الطمأنينة

155 20 100
                                    

الفصل السابع:الطمأنينة
_____________________

تنبعث رائحة السجائر مُجددًا مِن حولنا بينما كانت
كانت الشمس تغرب خلفَ تِلك البنايات

لم تعد الشمس موجودة وكُلَّ ما كان يوجد هُوَ ضوئها الخفيف الذي تلون بألوان الخريف والغيوم الممتدة حتَّى نهاية سيول..

كانَ الظرف ملقيًا أمامي بينما كُنت أُدخن سيجارتي بِـصمت..

أصبح الجو هادئًا بعد ما أن كانَ مليئًا بالجدال
إذ أن أوغست يقف بجانبي يُشاركني التدخين

أحيانًا أُفكر بأنَّ هذا كُلَّ مانستطيع فعله معًا،
الجلوس بِـصمت وهدوء حيث لا حاجة لنا
إلى أحاديثٍ فارغة ولا تملقٍ مُبتذل..

كل مايكون بيننا هو عبور الأوراق الجافة الساقطة
من أغصانٍ صغيرة وصوت نسيم الخريف..

أُفكر حولَ ماحدث بيننا مُنذُ قليل ومُنذُ أيام،شيئًا ما في داخلي يخبرني بأن لابأس بالقبول بمساعدته وشيئًا آخر يرفض قبول مساعدته..

-ينتابني الفضول..
نظرت إليه بينما كُنت أنفث الدخان ليكمل
-لما لم تبلغي عنه مُنذُ البداية؟

ضيقت عيني نحوه وأملت عنقي بِـتسائل
-أتظن أنني لم أُفكر في ذلك؟

نفى بِـرأسه بينما كان يحدق بي لأدحرج عيناي بعيدًا عنه معيدةً اللفافة داخل ثغري لأسحب النيكوتين بِـقوة وبعد ذلك أخرجت الدخان ليملأ الفراغ الذي بيننا

تنهدت بِـثقل بينما أعدت نظري نَحوَ الظرف لأنبس بِـشرود
-الأشياء التي مسؤولة عنها تنتظرني في كل مكان ولا أملك سوى مصدر دخل واحد وهُوَ الأجر الذي أتلقاه من الشركة وإن علمت الشركة بِـتورطي بهذه الأمور لطردتُ..لذا كان يجب علي بأن أكون حذرة.

كانَ أوغست يحمل سيجارته بين أنامله دونَ إشعالها فقط كان يعبث بِـها بإنصات حتَّى أعدت نظري إليه مُتحدثة
-لستُ سعيدة بِـمعرفتك للأمر أوغست..

توقف عن العبث بالسيجارة حتَّى نظرَ إليّ بِـهدوء وقبل أن يقول أي شيء اقتربت منه وقُمت بأخذ السيجارة مِنه

أخرجت قداحتي بينما وضعت سيجارتي بين شفتي لأتمسك بها حتَّى أشعلت اللفافه وانتشرت رائحتهُ وقُمت بإرجاعها إليه

نظرَ أوغست لِـسيجارته ومِن ثُمَّ إليّ حتَّى ابتسمت بِـخفة وأكملت حديثي بعد ما أزحت اللفافة بعيدًا عنّي
-ولكنني ممتنة لمساعدتك.

رأيت إبتسامته الجانبية وهيَ تظهر لِـيقول بِـصدق
-لا داعي بأن تكونِ ممتنة جولاي!

Cigarettes ‏In Surfaceحيث تعيش القصص. اكتشف الآن