04

9 5 6
                                    


قراءة ممتعة🥀🥀🥀🕸
_________________________________________

كان الجو مشحونًا بالتوتر والقلق من جهة سيرافينا. لم يكن الأمر وكأنها ستكون سعيدة بوجود جيش من الوحوش الأسطورية الضخمة يقف عند حدود مملكتها، وملكهم يواجهها بملامحه الباردة والفخورة. حدقت في وجهه بعينيها العسليتين، نظرة حادة تكشف عن غضب يتأجج في داخلها. قالت بصوت يكسوه الجدية:

"ما الذي يريده الملك غوردواديوز من مملكتي؟ ليتجرأ على عرض جيشه في هذه الأرض؟ حتى لو كانت هناك نزاعات بيننا، فلا أظن أن خطوة بهذه الخطورة جديرة بالتنفيذ. ما هي أهدافك حقًا؟"

نظر زينديلو إليها بثبات، وكأن كل جزء منها يستحق أن يُدرس بعناية. دهشته ظلت مختبئة خلف عينيه، بينما يتفحص بنيتها القوية؛ لا يشبه خصرها خصور الأميرات التقليديات اللواتي اعتاد رؤيتهن. لم ترتدِ الأثواب الملكية ولا الأزياء المزركشة. بل ارتدت قميصًا رماديًا بسيطًا، وحزامًا جلديًا يحوي حقيبة صغيرة وأدوات عملية، مع دروع معدنية تغطي ساعديها، مما منحها مظهرًا حربيًا. كان بنطالها الداكن وأحذيتها الطويلة ملائمة للمغامرات والتنقل في الطبيعة الوعرة. حتى الشال الأزرق الداكن الملتف حول عنقها، والسيف الذي يتأرجح على خصرها، كلها أعطت انطباعًا بأنها ليست أميرة تقليدية.

حوّل زينديلو نظره إلى وجهها مرة أخرى، وتحدث بنبرة خشنة مشوبة بالاستهزاء:

"أوه، لا تقلقي... لست هنا لأجل صراعات الماضي. لا أجد في نفسي أي ميل لتلك العداوات القديمة بين الممالك."

صمت للحظة، ثم أكمل، وعيناه تلتقيان بعينيها بثقة:

"لقد جئت لطلب التحالف... ضد المملكة الشمالية."

توسعت عينا سيرافينا بدهشة حينما سمعت كلماته، لم يكن هناك أي تردد في صوته. تقدمت نحوه ببطء، عيناها تمتلئان بالتساؤل والشك.

"ماذا؟ هل فقدت عقلك؟ من يجرؤ على طلب تحالف ضد الإمبراطورية الشمالية العظمى؟"

ابتسم زينديلو ابتسامة خفيفة تحمل سخرية متعمدة، وقال بنبرة باردة:

"وأنا كنت أعتقد أنك شخص يمتلك شجاعة العقل... أنتِ أيضًا خاضعة لسلطتهم، مثل بقية الممالك. تخافين قوانينهم وتعيشين تحت ظلهم."

اشتعل الغضب في عيني سيرافينا. الحقيقة الجارحة كانت تثير أعصابها، خاصة عندما تأتي من شخص مثل هذا الغجري. حدقت فيه بغضب، لكنه واصل كلامه بنبرة لا تخلو من الاستهزاء:

"هل تفكرين أنني أتصرف بلا خطة؟ دعينا نترك حلمي العظيم الذي لن يفهمه عقلكِ الخاضع هذا. لقد قلت إنني هنا للتحالف، وهذا يعني أنني سأطالب بكامل مخزون أسلحتكم، وأيضًا محاصيلكم... ثروتكم الزراعية لا تقدر بثمن بالنسبة لي. وبالطبع، مطالبي بسيطة كما تسمعين. وإذا جاء ردك بما لا يعجبني، فلن يتطلب الأمر مني سوى إشارة واحدة، لتحويل مملكتكِ من أرض مزهرة إلى أنهار من الدماء، وروائح التعفن تحل محل أزهاركم المزعجة. فكّري جيدًا، ليس لديكِ الوقت لطلب المساعدة من الإمبراطورية أو المملكة الغربية. فأنا - شخص يكره التاريخ - أعرف جيدًا ما حدث بالفعل، وأعلم أن جيشكِ قد تم إنهاكه واستنزافه في آخر مقاومة شعبية داخل مملكتكِ هذه. إذاً، يا أسكيث، ما هو قرارك؟"

غَجَرِي فِي أَحْضَانِ أَمِيرَةَحيث تعيش القصص. اكتشف الآن