I

494 31 2
                                    


🎸

رُغمَ جَمِيع الأَضوَاءِ التِّي بمَقدُورهَا إِنَارَة عَتمَةِ اللَيلِ، مَازَال دَاخِلِي مُظلِمًا و بَاهتًا كَطَريقٍ مَهجُورٍ. رُغمَ العَدَد الهَائِل مِن سُكَّان هَذَا الكَوكَبِ، مَازِلت وَحيدًا أُناضِل لِأَجِد مَعنَى الحَياةِ.




🎯

'مَاذَا سَيحدُث إِن قَفزتُ مِن هُنا الآنَ؟ هَل سَيختفِي كُلُّ شَيءٍ بَعدَها؟'

كَان يُفكِّر و هُو يَنظٌر إِلى النَهرِ الذِي يَعكِس ضَوءَ القَمرِ السَاطِعِ أمَامهُ، هُو يَعلمُ بالفِعلِ أنَّه لَا يَستطِيعُ أَن يَقفِز حتَّى لَو أَرادَ هَذا.

كُلُّ شَيءٍ مُعقَّدٌ و صَعبٌ بالنِسبَةِ إِليهِ، لَا يُمكِنهُ الخُروجُ للمَشيِ أَو استِنشَاق بَعضِ الهَواءِ النَقيِّ إِلَّا و مَعهُ حَارِسَينِ. كَما هُو الآن، يَقفُ ورَائهُ حَارسينِ يَرتدِيانِ الأَسودَ.

"تَايَهِيونغ-شِي، انتَهى وَقتُك. عَلينَا الذَهَاب."

التَفت تايهيونغ إِلى حَارسَه، نَظرَ لَه مُطوَّلًا قَبلَ أَن يَشرَع بالمَشيِ. كَان يُحاوِل جَاهدًا عَدمَ لَعنِ الرَجل أَمَامَه.

رَفع عَينَاه يُحدِّق بالنُجومِ فَوقهُ، كَم بَدت جَميلةً و هِي تَلمعُ فِي وَسطِ عَتمَة السَماءِ.

"هَل سَيكون هُناكَ مَن يُنيرُ عَتمَة لَيلِي كَتلكَ النُجومِ؟"

تَمتَم بصَوت مُنخفِض قَبلَ أَن يَشعُر بِشيءِ قَاسٍ يرتَطِم بكَتفِه أفَقده تَوازنَه لِيَسقُط عَلى الأَرضِ متَأَوهًا. تَوجَّه الحَارسَين نَحوهُ مُباشَرةً يُساعِداهِ عَلى النهُوضِ.

و قَبلَ أَن يَنبَس بكَلمَةٍ سَمِع صَوتًا خَافتًا يَقول

"هَل أَنتَ بخَيرٍ؟"

سَأل فتَى بَدَا عَليهِ القَلقُ بَعض الشَيءِ. كَانَت عَيانَاه تتلَألَأ بطَريقَة أَذهلَت تَايَهِيونغ ، 'لَا بُدَّ أنَّه يَعيشُ برَاحَة كَي تَلألَأ عَيناه هَكذَا' فَكرَّ تَايَهِيونغ .

لكِن لَيس هَذا مَا أَذهلَ تَايَهِيونغ فَقَط، فَقد أُذهِل بمَظهَرهِ أيضًا.

أَنفٌ مُستقِيمٌ لَا تَشوبَه شَائبَةٌ، . كَاَنت بَشرتَه تَلمَع كالقَمر فِي عُتمَة اللَيلِ. كَان شَعرهُ أَسودٌ قصير بَعضَ الشَيءِ. كَما أنَّه لَاحظَ أنَّه كَان يَحمِل مَعهُ جِيتَارًا.

Guitarist ♤ Tk حيث تعيش القصص. اكتشف الآن