كذبة صغيرة

153 65 14
                                    

السلام عليكم.
كيف حالكم؟.

إستغفروا الله.

لا تنسوا التصويت والتعليق فضلا.

بسم الله

• •
• •
• •
• •
• •
• •
•••••••••••••••••••••••••••••••••

"حسنًا، لنعطه ما يريد."

فتحا أعينهما البراقتان ينظران نحو الجدة بتعجب واستفهام، وكأنهما يحاولان فهم المعنى وراء كلماتها الغامضة. ريد لم يستطع كبح فضوله، فتردد في صوته وهو يقول: "ما هذا يا سيدتي؟" كانت كلماته مزيجًا من الشك والدهشة، وكأنها تحمل في طياتها مخاوف غير معلنة.

لم يكد يلتقط أنفاسه حتى جاء صوت عميق من خلفه، صوت بدا له مألوفًا ولكنه مليء بالهيبة، فاستدار ببطء، وكأن الزمن توقف للحظة، ليواجه صاحب الصوت. كان يقف هناك، السيد أليكس، ملامحه الجادة ووقاره يغمران المكان بهالة من الثقة والقوة، كان بلون شعره الأشقر البني وعيونه البنية.

"سيد أليكس؟" تمتم ريد، وكأنه يحاول التأكد أن الرجل أمامه ليس وهما من خياله. دخل الرجل بخطوات واثقة، وكان يشع برودة هادئة، وكأن لا شيء قادر على زعزعة هدوئه. لكن هناك وميضًا دافئًا في عينيه حين اقترب من الجدة ونظر إليها بتساؤل.

"مرحبًا يا أبي." جملة بسيطة، لكنها كانت محملة بأبعاد عاطفية، بصوت دافئ صادر من إيڤا، ابنته التي كانت تراقب المشهد بصمت وترقب.

استدار أليكس نحو أمه، وعيناه تمتلئان بفضول ممزوج بقلق خفي. "ماذا تعنين بكلامك، أمي؟" سأل، ونبرته تحمل مزيجًا من الحزم والرغبة في فهم حقيقة الأمر.

ريد، الذي كان يقف بجانبهم، شعر بتوتر يزحف إلى قلبه، فقد أدرك أن كلمات الجدة قد تثير انطباعات خاطئة. استجمع شجاعته وتكلم بسرعة، خشية أن يساء فهم ما قالته الجدة عن الحبر: "سيد أليكس، ذاك الطبيب... متوحش. إنه يطلب الحبر." كانت كلماته تخرج بتردد، لكن الصدق فيها كان جليًا.

تبادل أليكس وريد نظرات سريعة، وفي اللحظة التي تلاقت فيها أعينهما، انخفضت نظرة ريد بتلقائية، كأنه لا يستطيع مواجهة نظرته الجليلة. نظر أليكس إليه بنوع من الاستفسار، ثم قال بصوت هادئ ولكنه قوي، "ماذا حدث، يا ريد؟"

جلس أليكس بهدوء، متأهبًا للاستماع، وفي تلك اللحظة شعرت إيڤا بارتياح، فتحركت لتجلس بجواره، ثم انزلقت برفق لتنام على قدميه، كأنها تبحث عن ملاذ آمن في قربه. كان هذا المشهد البسيط كفيلاً بنقل إحساس عميق بالأمان، ولكن القلق الذي يلف المكان لم يسمح للهدوء أن يدوم طويلًا.

دعوة إلى الموت حيث تعيش القصص. اكتشف الآن