-05-

494 50 17
                                    

لا تنسوا التعليق بين الفقرات و التصويت











التفـت الغيـوم القاتِمة في وسـعِ السماء فوقنـا، تدوي الانفجـارات دويًا تلو الأخـر، ترتعد قلـوب المدنيـين خوفــا و قلـوب الجنـود واقفـة بثبـات على الحدود...

مكثـت ليلة كامِلة في المبنى السـريّ الذي بُني أسفل الأرض لتُديره قـوة الدفاع المدني، ظلت بـقـرب سيهـون المنشغل بنقل و تلقي التعليمات، زال الليل بِظلامه فشقشق الصبـاحُ دون شمسٍ ظـاهرة بسبب الغيـوم الماكثـة..

كانت جالسة على كرسي خشبـيّ قُرب مكتب سيهون، نظر إليها فقال بتعب:
- لنعد للبيت يا هيڤين..

وقفت على قدميهـا المرتجفتين و سارت للخارج، لتشعـر بأن الضمادة تنـاسب من قدمهـا متحررة، تجاهلت ذلك و سارت مع سيهون، إلى سـيارته التي تحطم زجاجها جِراء القذائف و القصف الذي توالى على المنطقة..

نزلت أمام بيتهـا لترمقـه بنظـرة متردد فقالت أخيرًا قبل أن تغلق الباب:
- اعتني بنفسك يا رقيب أوه..

طرقت باب المنـزل، ليفتح لها تايهيونغ الذي بـدا وجهه شاحبًا، دخلت للبيت لتجد الحقائب تجـاوره و الثلاثة على وشك الخروج فهتفت زوجة أبيها:

- الحرب اندلعت، و شركة والدك تعطل عملها و سيادته تركنا دون مأوى و ملجأ، و حسابات البنوك تعطلت، سنقوم بتأجير المنزل لنسترزق منه، و سنذهب لنمكث مع عائلتي بالريف، اذهبي لخطيبكِ و اعقدي قرانكما...

- ماذا؟....
فاهت بصـدمة لتنسـاب الدموع من عينيهـا فقالت زوجة الاب:

- تايهيونغ لا يملك سوى تسعين مليون وون و أنا خمسين مليون...سنموت جوعى على هذا النحو، البنوك تعطلت و لن نستطيع سحب أموالنا.. الوضع بات كارثي، اذهبي لخطيبك، وداعًا...

- مهلاً انتظري، كيف أجرتما البيت، كيف.. لماذا لم تخبروني..

ركضت خلفهـا للخارج، لكن الثلاثة صعدوا لسيارة تايهيونغ الذي نظـر إلى هيڤين بتـردد فقال لوالدته:

-أمي لنأخذ هيڤين معنا، كيف سنتركها هنا!..

-خطيبها معها، ليست بمفردها.. بيت جدك لن يسع لثلاثتنا لتأتي هيڤين، فلتستغيث بوالدتها التي تعيش في الصين..

The Mayor حيث تعيش القصص. اكتشف الآن