VIII

196 13 2
                                    


- لُطفًا، يُرجَى التَصوِيت، و تَرك تَعليقٍ لطِيفٍ لتَشجيعِي D: -




-

"أَهلًا بِكُم فِي مَقهَانَا المُتواضِع، مَا هُو طَلبكُم؟"

تَحدَّثت الفَتاةُ التِي تَقفُ خَلف المِنضَدة مُظهرَةً ابتِسامَةً لَطيفَةً. نَظرَ الزَهرِّي لِطويلِ القَامةِ سَائِلًا

"مَاذَا تُفضِّل؟ الفَانِيلَا، أَم الفَراولَة؟ أَم.. هَل تُحبُّ الشُوكُولَاتَةَ؟"

نَظرَ وُونِشيك لِلشَاشَة التِي تُظهِرُ قَائِمَة التِي تَضمنَت العَديدُ مِن أنوَاعِ القَهوى و الحَلويَّاتِ. بحمَاسٍ، أشَّر باصبَعهُ عَلى كَعكَة صَغيرَة بنَكهَةِ شُوكُولَاتة النَعنَاعِ.

"مَاذَا عَن هَذا؟"

سَأل و عَيناهُ تَشعُّ بَريقًا، ابتَسم الأخِير قَبل أَن يُخبِر النَادِلةَ بطَلبهِم.

تَوجَّها لِطَاولَةٍ تَطلُّ عَلى النَافذَةِ، حَيث تَظهَر الوُرودُ المُلوَّنةِ التِي لُطخت ببَياضِ الثَلجِ المبهِج، كَانت الشَوارِع مَطليَّةً بالأبيَض اللَامِع، الذِي أَعطى الطُرقَ مَظهرًا جَذابًا أحبَبهُ قَلب ذُو العِيونِ البُندقِيَّةِ.

أَنسَاهُ المَشهدَ تِلك الهُمومَ التِي أثقَلتهُ لِسنوَات عَديدَة، تَناسَى ذَلك اليَأس و التَعب، القَلق و الذُعر الذِي عَاشَه فِي سِنِّ صَغيرَة، رُغم بَساطَةِ مَنظَر الوُروُد التِي تَحوَّلت بَيضَاء، أسقُف البِيوت التِي أصبَحت كَأسقُف بِيوتِ الزَنجَبيلِ التِي يَصنعهَا النَاس قَبل عِيد المِيلَاد فَرحًا بِهِ، لَم يَستطِع ازَاحَة عَينَاه عَنه، إلَّا عِندمَا أرجَعه صَوت النَادلَةِ للوَاقعِ.

"تَفضلُوا كَعكةُ الشُوكُولاتَة بالنَعنَاع خَاصتَكُم، استَمتِعُوا!"

انحَنت بخِفَّة ثُمَّ هَمت مُغادِرةً تَاركَةً الفتيان . عَلى الفَورِ، أمسَك وُونشِيك بشَوكَتهِ و بَدأ يَلتَهم الكَعكَة الحِلوة أمامَه.

أمَّا تَايَهِيونغ ، فَقد بَدأ بالتَحدِيق بالآخَر و هُو يَأكُل بَفرحٍ، ابتَسم بلُطفٍ، فَقَد بَدا الفَتى ذُو التَاسعَة و العِشرُون سَنة كَفتَى فِي التَاسعَة فَقط!

"لِمَا لَا تَأكُل؟"

سَأل ذُو الشَعر البُنيِّ، بَعد أَن لَاحَظَ أنَّه الوَحيد الذِي يأكُلُ.

"لَا تَهتَم بِي، فَأنَا لَا أكُل بَعد العَاشِرة"

كِذبَة تَفوَّه بِها الزَهريِّ، فَفِي للحقِيقَة هُو لَا يَأكُل الشُوكولَاتةَ بالنَعنَاعِ! لَكِن، بَريقُ عَينَا الجَالسِ أمَامهُ غضَّت البَصر عَن هَذِه الحَقيقَة.

Guitarist ♤ Tk حيث تعيش القصص. اكتشف الآن