1.الجمال بلا ذكريات

45 0 0
                                    


"اذهب وأعلنها – الجوكر لم يعد موجودًا!"

"ولكن..."

"لا مجال للأعذار، الجوكر مات."

أومأت برأسها وغادرت. لم يكن هناك ما يمكن مناقشته بعد؛ القرار قد اتُخذ بالفعل – الجوكر مات.

------------

وجوههم بقيت مخفية خلف الأقنعة، مما خلق وهمًا بثلاثة ظلال تتحرك في صمت.

"الجوكر مات."

"ماذا؟" صاح أحدهم.

"لماذا؟" تساءل آخر.

"القرار قد اتُخذ بالفعل."

"والآن ماذا؟ ماذا عنا؟"

"إذا لم يكن هناك جوكر، فلا وجود لنا أيضاً"، قال الأول. تبع ذلك لحظة من الصمت. "الجوكر ترك رسالة لنا جميعًا."

"ما هي؟" سأل الأطول بينهم.

"ابحثوا عن هدفكم"، قال الأول وهو يسلم حقيبتين للآخرين. "هدية من الجوكر لكم. ومعها، أودعكم. اعتنوا بأنفسكم."

وقف الآخران يحملان الحقيبتين. مرة أخرى، امتلأت عيونهما بالدموع. مرة أخرى، وجدا نفسيهما بلا عائلة. لكن، خلف الأقنعة، نجحا في رسم ابتسامة ضعيفة. الجوكر لم يتركهما دون توجيه؛ لقد منحهما مهمة جديدة – اكتشاف غاياتهما.

--------------

"لماذا تركت كل شيء فجأة وجئت إلى هنا؟" سأل صديقه بينما كانا يسيران بجوار النهر. السماء الزرقاء، الهواء البارد قليلًا، والخضرة من حولهما خلقت جوًا استثنائيًا من الهدوء.

"لا شيء غير عادي."

"لابد أن هناك شيئًا. عادةً، عندما تأتي، تخبرني على الأقل قبل شهر. لكنك جئت فجأة هذه المرة؛ لم أتمكن حتى من تنظيف الفيلا بأكملها."

"لا بأس."

"هل حدث شيء ما؟" توقف صديقه. "يبدو أنك هادئ بشكل غريب. وقد تغيرت."

نظر زهران إلى صديقه وابتسم.

"هل التغيير إيجابي أم سلبي؟"

"لا أستطيع أن أقول الآن. أعطني بضعة أيام، ثم يمكنني إخبارك." ابتسم ريحان في المقابل.

كان تدفق النهر اللطيف يرسم خلفية هادئة بينما واصلا السير. بدا الجو الهادئ للسماء الزرقاء وأوراق الشجر المتراقصة كما لو كان يحيط بهما بعناق مريح.

مرة أخرى، ساد الصمت بينهما. نظر ريحان إلى زهران وسأله، "إلى متى تنوي البقاء هنا؟"

"لا أستطيع أن أقول"، أجاب زهران بلامبالاة، وعينيه مثبتتين على تدفق الماء المتناغم.

"يا صديقي، أصبحتُ حقًا فضوليًا الآن. هل ارتكبت جريمة أو شيء من هذا القبيل؟" سأل ريحان، لكن زهران ظل صامتًا وهز رأسه نافيًا.

الجمالوالجوكرWhere stories live. Discover now