عــَودة بــَعــد فُــقـدان

نَبش الأتربة...

كان يمان جالساً يُطالع جرح يده الذي اعاده لوعيه بعد أن رآه يوسف أيعقل انه أخطأ... هو لا يعتبر ما فعله خطأ لكونه أراد أن يتألم جسدياً أيضا وليس روحياً فقط نهض يطالع السماء المتزينة بالنجوم لم يرفع رأسه لأعلى فقط ينظر لما يقع بمستوى علوه ماذا يفعل انه يرفض العيش بدونها وحقيقة انها ليست معه يرفض انها تحت الأتربة... انه لأول مرة يطلب معجزة... يطلب معجزة تجعلها تعود له بأي طريقة المهم انها هناا وان كان الثمن نبش الأتربة وبرؤيته لها تُعيدها له....

قام بمحو تلك الدمعة كباقي الدموع التي عادت تنهمر بحياته منذ أن عرفها انها الحياة له كانت ولازالت هكذا...

"لماذا تم أخذها مني لماذا... الا يحق لي ان اسعد في حياتي ولو لمرة واحدة ما هذه الحياة الكريهة...."

قام بضرب قبضته السليمة على سور الشرفة ليبعثر شعره داخلاً للداخل زافراً بهدوء لن يقتل القاتل رغم انه يعرف من هو سحر أرادت حياة هادئة ليوسف وهذا ما يقيده ولكن ان اقترب احد منه سيغرق يداه بالدماء في سبيل آمان يوسف...

يوم جديد...

.... كانت تقوم بترتيب شعرها الطويل المتموج كثيراً والذي تشبهه احياناً بصوف الخروف....

لتبدأ بإعداد حلوى وكعك صغير ليوسف الذي ينظر بحزن لما تصنعه وهو يرى الليمون وبعيداً عنها كونها لم تستعمله حتى وهذا ما جعله يخرج خارج القصر يجلس أسفل تلك الشجرة ينظر لتلك الليمونات التي بدأت تكبر شيئاً فشيئاً....

يوسف بإحباط:خالتي ابتُ انظر لهذه الثمرات دون أن تتلمسها اناملك وتصنعي لي ما لذ وطاب بالليمون... والفانيلا

قام من مكانه يجلب الدلو يسقي الشجرة بهدوء غير عالِم بالذي ينظر لما يفعله حتى بعيداً عن أنظار الجميع....

عند سحر...

كانت تشعر بشعور غريب داخلها كون انها تشك حول طبيبتها هل تأخر دورتها له سبب بأصابتها... هل تكذب عليها بشيء ما لذلك توقفت أمام باب الغرفة بعد أن تعبت تلك الشمطاء من تهديدها ولعل وقوفها كان سبب لتعلم شيء مااا وهذا الشيء جعلها تتصنم مكانها لولا اقتراب خطوات ما نحو الحجرة

فُتِح الباب ليليه دخول الطبيبة والعجوز الشمطاء

الام:هل أنتِ بخير اتقلصات دورتك تؤلم جرحك...

نظرت سحر للأثنتان وما ان رأت قلق الطبيبة حتى تصنعت الألم.... وهذا ما جعلها تستغرب أكثر وهي ترى من تحت رموشها زفر الطبيبة براحة تامة...

الام:سأخرج افحصيها و اعطها دواء مااا

..... وما ان خرجت الام حتى تحركت سحر بقوة نحو الطبيبة هامسة   "ماذا هنااا"

الطبيبة:أشك انه تكوني حامل يا سيدتي...

وعند كلام الطبيبة قامت سحر بأفلات ذراعها تتراجع للخلف وهي لا تصدق ما تسمعه أهذا ممكن