٢- كاللوحة على الجدران

38 8 10
                                    

كـاللوحة على الجدران،
ثابتة! تراها جميلة لكنها متجمدة.

لا تبعث الحياة إلا من ألوانها، شخصياتها، ومحتوياتها.
يعجبك ما بها، ربما تود بيديك لمسها، أن تستشعر بريقها، أن تملأ فضولك بـواقِعها، وربما أن تمتلكها، ولكنك جاهل بما يمر بها، بما تحملته من قسوة في ورقِها، بما عانته في تشكيلها، كى تظهر لك بهذا البريق!

كذلك "أنا" ..
كلوحة فتاة تبتسم.
تُسحَر بإبتسامتِها لكن لا ترى الألم في بؤبؤ عينيها.

تلك أنا وحدي في منتصف الطريق، أسير بلا دليل، أشعر بالحيرة؛ فأمامي طريق مجهول المصير، وطريق مضئ.

الأول: فيه بعضاً من راحتي
والأخر: معالمه لا تبث على اقتناعي

كيف أعبر من أحدهما وأنا أجهل الأصح منهما؟ كيف سأختار وسأحدد من يجب اجتيازه؟ أنت تنظر لى وتتمنى أن تكون مكاني، وتختار لي ما هو واضح أمامك، ولكنك لا تفهم أن مشاعري عكس اختيارك.

أريد راحتي لا وضوحك، أريد ما يقطن في قلبي وتطمئن له نبضاتى، لكنى أجهل الوسيلة لعبوره، أجهل ما يمكن فعله لإجتيازه، لأكون جزءاً منه، لتلامس قدماي أرضه، لأستشعر ريحه.

كيف اعبره دون حيلة أو وسيلة؟ هل استكشفه للمرة الأولى أم انتظر إلى أن تسمح شمسه بعبوري؟ هل أجازف وأعبر وأنا أجهل القادم منه أم أقف مكانى لا احرك ساكناً؟

أترى أنك تحكم عليَّ من مظهري ولا شأن لك بجوهري!
إذا تمنيت حياتي فخذها بحيرتها ومتقلباتها، لا تتمني شيئاً لم تطلع على غوائبه حتى لا تصعق بما تخفيه عنك حقيقته.

أترى أنك تحكم عليَّ من مظهري ولا شأن لك بجوهري!إذا تمنيت حياتي فخذها بحيرتها ومتقلباتها، لا تتمني شيئاً لم تطلع على غوائبه حتى لا تصعق بما تخفيه عنك حقيقته

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.


متنساش الڤوت يا جَميـــل ❦

ما رواه القلب حيث تعيش القصص. اكتشف الآن