الاسوء دائما للأسوء ﴿1﴾

6 1 0
                                    

جوا غائم للغاية يجلب الرعشة لبدني الريح تلاطمني الضباب يمنع رؤيتي و الاشجار تحاوط طريقي، كثافتها تخفي مصاري اشجار الصنوبر طويلة تكاد تعانق السماء الغائمة حد النخاع. خطوت خطوة أخرى ممتلئة بطين المبلل بينما حذائي كان ثقيل بسبب الطين العالق به فتحت ذلك الباب الحديدي المصدأ و خطوت الى الداخل لقد كان هذا هو مدخل المدرسة الثاني و بما ان حارس البوابة لم يرضى ادخالي من الباب الرئيسي اضطررت الى قطع مسافة لا بأس بها داخل الغابة و الوصول الى هذا الباب بينما اصلي داخلي الا يراني احدهم ..

قمت بجر نفسي داخل ممرات المدرسة وصلت و اخيرا الى فصلي كان الباب مغلق اي ان الاستاذ قد وصل لتو. رائع! يا له من حض رائع

اقتربت من الباب قمت بطرقه ثم فتحته لاطل بجسدي على الاستاذ المنشغل في كتابة الدرس على الوحة ولكن ما ان سمع صوت صرير الباب القديم حتى التف رأسه مثل الافاعي كما حدث بضبط مع الطلاب داخل هذا الفصل الممل لهذا الاستاذ الممل و لمادة التاريخ المملة. راقبته يراقبني باعينه الصغيرة المجعدة مع لمحة من الغضب قبل أن ينبس بصوته المتهدج الحاد " إليارا مجددا تأخرت خمس دقائق عن حصتي!" قال و رمى القلم بعصبية على مكتبه و حسنا انه محق هذه هي المرة سابعة التي اتاخر بها على حصته، حصته فقط حرفيا انا لا اتأخر عن اي حصة غير حصة التاريخ الغبية

بقي ينضر لي بنضرات حادة و تفحص يفكر فيما كان سوف يدخلني او لا و في الحقيقة لا يبدو انه ينوي ادخالي الى الخصة و هذا يعني انني مجددا يجب ان احضر ورقة الدخول من المدير الذي بن يقدمها لي حتى لو قبلت قدمه اليسرى المقطوعة " ادخلي " فجأة نبس بهدوء افجعني بصراحة لم اكن اتوقع ان يدخلني و لو واحد صفر صفر صفر واحد لقد ضننت انه سيرمي كلمات ثم يطردني لكنه ذكي كفاية لكي يدخلني هذا اليوم لانني لا امتلك طاقة لقمع احدهم اليوم ..

قمت بجر نفسي داخل القاعة بهدوء راسي منقط للاسفل خصلاتي تخفي جوانب وجهي و القبعة تخفي ما تبقى من وجهي تمشيت نحو مقدي وسط نضرات الطلاب و الأستاذ و قبل أن اضع مؤخرتي على الكرسي سمعت صوت الاستاذ الغاضب " إليارا الى الخارج ! " تبا مالذي يحصل لهذا الاستاذ الغبي الان ؟! ادرت رأسي نضرت نحوه ثم لمحت المنضر اسفلي تبا مجددا. لقد تركت علامات الطين على الأرضية البيضاء حرفيا كل علامات خطواتي وضحت هناك و الطين ترك علامة واضحة على الأرضية

تنهدت تنهيدة لم يسمعها احدهم حملت حقيبتي التي كنت قد وضعتها مسبقا على الكرسي ثم حملت نفسي لذهاب و تعمدت الدوس بعيدا عن العلامات لاترك واحدة أخرى جديدة تغضب الاستاذ اكثر مما هو عليه الآن

يا إلهي عبوس هذا الاستاذ الغاضب يضحكني حقا ..

خرجت من القاعة بقيت اتجول في الممرات و بطبع تركت الطين شاهد على خطواتي في كل مكان انا اقصد الحديقة اريد الذهاب الى حديقة المدرسة و استنشاق بعض الهواء العليل الجلوس على كرسي مبلل بينما زخات المطر تعصف على وجهك و الرياح تداعب كيانك يا له من شعور رائع لا يروق لبعض الحمقى. وصلت الى الحديقة و اتخذت مضجع لي اجلس عليه لو لا سماعي لصوت انين و اصوات قهقهات و قد حثني ذلك على النهوض و الاقتراب من السور الحجري الذي يفصل بين الحديقة الموجودة داخلها و الملعب ..

وتر الدم || Blood chord حيث تعيش القصص. اكتشف الآن