السلام عليكم.
كيف حالكم؟.لا تنسوا التصويت والتعليق فضلا.
بسم الله.
• •
• •
• •
• •
• •
••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••في تلك الغرفة شبه المظلمة، حيث كان الضوء الشحيح ينبعث من مصباح مكتبي قديم يقبع على حافة الطاولة، جلس محقق يُدعى مارك، يتأمل التقارير التي وصلته من مركز الشرطة. كان الغبار يعم الأجواء، وتنبعث رائحة الورق القديم الممزوجة ببعض العفن الخفيف الذي يتسلل من ركن الغرفة الرطبة، كأن هذه التقارير كانت هنا منذ قرون.
دانيال، بوجهه المرهق وعينيه المتعبتين اللتين تعكس فيهما قسوة السنين، كان ينظر إلى ورقة بخط اليد، مُعلمة بتجاعيد تدل على تقادمها، وتحتوي على جمل غامضة كأنها كتبت على عجل ويد مرتعشة. كانت هناك بقعة حمراء في زاوية الورقة، كأنها نقطة من دم جاف. تساءل في نفسه، من الذي كتب هذه الرسالة؟ وما الذي دفعه لكتابتها؟
ظل يحدق في تلك الكلمات طويلاً، محاولاً فك شفرتها المعقدة. كان النص مكتوبًا بخط متعرج، غارق في الضبابية، ما جعل فكّ حروفه شاقًا. ولكن على الرغم من تزعزع الخط، استطاع قراءة العبارة الأساسية:
"سترى شروق الضوء تحت ورقة الصفصاف، هدية من روح البئر، بعيدًا عنها، تطفو عند مرساها."
تردد دانيال وهو يقرأها بصوت منخفض، يحاول تحليل معانيها. “ما الذي يقصد بشروق الضوء تحت ورقة الصفصاف؟ وما هي هدية روح البئر؟” لقد كانت الكلمات غريبة ومبهمة، وكأنها مقتبسة من أسطورة قديمة.
تنهد، ووضع الورقة على الطاولة بخشوع، كأنه يضع فيها جزءًا من روحه. وقف بهدوء، قاصداً النافذة التي كانت تطل على الشارع بالخارج. أضواء الشارع الخافتة كانت تُلقي بظلال شبحية على الأسفلت، وكأنها لوحة قديمة تتلاشى تحت وطأة الوقت. التفت نحو الخارج، محاولاً تهدئة عقله الذي أرهقه التفكير العميق، وتمتم بصوت خافت، وهو يضيق عينيه في الظلام.
"من أنت يا سيران؟" كان الصوت يتردد في الغرفة الصامتة، كأنه طيف يمر في الأرجاء، قبل أن يتلاشى في الأفق.
بينما كان يستغرق في تأمل تلك الأفكار الغامضة، أضاء هاتفه فجأة، ليعلن وصول رسالة جديدة. ارتعش قليلاً حين رأى الضوء، فكأن قدوم رسالة في مثل هذا الوقت المتأخر يعني أخبارًا غير مريحة. أمسك بهاتفه ببطء، فتح الرسالة وتفحص ما فيها. كان النص قصيرًا وغامضًا:
"تم القبض على ريد."
حدق دانيال في النص لثوانٍ محاولاً استيعابه، لكن عقله كان مشوشًا؛ من يكون هذا "ريد"؟ ولماذا يتم إخباره بذلك؟
أنت تقرأ
دعوة إلى الموت
Fantasíaرواية الماء والحبر الممزوج. لا مكان للخسارة بين مجتمعنا. القتل مهارتي والطب مهنتي.. فلا تعطني أقل من قيمتي. جموح أوكايلي. صراحة تحدي الموت... دعوة إلى الموت. الدعوة مستمرة فمن يستلمها ومن يقع بها؟. بقلمي الكاتبة أشواق الليبية. • • __________ ...