوحدة الاسلامية ضروره ملحّة وهي لا تتم الا بالصدق والحوار الايجابي البناء بلا تعصب ولا عناد مع تحكيم القران والعقل والوجدان الحر في اختيار احسن القول كما امر بذلك رب العباد في قوله العزيز { فَبَشِر عِبَادِ (١٧) الَذِينَ يَستَمِعُونَ القَول فَيتَبَعُون أحسنهُ } "¹" 《سورة الزمر: ١٧-١٨》.فيلزم على المسلم الكامل والانسان العاقل ان يكون بصيراً في امر دينه عالماً بقضايا مذهبه لا يقبل قولا ولا يتمسك به الا عن دليل وبرهان حتى يصبح في امرهِ على يقين وايمان .
لانهُ اذا سلك طريقاً وتمسك بعقائد ومبادئ بغير علم يسنده ولا دليل يعضده وبرهان يرشده فسيكون كمن اغمض عينيه ولزم طريقا طويلا يمشي فيه على امل ان يوصله الى مقصده ومنزله حتى اذا اصاب راسه الحائط فابصر وفتح عينيهِ فانهُ سوف يرى نفسه بعيداً عن مقصده تائهاً ضالاً عن سواء الصراط فمن لم يحقق في الامور الدينيه ولم يدقق في القضايا المذهبيه بل ذهب الى مذهب ابائه ولزم سبيل اسلافهم فربما فتح عينيه بعد جهد طويل فيرى نفسه تائها قد ظل السبيل ولذا عبر الله العزيز الحكيم سبحانه عن هكذا انسان بالاعمى فقال: {وَمَن كَانَ فِى هَٰذِهِۦٓ أَعْمَىٰ فَهُوَ فِى ٱلْءَاخِرَةِ أَعْمَىٰ وَأَضَلُّ سَبِيلًا}"²"《سورة الإسراء:٧٢》.
ولانقاذ المسلمين من العناد والتعامي اقدمتُ على تعريب هذا الكتاب القيّم من اللغة الفارسية الى اللغة العربية لعله يحقق شيئا من هذا الهدف السامي . راجياً ان يترك في المسلمين اثراً ايجابياً فيقرب قلوبهم و يوحد صفوفهم و كلمتهم ، ويجمعهم على كلمه الله سبحانه بالحق والصلاح والسعاده والفلاح . ولقد ادركتُ مؤلف هذا الكتاب المرحوم آية الله السيد محمد "سلطان الواعظين" وحظرت مجلسهُ وسمعت حديثه ومواعظهُ فلقد كان (رحمه الله) رجلا ضخماً في العلم والجسم ذا شيبه وهيبة وكان جسيماً وسيماً ذا وجه منير قل ان رايت مثله وكان إنذاك يناهز التسعين عاماً من عمرهِ الشريف ، ولقد شاركت في تشييع جثمانه الطاهر في مدينه طهران حيث عطلت اسواق عاصمه ايران لوفاته وخرجت حشود عظيمة في مواكب عزاء حزينة وكئيبة ورفعت الرايات والاعلام السوداء معلنةً ولاءها وحبها لذلك العالم الجليل والسيد النبيل .
ولا اذكر تاريخ وفاته بالضبط ، ولكن كان في العقد الاخير من القرن الرابع الهجري واشهد الله العزيز اني لما بدات بتعريب هذا الكتاب رأيت ذلك السيد العظيم مرتين في الرؤيا وكان مُقبلا عليّ مبتسما ضاحكا في وجهي ، وكأنه كان يشكرني على هذا العمل فاسأل الله تبارك وتعالى ان يتغمده برحمته الواسعه وأن يتقبل هذا المجهود منه ومنا ويجعله ذخيرةً لاخرتنا ولكل من ساعد وسعى في نشر هذا الكتاب انه سميع الدعاء.قُم المقدسة ... حسين الموسوي
28 شوال 1419 هجري الموافق 41 فبراير 1999
أنت تقرأ
ليالي بيشاور
Narrativa Storica#مناظرات_و_حوار #سُلطان_الواعظين #السيد_محمد_الموسوي_الشيرازي